تهديدات الحوثي للسفن الإسرائيلية.. هل يشكل الحوثيون خطراً فعليا على تجارة إسرائيل؟

خرج زعيم حركة أنصار الله (الحوثيين)، عبد الملك الحوثي بعد حوالي ثلاثة أيام من إعلان إسرائيل لمعركة «السيوف الحديدية» على غزة ردا منها على عملية طوفان الأقصى التي شنتها حماس وفصائل المقاومة الأخرى، وبالتحديد في يوم 10 أكتوبر 2023، وهدد بإطلاق صواريخ وطائرات مسيرة باتجاه إسرائيل إذا قامت الولايات المتحدة بالتدخل مباشرة وقدمت الدعم العسكري لإسرائيل، وبعد ثبوت التورط الأمريكي في دعم إسرائيل، أعلنت الحركة عن مسئوليتها عن الهجمات الثلاثة على إسرائيل بداية من 19 أكتوبر، وانضمت اليمن لما يعرف بـ “وحدة الساحات” بالتزامن مع تصعيد حزب الله في الشمال، وإعلان إيران عن مناوراتها “الاقتدار 1402” كنوع من أنواع الردع الغير مباشر لإسرائيل.

واليوم الثلاثاء، الموافق 14 من نوفمبر 2023، خرج مجدداً زعيم الحوثيين مهدداً لإسرائيل بأنه سوف يتعقب السفن الإسرائيلية في البحر الأحمر، وذلك في الذكرى السنوية للشهيد 1445 هـ، وصرح الحوثي “إن شاء الله سنظفر بسفن العدو الإسرائيلي وسننكل بهم، وفي أي مستوى تناله أيدينا لن نتردد في استهدافه، وليعرف بهذا كل العالم.. عملنا سيستمر”.

فهل يمكن لتهديد الحوثي اليوم  أن يكون له أي أثار قوية تجعل العدوان الإسرائيلي يتوقف على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة؟.

وهل يمكن للكومندوز الحوثي أن يزرع الألغام البحرية مثلما حدث في شهر فبراير 2021 ضد السفينة الإسرائيلية “إم في هيليوس راي” بعد انتقال حرب الظل مع إيران فيما يتعلق بردع قدراتها النووية العسكرية، خاصة وأن إسرائيل تعتمد على البحر في أكثر تبادلاتها التجارية؟.

التهديد الحوثي على إسرائيل يتمثل في ثلاث محاور

يقول الباحث يوئيل جوزانسكي- باحث أول في معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي(INSS) والتابع لجامعة تل أبيب، ونقابة الأخبار اليهودية Jewish News Syndicate “إن التهديد الحوثي لإسرائيل يتمثل في ثلاثة محاور هي:

  • أولاً: تعطيل التجارة الإسرائيلية، والتي يمر أكثرها عبر “باب المندب”.
  • ثانياً: استهداف جنوب إسرائيل عن طريق الهجمات الصاروخية أو الطائرات المسيرة.
  • ثالثاً: شن هجمات في الخارج على المصالح الإسرائيلية، والسفارات والقنصليات وغيرها.

وإن أكثر ما كان يثير القلق لدى إسرائيل هو المحور الثاني بالرغم من أهمية المحورين الأول والثالث.

طرق الردع الإسرائيلي لتهديدات الحوثي استراتيجيا

وإنه بالرغم من أن الحوثيين قد قاموا بتطوير جهوزياتهم العسكرية ومدى الصواريخ عندهم قادر إلى الوصول إلى تل أبيب، فإن إسرائيل بالرغم من إعلان الحوثيين أكثر من مرة أنها ىستساهم في الرد على حملة التطهير العرقي التي تقوم بها القوات الإسرائيلية في غزة لديها ثلاث آليات لردع أي عملية يمكن للحوثي أن يقوم بها، وذلك كما يلي:

  • أولاً: لدى إسرائيل وجود قوى في جنوب البحر الأحمر بالقرب من مضيق باب المندب، وذلك عن طريق تحالفاتها مع إثيوبيا وإريتريا، بالإضافة إلى تطبيع علاقاتها مع دول القرن الأفريقي، وهذا أتاح لها استخدام الموانئ والجزر التابعة لها لأغراض عسكرية، وتأمين خطوط تجارتها من وإلى ميناء إيلات.
  • إسرائيل أقامت أكبر قاعدة بحرية خارج حدودها، وهي “قاعدة أرخبيل دهلك” عن طريق اتفاق أبرم بين إسرائيل وإريتريا، بالإضافة إلى أن لدى إسرائيل قواعد مراقبة على جبال تلك الجزيرة “دهلك” بغرض جمع المعلومات المخابراتية أولا بأول.
  • وأقامت إسرائيل أيضا قاعدة عسكرية في ميناء «مصوع» عند مدخل البحر الأحمر الجنوبي، كما أن لها قواعد جوية في جزيرتي “حاليب وفاطمة”، وقاعدة عسكرية أخرى في كل من جزيرتي “سنتيان وديميرا”، وهما الجزيرتان التي تشرفان على مضيق باب المندب.
هل يستطيع الحوثي فعل شئ لإسرائيل بالبحر الأحمر؟
مصوع تبدو من بعيد- المصدر: israelhayom
  • ثانياً: وهذا يدور كل مداره على ما تمتلكه إسرائيل من أنظمة دفاعية متطورة، ومنظومات دفاع جوي كبيرة مثل «مقلاع داود» و«القبة الحديدية»، بالإضافة إلى «آرو3» للمدى الطويل، وهي التي استخدمت لأول مرة يوم 31 أكتوبر ضد أحد الصواريخ الحوثية.
  • ثالثاً: مجموعة اتفاقيات «أبراهام» التي أبرمتها إسرائيل مع عدد من الدول العربية والإسلامية عام 2020، ومن أهم نتائج هذه الاتفاقية هو نقل إسرائيل عام 2021 إلى القيادة المركزية الأمريكية CENTCOM، وذلك بعد أن كانت لعقود جزءًا من منطقة القيادة الأمريكية الأوروبية EUCOM، وذلك للعداء الذي كان بين إسرائيل والدول العربية، وهذا يعطي إسرائيل سهولة في حركتها في الخليج العربي دون أية قيود جوية أو بحرية، كما يمكنها إرسال سفنها إلى البحر الاحمر وبحر العرب، والتوغل في خليج عمان.
  • رابعاً: كثافة الوجود العسكري الأمريكي في المنطقة.

ومما سبق صار جليا وواضحا أن جبهة الحوثيين لن يكون لها أي تأثير قوي على الحرب الدائرة في غزة، ولن تأخذ الاهتمام الذي حظي به (حزب الله) الذي إلى الآن يطلق الكثير من الجماهير وبعض الصحفيين والمحللين السياسيين على زعيمة اسم “حسن زميرة


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد


جميع المحتويات المنشورة على موقع نجوم مصرية تمثل آراء المؤلفين فقط ولا تعكس بأي شكل من الأشكال آراء شركة نجوم مصرية® لإدارة المحتوى الإلكتروني، يجوز إعادة إنتاج هذه المواد أو نشرها أو توزيعها أو ترجمتها شرط الإشارة المرجعية، بموجب رخصة المشاع الإبداعي 4.0 الدولية. حقوق النشر © 2009-2024 لشركة نجوم مصرية®، جميع الحقوق محفوظة.