استهدفت ضربة جوية إسرائيلية مقرًا لحركة حماس في ضاحية بيروت الجنوبية مما أدى إلى اغتيال صالح العاروري نائب رئيس المكتب السياسي لحماس.
وقد أفاد مصدر أمني لبناني بارز بأن العاروري قد استشهد في الهجوم مع عدد من مرافقيه ولم يتم تحديد عددهم بالضبط.
وقد أكد مصدر أمني آخر هذه المعلومة وأوضح أن المبنى المستهدف تضرر طبقتين منه بالإضافة إلى سيارة واحدة على الأقل.
وقد أعلنت حركة حماس بشكل رسمي (اغتيال) صالح العاروري واثنين من قادة كتائب القسام الجناح العسكري لحماس جراء الضربة الإسرائيلية في ضاحية بيروت الجنوبية يوم الثلاثاء.
وقد صدر إعلان عاجل على تلفزيون الأقصى يفيد بأن (نائب رئيس المكتب السياسي لحماس الشيخ المجاهد القائد صالح العاروري قد استشهد في غارة صهيونية غادرة في بيروت مع اثنين من قادة القسام في بيروت).
إنفجار في منطقة #المشرفية في #الضاحية_الجنوبية pic.twitter.com/VVxPtPTt5Q
— LebanonOn (@LebanonOnNews) January 2, 2024
وقد وصف عضو المكتب السياسي لحركة حماس عزت الرشق العملية بأنها (عملية اغتيال جبانة تنفذها الاحتلال الصهيوني ضد قادة ورموز شعبنا الفلسطيني).
وقد ذكرت الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية الرسمية يوم الثلاثاء أن طائرة مسيرة إسرائيلية استهدفت مكتبًا لحركة حماس في الضاحية الجنوبية لبيروت، وهي منطقة تعتبر معقلًا لحزب الله مما أسفر عن مقتل 4 أشخاص على الأقل.
وقال مندوب الوكالة الوطنية للإعلام إن (طائرة مسيرة إسرائيلية معادية استهدفت مكتبًا لحماس في المشرفية)، وقد أسفر الهجوم عن سقوط قتلى وجرحى، وقد وصلت سيارات الإسعاف إلى المنطقة لنقل المصابين.
وقد تم تداول مقطع فيديو على وسائل الإعلام المحلية يظهر الدمار في منطقة المشرفية بالضاحية الجنوبية، ولم يتم تحديد أسباب الانفجار بعد.
وتظهر الصور المتداولة النيران وهي تتصاعد من موقع الانفجار في الضاحية التي تعتبر معقلًا لحزب الله.
كاميرا مراقبة تُوثّق الأصوات التي سمعت لحظة تنفيذ المسيّرة الاسرائيليّة عملية اغتيال #صالح_العاروري في الضاحية الجنوبية pic.twitter.com/71CWWfxuE4
— هنا لبنان (@thisislebnews) January 2, 2024
وقد أظهر مقطع فيديو متداول لكاميرات مراقبة ترصد لحظة الاستهداف الإسرائيلي للقيادي بحركة حماس صالح العاروري بضاحية بيروت الجنوبية معقل حزب الله.
وفي الثانية الثانية من الفيديو، يظهر وميض للحظة الاستهداف الإسرائيلي للمبنى الذي كان يتواجد فيه القيادي في حماس صالح العاروري.
وقد أدلى رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي بتصريحات يوم الاثنين بشأن الانفجار الذي وقع في منطقة الضاحية الجنوبية لبيروت، وأسفر عن سقوط ضحايا وجرحى.
وقد وصف ميقاتي الانفجار بأنه جريمة إسرائيلية تستهدف إدخال لبنان في مواجهات جديدة، مشيراً إلى الاعتداءات اليومية المتواصلة في الجنوب وتكبّدها لبنان خسائر في الأرواح.
كما أشار إلى أن الانفجار يهدف إلى إفشال جهود لبنان لتجنب اندلاع حرب في غزة وحث الدول المعنية على ممارسة الضغط على إسرائيل لوقف استهدافها.
وحذّر من أن السلوك السياسي الإسرائيلي قد يؤدي إلى تصعيد الأوضاع في الحدود الجنوبية وإحداث صراع جديد.
من جهته، أكد حزب الله اللبناني أن اغتيال نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس صالح العاروري في الضاحية الجنوبية لبيروت يوم الثلاثاء هو عمل إسرائيلي، وأنه لن يمر دون رد وعقاب. ووصف الحزب الاعتداء بأنه خطير ويشكل انتهاكًا لأمن لبنان وسيادته ومقاومته. وأعلن أن هذا الاغتيال يمثل تطورًا خطيرًا في المسار الحربي بين إسرائيل ومحور المقاومة، وأكد عزمه على الرد وتنفيذ العقاب.
من جانبه، أعلن الجيش الإسرائيلي يوم الثلاثاء أنه مستعد لجميع السيناريوهات بعد مقتل العاروري، وأكد أنه في حالة تأهب دفاعي وهجومي. ورغم أنه لم يعلق مباشرة على مقتل العاروري، إلا أنه أكد استعداده للتعامل مع أي تطور أو سيناريو محتمل.
وقد ولد العاروري بالقرب من رام الله في الضفة الغربية عام 1966 وكان من أوائل المنضمين لحركة حماس عندما تشكلت عام 1987.
وقد سجن عام 1992 أي قبل عام واحد من موافقة قيادة فتح على اتفاقات أوسلو، والتي قبلت فيها بوجود إسرائيل وتخلت عن الكفاح المسلح من أجل الدفع باتجاه التفاوض على إقامة دولة فلسطينية.
وقد رفضت حماس هذا النهج وعندما أُطلق سراح العاروري في عام2007 سرعان ما عاد إلى القتال، وقد سُجن مرة أخرى حتى عام 2010 عندما أمرت المحكمة العليا الإسرائيلية بإبعاده.
وقد أمضى العاروري ثلاث سنوات في سوريا قبل أن ينتقل إلى تركيا وظلّ فيها حتى 2015، وأقام منذ ذلك الحين في قطر ولبنان، وعمل من مكتب حماس في ضاحية بيروت الجنوبية حتى الضربة المفاجئة يوم الثلاثاء.