حذّر علماء وباحثون من ثلاث جامعات من أن الموجة الجديدة من الانفجارات البركانية التي بدأت في عام 2021 في شبه جزيرة ريكيانيس بأيسلندا قد تستمر لعقود أو ربما لقرون، مما قد يتسبب في اضطرابات كبيرة ومتنوعة.
ووفقًا لما نقلته وسائل إعلام محلية ودولية، بما في ذلك صحيفة “التايمز” البريطانية في عددها الصادر يوم الخميس.
وقد كانت شبه الجزيرة، التي تضم 70% من سكان أيسلندا البالغ عددهم 400 ألف نسمة، بالإضافة إلى المطار الدولي الوحيد العامل على مدار العام وعدد من محطات الطاقة الحرارية الأرضية، موقعًا لثمانية ثورات بركانية في السنوات الثلاث الماضية.
بركان شبه جزيرة ريكيانيس بأيسلندا
ومن المعروف بأن براكين المنطقة كانت خاملة طوال 800 عام تقريبًا، منذ الفترة المعروفة بين 1210 و1240 باسم حرائق ريكيانيس، لكنها عادت إلى النشاط مع ثورانها قبل ثلاث سنوات.
وقد بدأ أخر ثوران في 29 مايو الماضي ولم يتم الإعلان عن انتهائه إلا يوم الاثنين من هذا الأسبوع.
وقد أدى هذا النشاط البركاني إلى إجلاء آلاف السكان والسياح من بلدات ومنتجعات المنطقة، ووفقًا لعلماء من جامعة أيسلندا، وجامعة أوريغون الأمريكية، ونظرائهم من جامعة أوبسالا في السويد، الذين قاموا بتحليل البيانات الجيوكيميائية والزلازل، فإن الانفجارات قد تستمر وتتوقف لسنوات وربما عقود، محذرين من أن الإطار الزمني يمكن أن يمتد إلى قرون.
وقد سعى العلماء إلى التحقق مما إذا كانت الانفجارات البركانية في شبه الجزيرة ناتجة عن مصدر واحد مشترك للصهارة أو من عدة مصادر أصغر، بالإضافة إلى محاولة تقدير عمق هذه المصادر.
ومن خلال تحليل التركيب الكيميائي للحمم البركانية من بركانين مختلفين في شبه الجزيرة، التي تضم 8 مواقع بركانية، فقد توصل الباحثون إلى أن البراكين تمتلك “منطقة تخزين صهارة مشتركة أسفل شبه الجزيرة”، مما يشير إلى وجود خزان كبير من الصخور المنصهرة في القشرة الأرضية يتم تغذيته عن طريق ذوبان الصخور على عمق أكبر في الوشاح.
النشاط البركاني بركان في شبه جزيرة ريكيانيس بأيسلندا
وقد أوضح الباحثون بأن موقع أيسلندا فوق سلسلة جبال وسط المحيط الأطلسي النشطة بركانيًا، والموجودة بين صفيحتين قاريتين، يشير إلى أن النقطة البركانية الساخنة تحت الجزيرة، والمعروفة باسم عمود أيسلندا، “لن تواجه مشكلة في ضخ الصهارة إلى السطح”.
وقد أعلن علماء من جامعة أوريغون في بيان صحفي، استنادًا إلى بحث أجراه عالم البراكين إيليا بيندمان ونشر في مجلة Terra Nova العلمية، بأن هناك احتمالًا لثورانات تستمر لعقود مع انبثاق مئات الأميال المربعة من الصهارة.
النشاط البركاني بركان في شبه جزيرة ريكيانيس بأيسلندا
وقد أشارت الدراسة إلى وجود “نشاط ثوراني متجدد على حزام ريكيانيس البركاني بعد 781 عامًا من السكون”، وقد حذرت من أن “هذا النمط قد يستمر لعدة قرون، مما يشكل خطرًا كبيرًا على السكان المحليين والبنية التحتية الهامة في شبه جزيرة ريكيانيس والمناطق المجاورة”.
ومع ذلك فقد أشار بيندمان إلى أن التنبؤ بتوقيت ومدة النشاط البركاني يعد أمرًا بالغ الصعوبة، موضحًا: “الطبيعة ليست منتظمة أبدًا، لا نعرف كم من الوقت سيستمر هذا النشاط خلال السنوات العشر أو حتى المائة القادمة، وسيتشكل نمط ما، لكن الطبيعة دائمًا ما تحمل استثناءات ومخالفات”.
