المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة: التاريخ سيحكم علينا إذا لم يكن هناك وقف لإطلاق النار في غزة(The Guardian)

يناقش المقال المسؤولية الإنسانية للمجتمع الدولي في وقف الحرب والحصار على غزة، ويؤكد على أن المدنيين في غزة هم ضحايا للحرب والحصار، وأنهم لا يستحقون هذه المعاناة فحتى الآن، ومنذ أكثر من ثلاثة أسابيع، تخرج من غزة صور لا تطاق لمأساة إنسانية، حيث تُقتل النساء والأطفال وكبار السن، وتقصف المستشفيات والمدارس، ولم يسلم أحد، وفي الوقت الذي أكتب فيه هذا المقال، تكون الأونروا، وكالة الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين الفلسطينيين، قد فقدت بالفعل وبشكل مأساوي، 35 من موظفيها، وقد قُتل العديد منهم أثناء وجودهم في منازلهم مع عائلاتهم.

النقاط الرئيسية لهذا المقال

  1. غزة تعيش كارثة إنسانية بسبب الحرب والحصار.
  2. هجمات الاحتلال الإسرائيلي أسفرت عن مقتل مئات المدنيين وتدمير منازل ومباني.
  3. الحصار الإسرائيلي يحرم السكان من الغذاء والماء والدواء.
  4. المجتمع الدولي مسؤول أخلاقيًا عن وقف الحرب والحصار.

غزة بين الحرب والحصار والحرمان

يتحدث المفوض العام لوكالة الامم المتحدة قيليب لازاريني بأنه يتم تسوية أحياء بأكملها بالأرض فوق رؤوس المدنيين في منطقة من أكثر المناطق اكتظاظًا بالسكان على وجه الأرض، لقد حذرت قوات الاحتلال الإسرائيلي الفلسطينيين في غزة من الانتقال إلى الجزء الجنوبي من القطاع بينما تقوم بقصف الشمال؛ لكنها خدعت المواطنين الذين لجأو للجنوب قالضربات مستمرة أيضاً في الجنوب لا يوجد مكان آمن في غزة لقد وُصفت غزة على مدى السنوات الخمس عشرة الماضية بأنها سجن كبير في الهواء الطلق، حيث يخنقها حصار جوي وبحري وبري 2.2 مليون شخص في مساحة 365 كيلومترًا مربعًا، معظم الشباب لم يغادروا غزة قط، واليوم أصبح هذا السجن مقبرة للسكان المحاصرين بين الحرب والحصار والحرمان.

صورة 1

مساعدات محدودة للغاية للقطاع

وفي الأيام القليلة الماضية، سمحت المفاوضات المكثفة على أعلى المستويات أخيرا بدخول إمدادات إنسانية محدودة للغاية إلى القطاع وفي حين أن هذا الإنجاز موضع ترحيب، إلا أن هذه الشاحنات تمثل تدفقًا ضئيلًا وليست تدفقًا للمساعدات التي يتطلبها وضع إنساني بهذا الحجم عشرون شاحنة من الإمدادات الغذائية والطبية هي بمثابة قطرة في محيط لاحتياجات أكثر من مليوني مدني ومع ذلك، فقد تم حرمان غزة من الوقود بشكل صارم، وبدون الوقود لن تكون هناك استجابة إنسانية، ولن تصل المساعدات إلى المحتاجين، ولا كهرباء للمستشفيات، ولا ماء، ولا خبز.

الان يعيش ما يقرب من 600،000 شخص في 150 مدرسة ومباني أخرى تابعة للأونروا، ويعيشون في ظروف غير صحية مع محدودية المياه النظيفة وقليل من الطعام والأدوية الأمهات لا يعرفن كيف يمكنهن تنظيف أطفالهن وتدعو النساء الحوامل حتى لا يتعرضن لمضاعفات أثناء الولادة لأن المستشفيات ليس لديها القدرة على استقبالها. تعيش الآن عائلات بأكملها في مبانينا لأنه ليس لديهم مكان آخر يذهبون إليه. لكن منشآتنا ليست آمنة – فقد تعرض 40 مبنى للأونروا، بما في ذلك المدارس والمستودعات، للأضرار بسبب الغارات وقُتل العديد من المدنيين الذين كانوا يحتمون بداخلها بشكل مأساوي بالاضافة إلى عائلات الصحفيين منها عائلة الصحفي وائل الدحدوح.

غزة السجن الكبير

وُصفت غزة على مدى السنوات الخمس عشرة الماضية بأنها سجن كبير في الهواء الطلق، حيث يخنقها حصار جوي وبحري وبري حيث يسكن  2.2 مليون شخص في مساحة 365 كيلومترًا مربعًا، معظم الشباب لم يغادروا غزة قط واليوم، أصبح هذا السجن مقبرة للسكان المحاصرين بين الحرب والحصار والحرمان.

