من هو تشارلز الثالث بعد تعيينه ملكا رسميا لبريطانيا ولدول الكومنولث؟ معلومات عن حياته وتعليمه وزواجه
تشارلز الثالث اسمه تشارلز فيليب آرثر جورج، وبالإنجليزية Charles Philip Arthur George، وهو ملك المملكة المتحدة منذ يوم 8 من شهر سبتمبر لعام 2022، وذلك بعد وفاة والدته الملكة إليزابيث الثانية.
وكان قد تم تعيين تشارلز في منصب الوريث الشرعي، ودوق روثيزاي ودوق كورنوال منذ عام 1952 م، وهو يعتبر أكبر وأقدم وريثٍ شرعي على مدى تاريخ بريطانيا.
كما أنه يعتبر أقدم وريثٍ شرعي لمنصب أمير ويلز كذلك، وقد اعتلى هذا المنصب في شهر يوليو من عام 1958.
ولادته
وُلد تشارلز الثالث في قصر باكنغهام، وهو يعد الحفيد البكر للملك «جورج السادس»، وقد تلقى تعليمه في مدرستي تشيم وغوردونستون، وهما نفس المدرستان اللتان قد تعلم فيهما والده الأمير فيليب عندما كان طفلًا.
و قضى تشارلز عاما في حرم تيمبرتوب الذي يتبع لمدرسة غيلونغ النحوية في مدينة فيكتوريا في أستراليا، وذلك بعدما حصل على درجة البكالوريوس في الفنون من جامعة كامبريدج.
وقام تشارلز بتأدية الخدمة العسكرية في القوات البحرية الملكية والجوية الملكية من عام 1971 وحتى 1976.
و في عام 1981، تزوّج الأمير تشارلز بالليدي ديانا سبنسر وأنجب طفلين هما الأمير وليام (والذي ولد في عام 1982) والأمير هاري (والذي ولد في عام 1984)، وفي عام 1996 م، انفصل تشارلز عن زوجته.
و توفيت الليدي ديانا بسبب حادث سيارة في باريس بعد مرور عام من الطلاق، وفي عام 2005، تزوّج تشارلز مرة أخرى كاميلا باركر بولز.
وكان تشارلز عندما كان أميرا لويلز يتعهد بأداء مهامه الرسمية نيابة عن والدته الملكة إليزابيث، وأسس تشارلز أمانة الأمير (برنسز تراست) في عام 1976، كما أنه يدعم جمعيات الأمير الخيرية، كما يعد عضوا وراعيا ورئيسا لأكثر من 400 منظمة وجمعية خيرية.
وبصفته مدافعًا عن البيئة، فقد حرص تشارلز على زيادة الوعي بشكل كبير بالزراعة العضوية والتغير المناخي، فنال جوائز عديدة من جماعات البيئة، اعترافًا بمجهوده الضخم.
ولاقت آراؤه عن أهمية ودور العمارة في المجتمع وأهمية الحفاظ على المباني التاريخية اهتمامًا كبيرًا من قبل المعماريين البريطانيين وكذلك من قبل نقاد التصميم.
و عمل تشارلز على تأسيس مدينة باوندبوري، وهي مدينة جديدة تم تنفيذها وفقا لتفضيلات الأمير الخاصة منذ عام 1993، كما ألف تشارلز وشارك في تأليف الكثير من الكتب.
حياته المبكرة وتعليمه
ولد تشارلز في قصر باكنغهام في لندن في عهد جده من طرف والدته، الملك جورج السادس، في يوم 14 من شهر نوفمبر لعام 1948.
و عُمّد تشارلز في قصر باكنغهام على يد رئيس أساقفة كانتربيري « جوفري فيشر» في يوم 15 من شهر ديسمبر لعام 1948.
و أدت وفاة جده وتعيين والدته، الملكة إليزابيث الثانية، على عرش البلاد في عام 1952 إلى جعله الوريث الشرعي لعرش الملك.
وباعتبار أنه الابن البكر للملكة، فقد تقلّد ألقاب دوق كورنوال ودوق روثيزاي وإيرل كاريك وبارون رينفرو ولورد الجزر وأمير اسكتلندا بشكل تلقائي.
وحضر تشارلز الثالث مراسم تتويج والدته الملكة إليزابيث الثانية في دير وستمنستر في يوم 2 من شهر يونيو لعام 1953.
وجرت العادة الملكية في هذه الفترة أنه يتم توظيف الطبقات العليا من المجتمع البريطاني لكي يكونوا مربين للأطفال، فكانت كاثرين بيبلز هي المربية لتشارلز، كما تم تكليفها بمهمة تعليمه منذ أن كان عمره 5 سنوات وحتى بلوغ سن الثامنة.
و أعلن قصر باكنغهام بعد ذلك في عام 1955 عن التحاق تشارلز بالمدرسة بدلًا من الدراسة على يد معلّم خاص به، فكان أول وريث للعرش يتلقى تعليمه بهذه الطريقة.
