في ظل الأحداث الصادمة التي يشهدها قطاع غزة وتداعيات الحرب الإسرائيلية الدموية، تأتي رسالة رئيس المرصد الأورومتوسطي كمنبع للنداء العالمي والتوعية بالوضع الكارثي الذي يعيشه سكان القطاع؛ حيث أكد بشكل قاطع أن الوقت قد حان لاعتماد مصطلح الإبادة الجماعية في وصف ما يحدث في غزة، وذلك استجابة للمعايير الأدبية للأمم المتحدة.
استشهاد وإصابة 2.5 % من إجمالي سكان غزة
أكد رئيس المرصد الأورومتوسطي “رامي عبده” في رسالة موجهة إلى “أنطونيو غوتيريش” الأمين العام للأمم المتحدة على ضرورة اعتماد مصطلح الإبادة الجماعية في غزة بأدبيات الأمم المتحدة استجابة لتداعيات الحرب الإسرائيلية على القطاع؛ حيث أوضح أن ما يقرب من 2.5 % من إجمالي عدد سكان غزة قتلوا أو تعرضوا للإصابة نتيجة الهجوم الدموي من القوات الإسرائيلية منذ 7 أكتوبر الماضي 2023، وبمقارنة تلك النسبة ببعض الدول العربية وأمريكا وأوروبا نجد أنها بمثابة مقتل وإصابة:
- 8 مليون مواطن أمريكي.
- 18 مليون مواطن أوروبي.
- 2.75 مواطن مصري.
- 288 مواطن أردني.
أيضًا بمقارنة نسبة عدد القتلى والجرحى بقطاع غزة البالغ عدد سكانه 2.3 مليون نسمة مع سكان الدول العربية والقارة الأوروبية بأكملها، نجد أن ضحايا غزة يعادلون 11 مليون مواطن عربي، ونحو 18 مليون مواطن من أوروبا.
The proportion of casualties in Gaza is comparable to the impact of:
– 8 million Americans being killed or wounded.
– 18 million Europeans being killed or wounded.
– 2.75 million Egyptians being killed or wounded.
– 288 thousands Jordanians being killed or wounded.#GazaGenocide— Ramy Abdu| رامي عبده (@RamAbdu) November 21، 2023
كما أكد رئيس المرصد الأورومتوسطي على ضرورة اعتراف الأمم المتحدة بشكل رسمي بأن ما تقوم به إسرائيل في قطاع غزة يمثل “إبادة جماعية”، وأوضح أن تصرفات جيش الاحتلال تتضمن على أقل تقدير معيارين من معايير المادة الثانية الخاصة باتفاقية منع ومعاقبة جريمة الإبادة الجماعية ألا وهي:
- إلحاق أذى عقلي وجسدي جسيم بأفراد جماعة ما.
- إخضاع جماعة ما بشكل عمدي لظروف معيشة تهدف للتدمير الجسدي جزئيًا أو كليًا.
المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان في رسالة لغوتيريش يدعو لاعتماد مصطلح إبادة غزة الجماعية في أدبيات الأمم المتحدة.
الإبادة في غزة حصدت 2.5% من السكان بين قتيل وجريح وهو ما يعادل 18 مليون أوروبي
https://t.co/zU6YMtIGli— Ramy Abdu| رامي عبده (@RamAbdu) November 21، 2023
تأكيدًا على ذلك أشار “رامي عبده” في رسالته إلى حظر إسرائيل الكامل على تدفق المساعدات الضرورية مثل الماء والكهرباء والوقود والغذاء والأدوية إلى القطاع، وكذلك منعها دخول السكان المدنيين في غزة ومناطق أخرى، وهذا الحظر يضع السكان في ظروف معيشية صعبة ويهدد بتدمير المنطقة كليًا أو جزئيًا، وأكد المرصد أن الحرب الإسرائيلية ستترك آثارًا عقلية خطيرة على سكان غزة خاصة النساء والأطفال نتيجة القصف والتدمير التعسفي للأحياء بأكملها.
هذا بالإضافة إلى مشاهد الجثث المتحللة والمحاصرين تحت الأنقاض، والمشاهد المروعة للنازحين الذين يخوضون رحلات مؤلمة سيرًا على الأقدام لمسافات طويلة تصل لعشر كيلو مترات، مع تضاعف المخاطر بسبب استهدافهم واعتقالهم بشكل تعسفي من قبل قوات الجيش الإسرائيلي، وأوضح المرصد الأورومتوسطي أن 91% من الأطفال بغزة كانوا يعانون من أعراض الاضطراب ما بعد الصدمة بجانب 71% منهم يعانون أعراض الاكتئاب قبل بدء الحرب، ومن المؤكد أن تلك الإحصائيات ستزيد بشكل كبير بعد انتهائها، وبناءً على ذلك دعا المرصد الأمم المتحدة إلى التدخل العاجل لوقف العنف وحماية المدنيين في غزة، ولفت الانتباه للحاجة إلى إغاثة إنسانية فورية من أجل تلبية احتياجات السكان المتضررين.
من ناحية أخرى أكد المرصد أن هناك دلائل قوية على نية الإبادة الجماعية في غزة، وفقًا لتصريحات عدد من المسؤولين الإسرائيليين والشخصيات العامة وقادة الجيش والكنيست والصحفيين، التي تدعو صراحة إلى الإبادة الجماعية، وأشار أيضًا إلى الأعمال الفنية والأغاني التي تروج لهذه المشاعر في إسرائيل، مما يعزز التطبيع مع مثل هذه الأفكار الخطيرة بين الجمهور الإسرائيلي.
في الختام اكد المرصد الأورومتوسطي على أن ما يحدث بغزة يتفق مع مصطلح الإبادة الجماعية الذي تم تعريفه باتفاقية الأمم المتحدة عام 1948، الذي يشير إلى “الأفعال التي يتم ارتكابها بقصد التدمير الكلي أو الجزئي لمجموعة دينية أو قومية أو عنصرية أو إثنية” وأكد على أن اعتماد أدبيات الأمم المتحدة للإبادة الجماعية في غزة ضروري من أجل حشد دعم دولي يساهم في حماية المدنيين ووقف أعمال العنف.