تواترت أخبار كثيرة في الساعات الماضية، تتحدث عن نية رئيس مجلس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، تقديم استقالته من رئاسة الحكومة البريطانية.
ويأتي ذلك عقب سلسلة من الاستقالات شهدتها حكومة بوريس جونسون في الآونة الأخيرة؛ جعلته يظهر وكأنه شخص لا يرغب أحد في التعاون معه.
تخبط بوريس جونسون في رئاسة وزراء بريطانيا
منذ سمعنا عن اسم بوريس جونسون لأول مرة؛ ومن اللحظة التي شاهدناه فيها يتحدث للعامة، شعر الكثير من الناس أن هذا الرجل لن يحقق نجاحا.
وبغض النظر عن تقديمه الاستقاله من عدمه، لكن دولة بحجم بريطانيا، تحتاج رجلا أكثر ثقة وأقوي من حيث الشخصية، وأفضل من حيث الأفكار والوعي.
ولعل أكثر الأزمات التي برهنت على عدم كفاءة بوريس جونسون لهذا المنصب؛ هي أزمة كورونا، والتي قدم فيها مثالا للرجل العشوائي الذي لا يفقه شيئا.
ولا أحد ينسى حديثه عن عدم قدرته على امتلاك زمام الأمور، وأن الأفضل أن يترك الفيروس يتفشى في سائر الدولة ومن ثم يحصل الجميع على مناعة القطيع.
والعجيب وقتها أن بوريس جونسون فرض بعض القيود الخاصة بالتباعد الاجتماعي، ثم اخترقها هو بنفسه وخضع للتحقيق بسببها.
أعرف تماما أن أزمة كورونا ليست مقياسا للحكم على الرجل، لكن أين النجاح الذي حققه؟.
بكل صراحة قصة تولي بوريس جونسون رئاسة وزراء بريطانيا، تذكرني برجل استقل القطار عن طريق الخطأ، ولا يعرف أين هو ذاهب.
هو رئيس حذب وبالتأكيد له بعض الخبرات السياسية، لكن مسؤولية الجلوس في موضع تسيير أعمال دولة كبيرة والتحكم في شؤونها، والتحدث بإسمها، وتمثيلها حق تمثيل؛ يتطلب ما هو أكثر من الخبرات.
الأمر يتعلق بالشخصية القيادية. بوريس جونسون يجعلك تشعر بالشفقة، هو يشبه رجلا تم ترشيحه من زملائه لأن يقود السيارة، ظنا منهم في حسن قيادته وتصرفه، فقرر أن يقود على سبيل التجربة وهو يعلم إنه لا يملك القدرات.
وهذا أكبر دليل على أن الانتخابات والديمقراطية لا تأتي دائما بالشخص الأفضل، ربما تكون سياسيا ناجحا ويظن البعض أنك تصلح للقيادة، فيتم دفعك لأن تقود السيارة أو تستقل القطار، وفجأة تكتشف أنك قد صعدت إلى القطار عن طريق الخطأ؛ فتظل تتخبط وتسأل هذا وذاك ولا تدرك في النهاية أي شيء، وفي لحظة تتعالى الأصوات فتستيقظ تجد نفسك بوريس جونسون.