وفي يوم 7 من شهر نوفمبر لعام 1956، بدأ تشارلز الدراسة في مدرسة «هيل هاوس» التي تقع في غرب لندن.
و لم يتلقّ أي معاملة خاصة من قبل مؤسس المدرسة ولا من قبل مديرها ستوارت تاونيند، ونصح مدير المدرسة الملكة إليزابيث بتدريب الأمير تشارلز على رياضة كرة القدم، لأن بقية الطلاب لن يراعوا مكانته أثناء لعب كرة القدم.
و التحق تشارلز بعد ذلك بمدرستين كان قد درس فيهما والده من قبل عندما كان صغيرا، وهما مدرسة تشيم التحضيرية التي تقع في بيركشاير في إنجلترا، فالتحق بها في عام 1958.
ثم التحق بمدرسة غوردونستون التي تقع في شمال شرق اسكتلندا، والتي التحق بها في شهر أبريل من عام 1962.
وتحدث تشارلز عن هذه المدرسة (مدرسة غوردونستون) مرات عديدة، وتحديدًا عن مناهجها الصارمة للغاية، ووصفها بـ« قلعة كولديتز مرتدية لإزار اسكتلندي» واستشهد بسمعة القلعة السيئة ومحاولات الهروب المتكررة منها من قبل السجناء أثناء اندلاع الحرب العالمية الثانية، وبعد ذلك بمدة مدح تشارلز المدرسة، قائلًا أنها قد علمته «الكثير عن نفسه وعن قدراته ومهاراته وكيفية مواجهة العوائق التي تقابله.
كما علمته قبول التحديات والتحلي بالمبادرة»، وفي مقابلة في عام 1975، قال تشارلز أنه «ممتن للغاية» لمدرسة غوردونستون، بالرغم من «صرامة المدرسة شديدة»، كما تحدث أنه قد أمضى فصلين دراسيين في حرم تيمبرتون الذي يتبع لمدرسة غيلونغ النحوية الواقعة في مدينة فيكتوريا الاسترالية في سنة 1966، فزار في هذه الفترة بابوا غينيا الجديدة برفقة أستاذه أستاذ التاريخ مايكل كولينز بيرس.
و في سنة 1973، وصف تشارلز الفترة التي كان قد قضاها في حرم تيمبرتون بأنها من أكثر الفترات الممتعة والشيقة من بين جميع مراحل دراسته كلها.
و عند عودته إلى مدرسة «غوردونستون»، سار تشارلز على خطى والده؛ فأصبح رئيسا للطلاب الذكور، وغادر تشارلز المدرسة في سنة 1967 م، حاملًا ل6 شهادات ثانوية عامة من المستوى الاعتيادي (المستوى O) وشهادتين ثانويتين من المستوى المتقدم (المستوى A) وذلك في مادتي التاريخ والجغرافيا، فسجل درجة B في مادة التاريخ وC في الجغرافيا.
و تحدث تشارلز بعد ذلك عن مراحل تعليمه الأولية قائلًا «لم أستمتع بالمدرسة، وذلك لأنني أكون أكثر سعادة في المنزل لا في أي مكان آخر».
كما خرق تشارلز التقاليد الملكية مرة أخرى عندما قام بالالتحاق بالجامعة مباشرة بعد تحقيقه مستويات متقدمة في المدرسة، بدلًا من الالتحاق بالقوات المسلحة البريطانية.
وفي شهر أكتوبر من عام 1967، تم قبوله في كلية الثالوث التي تعتبر ضمن جامعة كامبريدج، حيث درس فيها علوم الإنسان (الأنثروبولوجيا) وعلوم الآثار وعلم التاريخ.
و أثناء عامه الثاني، التحق بجامعة أبيرستويث، فدرس فيها التاريخ واللغة الويلزيتين لمدة فصل واحد.
و في يوم 23 من شهر يونيو لعام 1970، تخرّج تشارلز من جامعة كامبريدج حاملًا لشهادة البكالوريوس في الفنون بتنصيف 2:2، وبذلك فهو يعد أول وريث للعرش يحصل على الشهادة الجامعية.
و في يوم 2 من شهر أغسطس لعام 1975، نال تشارلز الثالث شهادة الماجستير في الفنون من جامعة كامبريدج (ويرجى العلم أنه في جامعة كامبريدج، شهادة الماستر في الفنون هي رتبة أكاديمية ولا تعتبر شهادة دراسات عليا).
أمير ويلز
تم تنصيب تشارلز أميرًا لويلز وإيرلًا لتشيستر في يوم 26 من شهر يوليو لعام 1958، لكنه لم يُقلّد هذا المنصب حتى يوم 1 يوليو لعام 1969، عندما توجته والدته الملكة إليزابيث أثناء مراسم عُرضت على التلفاز، وتم عقدها في قلعة كارنارفن.
فاستلم تشارلز مقعده في مجلس اللوردات في سنة 1970، وألقى خطابه الأول في شهر يونيو لعام 1974، فكان أول فرد في العائلة الملكية يتحدث مع مجلس اللوردات منذ مرور عصر إدوارد السابع.
