بينما كانت كعادتها تعبر عن رأيها على صفحات التويتر وقبل أن تخلد إلى النوم تروي لنا موطنة أمريكية قصة تغريدتها التي لاقت ردود فعل واسعة من المسلمين في العالم.
مساء الجمعة 1 جوان 2016، قبل أن أذهب إلى النوم، فعلت شيءا أفعله عشرات المرات في اليوم، لقد قمت بكتابة تغريدة عن الأفكارالعشوائية في ذهني.
كتبت مايلي: تفجر داعش المسلمين، في البلاد الاسلامية، خلال شهر رمضان المبارك عند المسلمين؛ كيف لداعش أن يكونوا مسلمين؟ لا، إنهم مرضى نفسيون.
لقد قتلت المنضمات الإرهابية، المئات من المسلمين، في الهجمات الأخيرة، مع هذا تتكرر الاتهامات للمسلمين خلال نشرات الأخبار وعلى لسان الرؤساء حول العالم، لأن المسلمين خطيرون، ويقولون إن على المسلمين المعتدلين أن يظهروا ردود فعل قوية ضد داعش. إنها مسؤوليتهم جميعا لأنهم جميعا مسلمين. تلك الليلة بينما إنتشرت الأخبار على مواقع التواصل الإجتماعي في الولايات المتحدة، عن الهجامات التي تشنها داعش ضد المسلمين، لم أرى حتى تلميحا عن الغضب الذي تلى تلك الهجمات في أورلاندو، وسان بيرناردينو، أو لندن أو باريس، كما لم أرى أن تعاطف أو ترحم على ضحايا الهجمات في بغداد أو السعودية، بين المغردين الغربيين.
لم أرى سوى مزيد من التخويف والعنصرية واللا إنسانية ضد ملايين من المسلمين العاديين حول العالم، وهنا في أمريكا، لا نشعر بأي تعاطف مع المسلمين الذين لم نقبلهم كبشر.
لقد كتبت تلك التغريدة العشوائية، ثم ذهبت إلى السرير. حين أستيقظ يوم السبت، ثالث أيام عطلة عيد الاستقلال، وهو العيد الأكثر وطنية وقومية في بلدي، كانت هناك أنباء عن مزيد من التفجيرات الانتحارية لداعش. ووجدت أن تغريدتي قد إنتشرت إنتشارا واسعا جدا، لم يكن إنتشارها بين مواطني لوس أنجليس، بل في المملكة العربية السعودية، وباكستان وبنغلاديش وتركيا والعراق، كان المسلمون يموتون، وإخوانهم المسلمون يبثون أحزانهم على تويتر.
حين ضرب التفجير الانتحاري المدينة المنورة، ثاني أكبر الأماكن الإسلامية المقدسة، إنتشرت تغريدتي بسرعة أكبر ووصل عدد إعادة التغريدات إلى 35 ألف ووصلتني معها أصوات لم أسمعها من قبل، لمسلمين على الجانب الآخر من عالم الإنترنت، يستخدمون التويتر على هواتفهم مثلي تماما، يضحكون ويغضبون ويتعاطفون، ويفعلون تماما كما نفعل على مواقع التواصل الاجتماعي، إنهم يتناقلون أفكارهم فيما بينهم، ولكن هذه المرة، كانت فكرتي جزءا من الأفكار التي ينتاقلونها.
“أود أن أشكرك من أعماق قلبي، شكري ليس له نهاية”. هكذا كتب (قاسم العلي) من لندن، بينما قال (أمان الله تركي) في تغريدة أخرى: شكرا لك يا إكسيني على ضم صوتك لنا وقت الحزن، نحن جميعا ننتمي لعائلة بشرية كبيرة.
حساب آخر يحمل اسم (جو المنحوس) كتب: هذه أول مرة أرى فيها شخصا غير مسلم، يتحدث عن الاسلام بإجابية، أكن لك الاحترام. وتقول صاحبة حساب (هيرا): أحببتك لأجل ما كتبته، أتمنى لو يفكر عدد أكبر من الناس مثلك، وأن يروا الحقيقة.
لقد غمرتني رسائل الحب والاحترام من كل البلاد العربية، من البحرين مرورا ببيروت وانتهاءا ببغداد، أرسلتها نساء محجبات، أو رجال يغطون شعورهم بالغطرسة التقليدية، الكثير من التغريدات كانت تنتهي بقلوب أو قبلات، هذا النوع من الاحتفاء والاحترام لم أتعود على الحصول عليه على الآنترنت، حيث معظم التغريدات سياسي، وخاصة إن كانت صاحبتها إمرأة، إذ يتبعها وابل من التغريدات المسيئة التي يرسلها الرجال.