بالتفاصيل: لبنان تعلن تورط الموساد الإسرائيلي في قتل محمد سرور

أكد وزير الداخلية اللبناني بسام مولوي، بأن هناك مؤشرات تدل على تورط الموساد الإسرائيلي في قتل محمد سرور، الذي اتهمته الولايات المتحدة منذ سنوات بتسهيل نقل أموال من إيران إلى حركة حماس، وقد فرضت عليه عقوبات.
وفي مقابلة مع وكالة “أسوشيتد برس” فقد صرح وزير الداخلية بأن المعطيات الأولية التي تملكها السلطات تشير إلى وجود احتمالية تورط الموساد الإسرائيلي في هذه الجريمة.
وقد تم العثور على مسدسات مجهزة بكواتم صوت وقفازات في دلو يحتوي على خليط من الماء ومواد كيميائية في مكان الحادثة، ويبدو أن الهدف من ذلك كان إزالة أي أدلة تشير إلى الجناة، مثل بصمات الأصابع.
كما تم ترك آلاف الدولارات متناثرة حول جثة سرور، ربما لتشتيت الانتباه عن دوافع السرقة.
وقد أشار بسام مولوي، في إشارة إلى المخابرات الإسرائيلية (الموساد) بوجود شبهات واتهامات تشير إلى تورطها في العملية، ويرجع سبب هذه الشكوك إلى طريقة تنفيذ الجريمة المشبوهة.
ولا يوجد حتى الآن أدلة محددة تدعم ادعاءات مولوي، وقد أوضح بأن التحقيق ما زال جاريًا، وبمجرد الانتهاء منه سوف يتم الكشف عن النتائج وتقديمها إلى السلطات القضائية.
ويذكر أن وزارة الخزانة الأميركية قد فرضت عقوبات على سرور في عام 2019 بسبب ادعاءات تتعلق بتحويلات مالية من إيران عبر حزب الله إلى حركة حماس في قطاع غزة.
وقد أكد بسام مولوي بأن نشاط محمد سرور في مجال الصرافة معروف، فضلاً عن قدرته على تحويل الأموال بين أطراف مختلفة.
وقد تم قتل سرور في وقت سابق هذا الشهر، وفي الوقت نفسه تم اتخاذ إجراءات صارمة من قبل المسؤولين الأمريكيين والإسرائيليين لمنع تحويل الأموال إلى حماس.
وقد تزايدت هذه الحملة بعد الهجوم الذي قادته حماس في جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر، والذي أدى إلى اندلاع حرب مدمرة في غزة وانتشار آثارها في المنطقة.
وأثناء زيارة مسؤول بارز من وزارة الخزانة الأمريكية إلى بيروت الشهر الماضي، فقد حثت السلطات اللبنانية على منع تحويل الأموال إلى حماس عبر لبنان.
وقد التقى جيسي بيكر نائب مساعد وزير الخزانة الأمريكي لشؤون آسيا والشرق الأوسط في مكتب تمويل الإرهاب والجرائم المالية، بكبار المسؤولين السياسيين والماليين اللبنانيين.
ومن جانبه فقد أعلن الجيش الإسرائيلي أنه قتل عددًا من العاملين في مجال الصرافة في غزة بسبب ادعائهم تمويل حركة حماس.
وقد أصبح واضحًا بأن مقتل سرور كان مخططًا مسبقًا، وقال ثلاثة مسؤولين قضائيين لبنانيين، الذين يطلعون على التحقيق لوكالة “أسوشيتد برس” بأن رجلاً اتصل بسرور وادعى أنه عميل من الخارج، وطلب منه تسليم مبلغ نقدي لامرأة في بلدة بيت مري الجبلية.
وأضافوا أن سرور ذهب إلى العنوان المحدد برفقة ابن أخيه، وبعد تسليم المرأة للمال، غادر المكان.
وأشار المسؤولون إلى أن الشخص نفسه اتصل بسرور بعد يوم وطلب نفس الشيء، لكنه هذه المرة ذهب وحيدًا، ومنذ ذلك الوقت فقدت عائلته التواصل معه.
وقد أعلن بسام مولوي بأن الهاتف الذي استخدمته المرأة للاتصال بسرور كان غير نشط سوى للاتصال به فقط.