الجهود الإنسانية تواجه تحديات

وفي الأيام القليلة الماضية، سمحت المفاوضات المكثفة على أعلى المستويات أخيرا بدخول إمدادات إنسانية محدودة للغاية إلى القطاع وفي حين أن هذا الإنجاز موضع ترحيب، إلا أن هذه الشاحنات تمثل تدفقًا ضئيلًا وليست تدفقًا للمساعدات التي يتطلبها وضع إنساني بهذا الحجم. عشرون شاحنة من الإمدادات الغذائية والطبية هي بمثابة قطرة في محيط لاحتياجات أكثر من مليوني مدني. ومع ذلك، فقد تم حرمان غزة من الوقود بشكل صارم. وبدونها، لن تكون هناك استجابة إنسانية، ولن تصل المساعدات إلى المحتاجين، ولا كهرباء للمستشفيات، ولا ماء، ولا خبز.

صورة 2

حماية المدنيين في غزة واجب إنساني

إن ميثاق الأمم المتحدة والتزاماتنا هي التزام بإنسانيتنا المشتركة ويجب حماية المدنيين – أينما كانوا – على قدم المساواة لم يختار المدنيون في غزة هذه الحرب لا ينبغي أن تتبع الفظائع المزيد من الفظائع إن الرد على جرائم الحرب ليس المزيد من جرائم الحرب إن إطار القانون الدولي واضح للغاية في هذا الشأن وراسخ، وسوف يتطلب الأمر بذل جهود حقيقية وشجاعة للعودة إلى جذور هذا المأزق القاتل وتقديم خيارات سياسية قابلة للتطبيق ويمكن أن توفر بيئة من السلام والاستقرار والأمن وحتى ذلك الحين، يجب علينا التأكد من احترام قواعد القانون الإنساني الدولي، والحفاظ على المدنيين وحمايتهم ويجب تفعيل وقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية للسماح بالوصول الآمن والمستمر وغير المقيد إلى الوقود والأدوية والمياه والغذاء في قطاع غزة لهذا يجب التأكيد على الآتي:

  1. ميثاق الأمم المتحدة الذي يؤكد على أهمية السلام والأمن واحترام حقوق الإنسان.
  2. القانون الإنساني الدولي الذي يحمي المدنيين في أوقات النزاع.
  3. المسؤولية المشتركة للدول عن حماية المدنيين.

ذات يوم قال داج همرشولد، الأمين العام الثاني للأمم المتحدة: “لم يتم إنشاء الأمم المتحدة من أجل إدخالنا الجنة، بل من أجل إنقاذنا من الجحيم”. الواقع اليوم في غزة هو أنه لم يبق الكثير من الإنسانية وأن الجحيم يستقر.
وستعرف الأجيال القادمة أننا شاهدنا هذه المأساة الإنسانية تتكشف عبر وسائل التواصل الاجتماعي والقنوات الإخبارية. لن نتمكن من القول بأننا لم نعرف. وسوف يتساءل التاريخ لماذا لم يكن لدى العالم الشجاعة للتصرف بشكل حاسم ووقف هذا الجحيم على الأرض.

الدور الدُّوَليّ لوقف القصف على غزة هو دور مزدوج

  1. الدور الإنساني: يجب على المجتمع الدُّوَليّ أن يسعى جاهدًا لحماية المدنيين في غزة من القتل والإصابة وهذا يشمل العمل على وقف الهجمات الإسرائيلية التي تستهدف المدنيين، وتوفير المساعدات الإنسانية للسكان الذين تضرروا من الحرب.
  2. الدور السياسي: يجب على المجتمع الدُّوَليّ أن يعمل على إيجاد حل سياسي للصراع الإسرائيلي الفلسطيني، الذي سيؤدي في النهاية إلى وقف الحرب والحصار على غزة.

وختاما: من المهم أن يتذكر المجتمع الدولي أن غزة تعيش كارثة إنسانية بسبب الحرب والحصار، المدنيون في غزة هم ضحايا للحرب والحصار، وأنهم لا يستحقون هذه المعاناة لذا يجب على المجتمع الدولي أن يتصرف الآن لوقف القصف على غزة وحماية المدنيين.


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد


جميع المحتويات المنشورة على موقع نجوم مصرية تمثل آراء المؤلفين فقط ولا تعكس بأي شكل من الأشكال آراء شركة نجوم مصرية® لإدارة المحتوى الإلكتروني، يجوز إعادة إنتاج هذه المواد أو نشرها أو توزيعها أو ترجمتها شرط الإشارة المرجعية، بموجب رخصة المشاع الإبداعي 4.0 الدولية. حقوق النشر © 2009-2024 لشركة نجوم مصرية®، جميع الحقوق محفوظة.