في مثل هذا اليوم من كُل عام يحيي الفلسطينيون، ذكرى النكبة هذه الذكرى الأليمة، التي تخلد تهجير ما يقارب ٨٠٠ ألف فلسطيني عن أراضيهم، ليصبحوا لاجئين فاقدين الحق في تقرير المصير.
في عام ١٩٤٨، اندلعت حربٌ بين الدول العربية والجماعات اليهودية المتطرفة، أسفرت عن هزيمة نكراء للعرب، وأعلن على إثرها ديفيد بن جوريون في ١٤ مايو عام ١٩٤٨، قيام دولة إسرائيل، ونكبةٍ إنسانيةٍ مروعةٍ، شهدت حملات ممنهجة من التهجير القسري والتطهير العرقي للفلسطينيين، اعتبر هذا الإعلان بمثابة نكبةٍ كبرى للفلسطينيين، على مدار سنوات مثلت ذكرى النكبة شعلة الأمل للفلسطيني الذي تهجر من بلده، والذي وُلد في بلدان اللجوء في تحقيق حلمه بالعودة إلى فلسطين التي يعرفها من الأجداد والكتب ومفتاح المنزل المفقود، فالنكبة وإن كانت حدثًا مأساويًا لم تُكسر إرادة الشعب الفلسطيني، بل زادت من عزيمته على النضال من أجل إقامة دولته المستقلة وحقه في تقرير المصير. تهجير الشعب الفلسطيني عام ١٩٤٨أما اليوم وبعد مرور ٧٦ عامًا، يعيش الشعب الفلسطيني زمن النكبة من جديد. أكثر من مليون مواطن فلسطيني من أهالي غزة نزحوا إلى جنوب القطاع هربًا من حرب هيستيرية خلفت الآلاف من الشهداء والمصابين. يبحثون عن الأمان المأمول في زوايا رفح، حيث تتكئ خيامٌ هزيلة على أرضٍ محروقة، تفتقد إلى كل مقومات الحياة. عادت مشاهد أفران الطين وإيقاد النار بالأخشاب، فضلاً عن طوابير الأطفال والنساء يحملون الأواني المتهالكة، في انتظار وجبة طعام إن وجدت أو كسرة خبز يتقاسمونها. نزوح الشعب الفلسطيني ٢٠٢٤أطفال غزة، تلك الأرواح الصغيرة التي تنبض بالأمل ولا تعرف سوى حق الحياة، يواجهون الجوع المستمر والعطش يجفف أفواههم، أجسادهم تضعف، منازلهم تنهار، مدارسهم تتحول إلى أنقاض، وأحلامهم البسيطة تتلاشى مع كل يوم يمر. يروون قصصًا عن أجدادهم والأرض التي فقدوها، حاملين صورًا لشهدائهم وأسراهم وذكريات صغيرة انتشلوها خلسة من منازلهم المدمرة. أطفال غزةإن أهالي غزة يعيشون ظروفًا قاسية، ما بين جوع وعطش يهددان حياتهم، وحصار وقصف آلة عسكرية تفتك بالبشر والحجر. باتت أسمى أمانيهم أن يحظوا بموت مريح، أن يجدوا من يدفنهم، وألا تبقى أجسادهم على قارعة الطريق أو تحت الركام. أسر كاملة تذوق مرارة القهر كل يوم، وجيش الاحتلال أراد القضاء على كل شيء، وقد فعل أمام صمت العالم. نزوح الشعب الفلسطيني ١٩٤٨في الحقبتين، واجه الفلسطينيون العديد من التحديات على مر السنين. تلك المشاهد لم يحدثهم عنها الآباء والأجداد هذه المرة، بل عاشوا كل فصولها بأنفسهم، بفظائعها ومآسيها وخذلانها. يبدو أن الزمن قد توقف، ولم تمر السنون.
هل يعقل أن يحاصرك الموت من كل جانب دون مغيث؟ هل يمكن للمرء حقًا أن يعتاد الحياة القاسية التي يعيشها الفلسطينيون؟
لم نتخيل في أسوأ كوابيسنا أن نرى هذه المجازر التي تحدث الآن! كيف يمكن لهذا الشعب أن ينسى أو يغفر أو يسامح؟ نزوح الشعب الفلسطيني٢٠٢٤عزيزي الإنسان، علينا التذكر أن هؤلاء الأطفال ليسوا بخير. إنهم أرواح تنبض بالحياة، يستحقون الأمان والرعاية. وواجبنا أن نسعى لإنهاء هذا الألم المستمر، من أجل عالم أكثر إنسانية وعدالة. نزوح الفلسطينيين من محافظات قطاع غزة نزوح الشعب الفلسطيني ١٩٤٨ اطفال غزة
نزوح الفلسطينيين ١٩٤٨
قد يهمك:
عن الكاتب:
محرر صحفي، وأخصائي علاقات عامة وإعلام، مهتم بالشأن العام السياسي والاجتماعي، أؤمن بأهمية دور الصحافة والإعلام في نشر الوعي، وأسعى دائماً لتقديم محتوى دقيق وموثوق، مع الالتزام بمعايير النزاهة والموضوعية.