 


وأشار إلى أن الجناة حاولوا في البداية استئجار شقة في بلدة الحازمية بجنوب شرق بيروت، وهذه التفاصيل لم تُكشف عنها سابقاً، إلا أنهم قرروا في وقت لاحق إلغاء هذه الخطط لعدم توفر شقة مناسبة لتنفيذ العملية.
وقد أفاد بسام مولوي بأن القتلة انتقلوا بعد ذلك إلى بلدة بيت مري الهادئة المشهورة بمنازلها الفخمة ذات الأسطح المصنوعة من الطوب الأحمر والموقع الأثري الذي يعود إلى العصر الروماني، حيث استأجروا فيلاً مكونة من ثلاثة طوابق في أطراف البلدة باستخدام بطاقات هوية لبنانية مزيفة.
وأضاف بسام مولوي بأن مديرية الأمن العام اللبنانية تقوم بالتحقيق في هويات الأشخاص الذين دخلوا البلاد و غادروها خلال فترة وقوع الجريمة”، وقد تم اختفاء سرور في 3 أبريل في بيت مري، وتم العثور على جثته بعد أسبوع داخل الفيلا.

 

محمد سرور


وقد أفاد بسام مولوي بأن المحققين عثروا على عدد كبير من الجروح الناجمة عن طلقات نارية” في أجزاء مختلفة من جسده، بما في ذلك ذراعيه وساقيه، وكان مقيد الأيدي، وتوجد الفيلا في شارع جانبي هادئ ومليء بالأشجار.
وفيما يتعلق بالحادثة التي أودت بحياة سرور، فقد صرح كريستيان فرانسيس، الذي يعيش في الشارع المقابل للفيلا قائلاً: “لم نسمع أي شيء، يتمتع معظم السكان في هذا المنطقة بكلاب حراسة قوية، وهناك نقطة تفتيش قريبة تابعة للشرطة، بالإضافة إلى وجود مركز للجيش اللبناني على بعد مئات الأمتار”.
ومن جانبه فقد صرح رووي أبو شديد رئيس بلدية بيت مري لوكالة “أسوشيتد برس” بأن الشقة تم تأجيرها في نهاية فبراير الماضي لشخص مجهول لمدة عام مقابل 48 ألف دولار.
وأضاف: “لم تقم العائلة المالكة للفيلا بتسجيل عقد الإيجار في البلدية، ولكنها قامت بسداد الضرائب في الوقت المحدد في نوفمبر، وقد تم تنفيذ هذا العمل بشكل احترافي تام”.
وأشار أبو شديد إلى أن الجيران لم يشتكوا من أي أمر، واستغرق وقتًا حتى تمكنت السلطات الأمنية من تحديد المنزل الذي وُجدت فيه جثة سرور.
وقد رفض المتحدث باسم حزب الله التعليق على جريمة قتل سرور، وأكد أن التحقيق ما زال جاريًا، ورفض المتحدث الكشف عما إذا كان سرور عضوًا في حزب الله، لكنه أشار إلى أنه في الماضي كان يعمل لصالح مؤسسة “القرض الحسن”، والتي تُعتبر الذراع المالية للحزب.

 


ويذكر أن تاريخ إسرائيل يشهد العديد من عمليات القتل الاستهدافي في لبنان، بما في ذلك غارات بواسطة الطائرات المسيرة أسفرت عن مقتل قادة بارزين في حزب الله خلال الأشهر الستة الماضية، وقد قُتل نحو 260 عضوًا في حزب الله على يد إسرائيل خلال تلك الفترة.
وقد تم اتهام سرور من قبل الولايات المتحدة بتحويل عشرات الملايين من الدولارات سنوياً من الحرس الثوري الإيراني إلى كتائب القسام، وهي الجناح العسكري لحركة حماس.
وقد زعمت الولايات المتحدة أن سرور كان المسؤول عن جميع عمليات التحويل المالي من الحرس الثوري إلى كتائب القسام ابتداءً من عام 2014.
أما عائلة سرور لم تقدم أي مقابلات إعلامية منذ اكتشاف جثته، ولكنها أصدرت بيانًا تلفزيونيًا يؤكد أن جميع أنشطة سرور المالية “كانت شفافة” وأنه كان يعمل في مجال صرف العملات، وطالبت الجهات الأمنية بالتحقيق السريع للعثور على الجناة.
وخلال جنازة سرور في بلدة اللبوة بشمال شرق لبنان، فقد تم وضع علم حزب الله فوق نعشه، وهتف العشرات من الرجال والنساء “الموت لأمريكا والموت لإسرائيل” أثناء سيرهم نحو المقبرة.

 


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد


جميع المحتويات المنشورة على موقع نجوم مصرية تمثل آراء المؤلفين فقط ولا تعكس بأي شكل من الأشكال آراء شركة نجوم مصرية® لإدارة المحتوى الإلكتروني، يجوز إعادة إنتاج هذه المواد أو نشرها أو توزيعها أو ترجمتها شرط الإشارة المرجعية، بموجب رخصة المشاع الإبداعي 4.0 الدولية. حقوق النشر © 2009-2024 لشركة نجوم مصرية®، جميع الحقوق محفوظة.