تم إنطلاق الجولة الرابعة من المفاوضات الثلاثية بين إثيوبيا ومصر والسودان يوم الاثنين في أديس أبابا وذلك بهدف التوصل إلى اتفاق حول تشغيل سد النهضة الإثيوبي.
وقد أعلن سليشي بقلي كبير مفاوضي سد النهضة لدى إثيوبيا بأن الاجتماع الوزاري يعتمد على مناقشات الجلسات السابقة ويهدف إلى مواصلة الجهود لتحقيق التقارب بين الأطراف.
وتأتي هذه المفاوضات في إطار الاتفاق الذي تم التوصل إليه في يوليو الماضي بين الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ورئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد.
وقد تم الاتفاق على إجراء مفاوضات عاجلة للتوصل إلى اتفاق نهائي بشأن ملء وتشغيل سد النهضة خلال فترة لا تتجاوز أربعة أشهر وقد انقضت هذه الفترة الشهر الماضي.
وقد سبقت هذه الجولة المفاوضات الأخيرة جولة أخرى أقيمت في القاهرة في أكتوبر الماضي على مستوى وزاري حيث حضرت الدول الثلاث ولكن لم يتم الإعلان عن أي تقدم في التوصل إلى الاتفاق المطلوب.
مصر قد دعت مجلس الأمن الدولي للتدخل من تهديد سد النهضة
وقد طالبت مصر والسودان بتوقيع اتفاق (قانوني ملزم) ينظم عمليتي ملء وتشغيل سد النهضة الذي تقوم به إثيوبيا على نهر النيل الأزرق.
وبعد الانتهاء من الأعمال الخرسانية لتعلية الممر الأوسط تستعد إثيوبيا للتخزين الخامس للمياه خلف بحيرة السد، وقد تم الانتهاء من الملء الرابع في سبتمبر الماضي.
ويذكر أن وجهت مصر رسالة إلى رئيس مجلس الأمن بشأن إعلان إثيوبيا الانتهاء من الملء الرابع لسد النهضة، وتحذر من أن تصرفات إثيوبيا تشكل تهديدًا حقيقيًا لاستقرارها وأمنها، واعتبرت مصر هذا الإجراء الأحادي بمثابة حرب وجودية تستهدفها.
وفي الخطاب الذي أرسلته وزارة الخارجية المصرية أكدت أن إثيوبيا انتهت من المرحلة الرابعة من ملء السد مخالفةً بذلك اتفاق إعلان المبادئ الذي تم التوصل إليه في عام 2015.
وقد ذكر وزير الخارجية المصري سامح شكري بأن مصر تواجه ندرة مائية حادة إذ تأتي مصر على رأس قائمة الدول القاحلة، فهي الأقل من حيث معدل هطول الأمطار بين دول العالم، في حين يتجاوز تعداد سكانها 105 مليون نسمة، الأمر الذي أدى إلى الانخفاض الشديد لنصيب الفرد من المياه.
ولفت وزير الخارجية المصري إلى وجود عجز مائي سنوي يزيد على 50 بالمئة من احتياجاتنا المائية مما يفرض علينا إعادة استخدام المياه المحدودة المتاحة لعدة مرات واستيراد مياه افتراضية في صورة واردات غذائية بقيمة تقترب من 15 مليار دولار سنويا.
وفي 10 سبتمبر 2023 قد أعلن رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد انتهاء عملية تعبئة سد النهضة الضخم على النيل الأزرق.
ويقع سد النهضة على النيل الأزرق في منطقة بني شنقول على بعد نحو 30 كلم من الحدود مع السودان ويبلغ طوله 1.8 كلم وارتفاعه 145 مترا.
وقد دشنت إثيوبيا رسميا في فبراير 2022 إنتاج الكهرباء من السد الذي تقدمه على أنه من بين الأكبر في إفريقيا بتكلفة بناء تجاوزت 4 مليارات دولار.
وقد تم تعديل هدف إنتاجه من 6500 إلى 5000 ميجاوات أي ضعف إنتاج إثيوبيا الحالي ويتوقع أن يبلغ كامل طاقته الانتاجية عام 2024.
ومنذ عام 2011 تتفاوض مصر والسودان وإثيوبيا للوصول إلى اتفاق حول ملء السد وتشغيله إلا أن جولات طويلة من التفاوض بين الدول الثلاث لم تثمر حتى الآن اتفاقا.