وألقى تشارلز خطابه الثاني في سنة 1975، وبدأ تشارلز في استلام المزيدٍ من المهام، فقام بتأسيس أمانة الأمير في عام 1976، وبعدها سافر إلى الولايات المتحدة في عام 1981.
و في منتصف السبعينيات من القرن الماضي، عبّر الأمير تشارلز عن اهتمامه الكبير بتعيينه في منصب الحاكم العام لأستراليا، بناءً على اقتراح كان قد قدمه رئيس الوزراء الاسترالي مالكوم فرازير، لكن المقترح لم يتم تنفيذه؛ بسبب غياب الحماس الشعبي تجاهه.
و قبل تشارلز قرار عدم تنصيبه كحاكم عام في أستراليا، وندم على ما تحدث به، فقال: ماذا ينبغي أن تشعر به عندما تجهز نفسك لكي تقوم بتقديم المساعدة ثم تعرف أنك لست مرغوبًا به؟».
المهنة العسكرية
على خطى من سبقه من أمراء ويلز التحق الأمير تشارلز أيضا بقوة الدفاع الجوي، بعد التدريب العسكري الملكي الذي كان قد تلقاه بناءً على طلب منه في عامه الثاني في الجامعة، فسافر الأمير إلى كورنوال؛ لكي يكمل تعليمه العسكري هناك كقائد طائرة حربية.
حياته العاطفية وزواجه من الليدي ديانا سبنسر
حياة تشارلز العاطفية كانت دائماً محط اهتمام، فذكرت الصحافة بعض النساء اللواتي كان معهن تشارلز، ومن ضمنهن سارا سبنسر وهي الأخت الكبرى لليدي ديانا سبنسر، وعلى الرغم من أن تشارلز كان قد التقى بديانا للمرة الأولى في سنة 1977 عندما كان يزور منزلها برفقة أختها سارا، إلا أنه لم ينظر لها بمنظار الحب إلا في سنة 1980، حيث جلسا معا في حفلة شواء في منزل صديق لهما، وفي وقتها بدأ يفكر بها كعروس له»، واعترض ابن عمه نورتن كناتشبول أخو الليدي أماندا الأكبر خطيبة الأمير تشارلز في السابق، وزوجته بقولهما أن تشارلز لم يكن يحب ديانا، وأن ديانا تهتم بمنصبه أكثر منه)، وهو ما أثار حفيظة تشارلز، واستمر هو وديانا بالخروج معا مما أثار حماسة الملكية والباباراتزي معا.
وفي سنة 1981 تقدم تشارلز بطلب يد الليدي ديانا للزواج وهذا قد لاقى قبولا من العروس، ووالدها والملكة إليزابيث الثانية، وبمجرد زواجهما أصبحت الليدي ديانا ملاحقة من قبل الباباراتزي، وأنجبا ابنيهما الأول ويليام في عام 1982 والثاني هنري في عام 1984.
الطلاق وزواجه من كاميلا باركر بولز
بعد فترة من الزواج بدأت تتغير صورة الزواج السعيد، عند ظهور كاميلا باركر بولز في حيات تشارلز، وفي عام 1992 تم الإعلان عن انفصال الأمير تشارلز وديانا وفي سنة 1996 تم الطلاق، وتوفيت ديانا في عام 1997 في حادث اصطدام سيارة.
و على الرغم من أن ديانا في هذه الفترة لم تعتبر أميرة رسمية، أي أنه وفقا للقانون فالعائلة الملكية غير مسؤولة عن تكاليف جنازتها.
إلا أن تشارلز أصر على إقامة جنازة ملكية لها لكونها زوجته السابقة ولكونها أما لملك إنجلترا المستقبلي، وقد أُقيمت لها جنازة ملكية خاصة شارك فيها تشارلز وولديه الإثنين وشاهدها أكثر من ملياري شخص على مستوى العالم.
وفي يوم 10 من شهر فبراير لعام 2005 أعلن قصر كلارنس عن خطوبة تشارلز وكاميلا اللذان قد تزوجا في نفس العام المذكور، وبالرغم من أن كاميلا تعد قانوناً أميرة ويلز إلا انها لا تستخدم إلا لقب دوقة كورنوال لأسباب قومية وأمنية.
إصابته بفيروس كورونا
صدر بيان رسمي في يوم 25 من شهر مارس لعام 2020 عن كلارنس هاوس، وهو مقر العائلة الملكية البريطانية في وستمنستر، أن نتائج اختبار فحص كورونا الذي قد خضع له الأمير تشارلز كانت إيجابية، وأشار البيان إلى أن النجل الأكبر للملكة إليزابيث الثانية «تشارلز» في «حالة طيبة» وأنه وضع نفسه في العزل الصحي في منزله في مدينة أبردين باسكتلندا، ولفت البيان إلى أن زوجة الأمير تشارلز كاميلا، قد خضعت كذلك لفحص كورونا وجاءت نتائج الفحص سلبية (أي أنها غير مصابة بالفيروس) وأنها الآن في فترة الحجر الصحي مع زوجها.