في إعتراف نادر فقد أكدت تايوان بأن القوات الأميركية سوف تقوم بتدريب جيشها على جزيرة كينمن وجزر أخرى تعتبر الخطوط الأمامية في حالة نشوب نزاع مع الصين، جارتها القريبة.
ومع التصاعد المستمر للتوترات مع الصين فقد أعلن وزير الدفاع التايواني تشيو كو تشنغ بأن القوات الأميركية سوف تقوم بهذه المهمة دون ذكر تفاصيل إضافية.
وزير الدفاع التايواني تشيو كو تشنغ
وتقع هذه الجزر النائية بما في ذلك جزيرة كينمن، على بعد 3 أميال (5 كيلومترات) فقط من الساحل الصيني شرق مدينة شيامن الساحلية، وتبعد أكثر من 160 كيلومتراً عن الجزيرة الرئيسية لتايوان.
وفي استجابة لأسئلة حول دور القوات الأميركية في جزر تايوان فقد صرح تشيو قائلاً: “تهدف هذه الجهود إلى تعزيز المراقبة المتبادلة وتحديد المشاكل التي نواجهها، وتعزيز إمكانية تحسينها، نحن نسعى لفهم نقاط قوتهم حتى نتمكن من استخلاص الدروس منها”.
جزيرة كينمن
وقد تجنب مسؤولو تايبيه دائماً الحديث عن أي نشاط للقوات الأميركية على أراضيها أو قربها، نظرًا لحساسية الأزمة مع الصين، وقد أعربت الصين عن رغبتها في تحقيق ضم تايوان، حتى بواسطة القوة العسكرية.
وتجاوبًا مع تقارير عسكرية تداولتها بعض المواقع فقد أكد تشيو أن مدربي القوات الخاصة الأميركية سوف يتم نشرهم في جزيرة كينمن وجزر أخرى حيث تتمركز قوات النخبة التايوانية.
وقد أعرب المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية مارتي ماينرز، عن تمسك الولايات المتحدة بالتزامها تجاه تايوان ودعمها للحفاظ على السلام والاستقرار في المنطقة، وعلى الرغم من عدم الإشارة إلى التدريبات المحددة، إلا أنه أكد أن التعاون بين الولايات المتحدة وتايوان يركز بشكل أساسي على الدفاع.
المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية مارتي ماينرز
ومن جانبه فقد أشار وزير الدفاع التايواني تشيو كو تشنغ، إلى أهمية هذه التدريبات مع الجيوش الصديقة، حيث يساهم في تعزيز قدرات الجيش التايواني وتحسين نقاط القوة ومعالجة الضعف فيه، وتركز التدريبات الخاصة بالقوات الأميركية بشكل خاص على تعزيز أمن تايوان، ومنع أي محاولات تسلل أو تخريب من قبل العدو، مشيرة إلى الصين.
وتعتبر جزيرة كينمن والجزر الأخرى موقعًا لتمركز القوات البرمائية التايوانية وجنودها المعروفين بـ “الضفادع البشرية”.
الصين وتايوان
وقد شهدت كينمن توترات بحرية بين الصين وتايوان خلال الشهر الماضي بعد حادث غرق قارب صيادين صينيين أثناء مطاردتهم من قبل خفر السواحل التايواني، واعتبرت الصين هذا الحادث “عملاً شريرًا” وأعلنت عن زيادة دورياتها في المنطقة.
وتشهد الأسابيع الأخيرة تخفيفًا نسبيًا في حدة التوترات بين تايوان والصين، حيث شهد الجانبان تعاونًا في عمليات البحث والإنقاذ بعد وقوع حوادث قوارب صيد، ومع ذلك فقد أعلنت تايوان أن سفن خفر السواحل الصينية لا تزال تدخل “المياه المحظورة”.
وفي عام 2021 فقد كشفت “وول ستريت جورنال” عن وجود فرقة صغيرة من القوات الأميركية في تايوان لمدة عام على الأقل، حيث تقوم بمهمة سرية لتدريب القوات التايوانية على الدفاع ضد أي هجوم محتمل من الجيش الصيني.
ويُعتبر الجيش الصيني تايوان جزءًا من أراضيه، وفي نوفمبر الماضي فقد أعلن الرئيس الصيني شي جين بينغ للرئيس الأميركي جو بايدن خلال اجتماعهما أن “الصين وتايوان ستتوحد” ودعا الولايات المتحدة إلى دعم “إعادة التوحيد السلمي”.
وفي خطابه السنوي في مارس الحالي فقد أكد رئيس مجلس الدولة الصيني لي تشيانغ، مجددًا التحذيرات الموجهة ضد الدعم الأميركي لتايوان، حيث أعرب عن رفض الصين لأي أنشطة انفصالية تستهدف استقلال تايوان ورفضها لأي تدخل خارجي.
وتواصلت تحركات الصين في إرسال عدد متزايد من السفن والطائرات العسكرية لإجراء تدريبات منتظمة قرب تايوان، ويرى بعض المحللين أن هذه التحركات تُعَد تدريبًا على احتمالية وقوع صراع، واختبارًا لقوة قدرات الدفاع في تايوان.
وفي عام 2022 نفذت الصين تدريبات واسعة النطاق حول تايوان بهدف محاكاة حصار محتمل للجزيرة.
خريطة تايوان
وقد أعلنت وزارة الدفاع في تايوان يوم الخميس بأنها رصدت تحليق 32 طائرة عسكرية صينية حول الجزيرة خلال فترة 24 ساعة، وهذا يعتبر ثاني أعلى رقم تسجله تايوان هذا العام، وأشارت الوزارة إلى أنها رصدت أيضًا وجود خمس سفن تابعة للبحرية الصينية في المياه المحيطة بتايوان خلال نفس الفترة.
مقاتلات صينية تعبر الخط الأوسط في مضيق تايوان
وقد أوضحت الوزارة في بيانها أن 20 طائرة عبرت “الخط الأوسط” في مضيق تايوان، ويُعتبر الخط الأوسط حدودًا غير رسمية تلتزم بها الطرفين إلى حد كبير، ويمتد على طول منتصف المضيق الفاصل بين تايوان والصين، وتم تحديد هذا الخط خلال فترة الحرب الباردة بهدف فصل الجانبين المتنازعين وتقليل خطر وقوع اشتباكات.
ويُذكر أن تايوان رصدت أيضًا تحليق ثمانية مناطيد صينية خلال يومين خلال فترة عطلة السنة القمرية الجديدة في الشهر الماضي بعضها حلقت مباشرة فوق الجزيرة.