انطلقت صباح يوم الثلاثاء أول سفينة تحمل مساعدات عبر الممر البحري بين الجزيرة المتوسطية وقطاع غزة من ميناء لارنكا في قبرص، وقد نقلت وكالة “فرانس برس” تصريحات إحدى المنظمتين غير الحكومية المشرفتين على العملية.
وقد أكدت لورا لانوزا، المتحدثة باسم منظمة “أوبن آرمز” (الأذرع المفتوحة) بأن السفينة التابعة للمنظمة انطلقت في تمام الساعة 06:50 بتوقيت جرينتش صباحًا، وعلى متنها 200 طن من المساعدات.
وفي اليوم السابق قد أعلنت الحكومة القبرصية بأن السفينة كان من المقرر أن تغادر إلى غزة خلال ساعات، لكنها واجهت “مشكلات فنية” أعاقت انطلاقها، وبسبب “أسباب أمنية” فقد قررت الحكومة عدم الإعلان عن الوقت المحدد للانطلاق.
وقد أعلنت مؤسسة خيرية أميركية سابقًا أنها تقوم بتحميل مساعدات لغزة على متن سفينة في قبرص، وسوف تكون هذه أول شحنة ترسل إلى القطاع الذي تمزقه الحرب عبر الممر البحري، وتأمل المفوضية الأوروبية في فتح هذا الممر نهاية الأسبوع الحالي.
وقد أوضحت لورا لانوزا، أن كل الاستعدادات جاهزة للمغادرة اليوم، وأضافت أنه ما زالت هناك بعض الإجراءات المتعلقة بالتراخيص والتصاريح، ولم يتم تحديد ما إذا كان سيتم تنفيذ ذلك اليوم أو غدًا.
وأشارت إلى أن السلطات الإسرائيلية سوف تقوم بتفتيش حمولة السفينة، التي تشمل 200 طن من المواد الغذائية والأرز والدقيق وعلب التونة، في ميناء لارنكا.
ويذكر أن قد أعلن الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة يوم الجمعة الماضي عن خطة لافتتاح ممر بحري بين قبرص وغزة، بهدف نقل المساعدات الإنسانية إلى القطاع الفلسطيني، وتأتي هذه الخطوة بعد خمسة أشهر من بدء الحرب والقصف المستمر من قبل إسرائيل على غزة.
وقد عبّرت إسرائيل عن ترحيبها بالممر الإنساني البحري الذي يمتد من قبرص إلى غزة، حيث قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية إن هذه المبادرة سوف تسمح بزيادة المساعدات الإنسانية لغزة بعد إجراء عمليات تفتيش أمنية تتوافق مع المعايير الإسرائيلية.
3 weeks ago, the #OpenArms ship, in collaboration with @WCK, docked in Cyprus for a joint mission. What initially appeared as an insurmountable challenge is now on the verge of realization.
The endeavor to establish a humanitarian maritime corridor in #Gaza is making progress,… pic.twitter.com/njaOxGZtnn
— Open Arms ENG (@openarms_found) March 8, 2024
وتمارس الولايات المتحدة ضغوطاً متزايدة على إسرائيل لرفع الحصار الكامل الذي تفرضه على غزة منذ فترة كبيرة، حيث لا تسمح إلا بكميات محدودة من المساعدات للوصول إلى القطاع.
ووفقًا للأمم المتحدة يواجه حوالي 2.2 مليون شخص في غزة وهم الغالبية العظمى من سكان القطاع، تهديدًا بالمجاعة نظرًا لنقص مروع في الغذاء ومياه الشرب، وقد تم تشريد حوالي 1.7 مليون شخص من منازلهم بسبب القصف والقتال.
وقد صرحت رئيسة المفوضية الأوروبية فون دير لايين، بعد زيارتها لميناء مدينة لارنكا في جنوب قبرص، بأنهم قريبون جدًا من فتح الممر البحري.
وقد أشار بيان مشترك صدر عن الجهات المعنية بالخطة إلى أن الوضع الإنساني في غزة يعتبر كارثيًا، ولذلك قررت المفوضية الأوروبية وألمانيا واليونان وإيطاليا وهولندا وقبرص والإمارات العربية المتحدة والمملكة المتحدة والولايات المتحدة فتح الممر البحري لتوصيل المساعدات الإنسانية الإضافية التي يشتد الحاجة إليها.
وعلى الرغم من تسميتها عملية “معقدة” فقد أعرب المشاركون عن تصميمهم على العمل من أجل ضمان توصيل المساعدات بأكبر قدر ممكن من الفعالية.
ولا يزال إدخال وتوصيل المساعدات إلى مناطق مختلفة في غزة وخاصة في الشمال، يعتبر أمرًا صعبًا جدًا بسبب القتال والقصف والتدمير والنهب في بعض الأحيان.