بالصور | تحذيرات من تسونامي عنيف بالبحر المتوسط بسبب انزلاق جبل إيتا بالبحر حسب مركز جيومار هيلمهولتز بألمانيا
حالة من الاضطرابات الجوية وثورات الطبيعة تجتاح العالم خلال الفترة الماضية، فقد حذر العلماء من احتمالية حدوث تسونامي هائل بالبحر المتوسط بسبب انزلاق جبل إتنا والبالغ ارتفاعه 3326 متر فوق سطح البحر، وسقوطه بالبحر المتوسط، مما ينتج عنه سلسلة جدارية من موجات المد الهائلة تضرب سواحل الدول المطلة على البحر المتوسط وذلك بسبب سقوط الجبل لقاع البحر المتوسط، ويحتمل أن يكون انزلاق جبل إتنا له علاقة مع الزلازل التي تحدُث وتسبب تصدع في وتد الجبل وأساساته
ويحدث التسونامي نتيجة الحركة العمودية الفجائية في قاع البحر، والتي تتسبّب في نزوح الكتلة الجبلية في البحر، وتحدث موجات المد التسونامي في كثير من الأحيان في صورة جدران من الماء تضرب السواحل بعنف، التي يمكن أن تُهاجم الشاطئ، ويستمر خطر التسونامي لعدة ساعات قبل أن تنحصر مياه المد ويحدث الجذر مرة أخرى، والتسونامي الذي ينشئ يكون عبارة عن موجات من الجدران المائية تراوح الفترة الزمنية بين كل موجة وأخرى كل 5 دقائق.
هذا وقد حذّرت الصحيفة البريطانية “ذا صن” البريطانية، من حدوث هبوط سريع وفجائي لأحد مُنحدرات جبل “إتنا” بجزيرة صقلية، ويطلق على هذا الجبل مسمى “جبل النار”، وهو جبل بركاني نشِط للغاية، ويقع على الساحل الشرفي من جزيرة صقلية، وقد حذرت الصحيفة أنه من المُمكن أن يتسبّب انحدار هذا الجبل وانزلاقه في البحر المتوسط في حدوث كارثة هائلة “تسونامي” وينتج عن ذلك كارثة خطيرة على الدول المطلة على البحر الأبيض المتوسط بأكملُه، بما في ذلك دول شمال إفريقيا.
كما أكدت صحيفة “ذا صن” أن العلماء الذين قد قاموا باستخدام احدث المعدات البحرية في مراقبة الجبل، وتوصل العلماء إلى أن الجزء الجنوبي الشرفي من الجبل البركاني انزَلق بالفعل نحو أربعة سنتيمترات تحت الماء، خلال ثمانية أيام فقط، وهو معدل كبير للغاية، ما يعني أن هذا الجزء من جبل إتنا يتحرك بالفعل، وفقًا لما نُشر في المجلة العلمية الدولية Science Advances.
كمّا نقلت الصحيفة عن الدكتورة «موريليا أورلوب» صاحبة الدراسة، أن الأبحاث أظهرت أن المنحدر الجنوبي الشرفي لجبل «إتنا» انزلق 4 سنتيمترات نحو البحر الأبيض المتوسط خلال الثمانية أيام الماضية، ما أثار قلق العلماء والسلطات الإيطالية، كونه أكثر البراكين نشاطا في أوروبا كلها.
ومن الجدير بالذكر أيضاً أن علماء بالمعهد الوطني للجيوفيزياء والبراكين، قاموا بعملية مسح ورصد شاملة، وقد استخدموا أحدث المعدات لهذا الغرض، وذلك لمسح ورصد أي تغيرات تحت سطح الماء، وذلك بعد فشل الأقمار الصناعية في التقاط التغييرات التي تحدث تحت سطح الماء، وقام العلماء بوضع 5 أجهزة مراقبة صوتية، اثنتان من أجهزة المراقبة على الجانب المستقيم للجبل، وثلاثة أجهزة مراقبة على الجانب المنزلق.
وبعد عملية المسح والرصد السابقة صرح أحد العلماء المشاركين في عملية الرصد والمسح وهو البروفيسور “هيدرون كوبا”، فقد صرح أن النتائج أكدت أن المنحدر يتحرك بأكمله بفعل الجاذبية، وتوصل العلماء إلى إمكانية حدوث انهيار للجبل بشكل كارثي، وينتج عن هذا الانهيار موجات من المد الجدارية العاتية ويؤدي ذلك إلى تسونامي يضرب الدول المطلة على البحر الأبيض المتوسط بأكمله، ولكن لم تخلص الدراسة في تحديد توقيت حدوث الانهيار.
ومن الجدير بالذكر أن جبل “إتنا” الواقع بجزيرة صقلية، هو من أكثر البراكين النشطة عالميا، وقد صرحت مؤخراً الباحثة في مركز جيومار هيلمهولتز لأبحاث المحيط بألمانيا “موريليا أورلوب”: “تسحب الجاذبية الجبل نحو الأسفل بقوة، ومن الممكن أن يسحب بسهولة باتجاه البحر، حيث لا يوجد أي شيء لإيقافه”.
ربنا يستر على العالم