تغير الموقف الأمريكي يؤدي لرفض نتنياهو زيارة وفد لواشنطن وتفاصيل الأزمة بين إسرائيل وأمريكا

تشهد العلاقات بين إسرائيل والولايات المتحدة توترًا متزايدًا بعد رفض الولايات المتحدة استخدام الفيتو في قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.
ويصر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على مواصلة عملية اجتياح رفح، وهي منطقة يعيش فيها أكثر من مليون نازح فلسطيني، وقد طلبت الولايات المتحدة من إسرائيل عدم تنفيذ هذه الخطوة التي تهدد بوقوع كارثة إنسانية، وطالبت بالحصول على خطة تفصيلية للتعامل مع المدنيين في حالة حدوث الاجتياح.
ووفقًا لما ذكره موقع أكسيوس، يعتقد ثلاثة مسؤولين أمريكيين أن هذا الخلاف العلني مع إسرائيل بشأن قرار مجلس الأمن هو أزمة “مصطنعة” صنعها نتنياهو لأسباب سياسية داخلية.
ويشعر البيت الأبيض بالارتباك بسبب رفض نتنياهو لتفسير الولايات المتحدة للقرار ورغبته في التعبير عن اختلافاته مع إدارة الرئيس بايدن علنًا، في حين أن الولايات المتحدة تحاول إظهار سياستها بشكل واضح.
وقد تخلت الولايات المتحدة عن استخدام حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن، وامتنعت عن التصويت مما سمح بتمرير أول قرار يدعو إلى وقف إطلاق النار الفوري في قطاع غزة، على الرغم من التهديدات التي وجهها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
وتُذكرنا هذه الأزمة الصراع السابق بين نتنياهو والرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما بشأن الاتفاق النووي مع إيران في عام 2015، والمواجهة بينهما في عام 2021 حينما امتنعت الولايات المتحدة عن استخدام حق النقض ضد قرار مجلس الأمن الدولي الذي يدين توسيع المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة.

 

الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما


وبعد مرور أكثر من خمسة أشهر على الحرب، فقد اعتمد مجلس الأمن الدولي قراره الأول الذي يدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة.
وقد امتنعت الولايات المتحدة عن التصويت بعد أن قاطعت محاولات سابقة لإصدار قرار باستخدام حق النقض (الفيتو).
ويطالب القرار، الذي صوت لصالحه 14 عضوًا وامتنع عضو واحد، بوقف فوري لإطلاق النار خلال شهر رمضان الذي بدأ منذ أسبوعين، وتحقيق وقف دائم لإطلاق النار، ويطالب بالإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع الرهائن.

 

مجلس الأمن الدولي


ووفقًا لموقع واي نت الإسرائيلي فقد هدد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأنه سوف يُلغي زيارة وفد مقررة إلى واشنطن إذا لم تستخدم الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو) ضد مقترح مجلس الأمن الدولي الذي يدعو إلى وقف إطلاق النار في غزة.

 


وقد كان من المقرر أن يزور وفد رفيع المستوى واشنطن لمناقشة العملية العسكرية من قبل إسرائيل في مدينة رفح جنوب قطاع غزة.
وقد أعتبر مسؤولون أميريكيون بأن هذا التصعيد من جانب نتنياهو هو هزيمة لنفسه، وأنه كان يمكنه اتخاذ مسار مختلف للتوافق مع الولايات المتحدة بشأن التفسير المتعلق بالقرار.
ويحاول البيت الأبيض تقليل أهمية إلغاء نتنياهو لزيارة وزير داخليته رون ديرمر ومستشار الأمن القومي تساحي هنغبي.
وكان من المخطط أن يلتقي الاثنان مع مستشار الأمن القومي جيك سوليفان ومسؤولين آخرين لبحث بدائل توفيرها الولايات المتحدة لعملية عسكرية إسرائيلية في رفح.
وقد ألغى فعلياً رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو زيارة وفد إسرائيلي إلى واشنطن بسبب عدم استخدام الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو) ضد قرار وقف إطلاق النار في قطاع غزة.

 

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو


وقد أصدر مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بيانًا أكد فيه أن امتناع الولايات المتحدة عن استخدام الفيتو لمنع قرار مجلس الأمن الدولي الداعي إلى وقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة يضر بالجهود العسكرية والجهود المبذولة لإطلاق سراح الرهائن.
ويعتقد زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد أن هذه الأزمة سوف تكون لها عواقب سلبية على إسرائيل.

 


يُذكر أن هذا هو أول قرار يعتمده مجلس الأمن الدولي لوقف إطلاق النار في غزة بعد عدة محاولات فاشلة سابقة لإصدار قرار مماثل، وفي الجمعة الماضية فقد استخدمت الصين وروسيا حق النقض (الفيتو) لمنع مشروع قرار أمريكي، وكان الخلاف قد نشب بسبب رغبة الولايات المتحدة في ربط الدعوة لوقف إطلاق النار بصفقة الرهائن وإدانة حماس.
وقد تم تقديم مشروع قرار أمريكي سابق يشدد على “الحاجة الملحة لوقف فوري ومستدام لإطلاق النار لحماية المدنيين من قبل جميع الأطراف، ويدعم بشكل قاطع الجهود الدبلوماسية الدولية المبذولة لتحقيق هذا الوقف، ويتطلب أيضًا إطلاق سراح جميع الرهائن المتبقين”.

ومع ذلك فقد اعتبرت روسيا والصين والجزائر أن القرار لا يطالب بشكل صريح بوقف إطلاق النار، بل يعبر عن “ضرورة العمل على ذلك” مما يعني أن إسرائيل ما زالت لديها مجال لمواصلة العمليات الحربية.

 


أما القرار الجديد فقد ذكر بوضوح: “يطالب المجلس بوقف فوري لإطلاق النار خلال شهر رمضان، ويجب أن تحترم جميع الأطراف هذا الوقف الذي سيؤدي إلى وقف دائم ومستدام لإطلاق النار” مما يعني أنه لا يوجد مجال لأي طرف لتفسير القرار وفقًا لأجندته الخاصة.
وقد احتوى هذا القرار على مصطلحات هامة، غير مدرجة في القرار الأمريكي السابق الذي رفضته روسيا والصين.
أما القرار الأمريكي السابق الذي تم رفضه بفيتو روسي صيني كان يربط بين وقف إطلاق النار الفوري وإطلاق سراح الرهائن التابعين لحركة حماس.
أما القرار الجديد فهو يطالب أيضًا بإطلاق سراح جميع الرهائن الذين تم احتجازهم، ولكنه لم يربط هذا الطلب بوقف إطلاق النار خلال شهر رمضان.

 


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد


جميع المحتويات المنشورة على موقع نجوم مصرية تمثل آراء المؤلفين فقط ولا تعكس بأي شكل من الأشكال آراء شركة نجوم مصرية® لإدارة المحتوى الإلكتروني، يجوز إعادة إنتاج هذه المواد أو نشرها أو توزيعها أو ترجمتها شرط الإشارة المرجعية، بموجب رخصة المشاع الإبداعي 4.0 الدولية. حقوق النشر © 2009-2024 لشركة نجوم مصرية®، جميع الحقوق محفوظة.