المرصد الأورومتوسطي: إسرائيل حولت مدارس الإيواء بشمال غزة إلى مراكز عسكرية وإعدامات ميدانية وقتل جماعي
في ظل تطور الأحداث المروعة التي يشهدها قطاع غزة، يكشف المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان عن تحول مأساوي غير مسبوق في الأماكن الآمنة التي اعتبرها النازحون ملجًأ من الصراعات، إذ يروي التقرير الصادر اليوم الأربعاء 13 ديسمبر 2023، قصة مدارس الإيواء التي أصبحت مراكز عسكرية؛ حيث تحولت بلا رحمة من ملاذ آمن للنازحين إلى ساحات مظلمة شهدت جرائم إبادة جماعية لا تتناسب مع أبسط قيم الإنسانية.
نداء للتحقيق الدولي
أوضح المرصد الأورومتوسطي استمرار تلقيه لبلاغات يومية تكشف عن وقوع حوادث قتل مروعة على يد قوات الاحتلال خلال توغلها في مدارس الإيواء للنازحين، واستنادًا إلى تلك البلاغات أطلق المرصد نداءً لإجراء تحقيق دولي مستقل ونزيه للتحقيق في ملابسات تلك الجرائم، كما أكد على الضرورة الملحة لتفويض لجان وفرق فنية متخصصة بالدخول إلى قطاع غزة بهدف البحث في الانتهاكات المروعة التي يقوم بها الجيش الإسرائيلي خاصة في المناطق التي يتم التوغل فيها وتحديدًا في مدارس الإيواء.
إسرائيل تحول المدارس لمراكز عسكرية وإعدامات ميدانية وقتل جماعي في شمال غزة https://t.co/Jf4mO9b4Y9
— المرصد الأورومتوسطي (@EuroMedHRAr) December 13، 2023
استخدام المدارس لأغراض عسكرية
يأتي ذلك في إطار مطالبتهم بالتحقيق في جرائم مثل عمليات الإعدام الميدانية والتجويع والتعذيب، بالإضافة إلى استخدام المدنيين كدروع بشرية؛ حيث أفاد المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان بأن الجيش الإسرائيلي قام بتحويل المدارس التي يلجأ إليها الآلاف من النازحين في قطاع غزة إلى مراكز عسكرية؛ فقد تم استغلالها كملاجئ إيواء للمدنيين الفلسطينيين النازحين، لتحويلها إلى أماكن يتم فيها تنفيذ جرائم الإبادة الجماعية.
حيث تكشف شهادات وثقها المرصد الأورومتوسطي عن تنفيذ قوات الاحتلال الصهيوني لعمليات إعدام ميدانية وقتل تعسفي للمدنيين الفلسطينيين بعد احتجازهم بتلك المدارس لعدة أيام، وتُظهر هذه الشهادات أفعالًا بشعة تؤكد على أن قوات الاحتلال تطلق النار على المدنيين الفلسطينيين دون أي سبب يبرر ذلك، بل تعكس تلك الجرائم رغبة الجنود في سفك الدماء واستباحة حقوق الأشخاص العزل.
قصف مدارس الإيواء واستهداف النازحين
في ضوء ذلك وثق المرصد الأورومتوسطي وقوع حادث قصف مدفعي مباشر من قوات الاحتلال استهدف به مدرسة أبو حسين التابعة للأونروا في مخيم جباليا للاجئين بشمال قطاع غزة، وقد أسفر ذلك عن مقتل 20 فلسطينيًا وإصابة العديد بجروح خطيرة، كما تم انتشال جثث الضحايا المتفككة والمشوهة من داخل المدرسة التي كانت توفر ملجًأ آمنًا لآلاف النازحين الذين يبحثون عن حماية من غارات إسرائيلية جوية ومدفعية على مناطق إقامتهم.
أيضًا عثر المرصد الأورومتوسطي على جثث متحللة لنحو 15 فلسطينيًا في محيط وبداخل مدرسة شادية أبو غزالة الحكومية بمنطقة الفالوجة غرب مخيم جباليا، وذلك بعد انسحاب الآليات العسكرية لقوات الاحتلال، وذلك بعد استجوابهم والتنكيل بهم على مدار عدة أيام، وقد أوضح الفحص الأولي للجثث تعرض أصحابها لإعدامات ميدانية بإطلاق النار مباشرة عليهم؛ حيث ظهرت أجساد البعض متفتتة من شدة إطلاق النار.
انتهاكات متكررة وقتل عشوائي
في سياق متصل، أفاد النازحون في مدرسة صلاح الدين بمدينة غزة، أن الجيش الإسرائيلي اقتحم المدرسة بطريقة وحشية بعد تفجير أسوارها، وقام بإطلاق رصاص عشوائي أسفر عن مقتل حوالي 50 شخصًا، وأوضح أحد النازحين أن قوات الاحتلال فصلت الرجال عن الأطفال والنساء وأمرتهم بنزع ملابسهم بالكامل، ومن ثم أخضعتهم للاستجواب وأجبرتهم على مغادرة المدرسة بعد التهديد بالقتل، وأضاف أنه أثناء خروجهم باتجاه منطقة وادي غزة، أطلقوا الرصاص عليهم بشكل عشوائي أدي لمقتل 5 أشخاص وإصابة آخرين بجروح.
من جانبه أكد المرصد الأورومتوسطي أن ما حدث بمدرسة صلاح الدين قد تكرر أيضًا في المدرستين المجاورتين لها بنفس المنطقة وهما مدرسة المأمونية ومدرسة العائلة المقدسة؛ حيث أفادت المتابعات الميدانية وشهادات المتواجدين عن اقتحام قوات الاحتلال لمدرسة العائلة المقدسة واعتقال الرجال الموجودين بداخلها، وتعريضهم للتنكيل والتعذيب قبل أن يتم الإفراج عن البعض منهم وإطلاق النار عليهم دون مبرر مما أسفر عن مقتل بعضهم.
في ضوء ما سبق أكد المرصد الأورومتوسطي على أن إسرائيل تستمر في انتهاك القانون الدولي الذي ينص على معاقبة ومنع جريمة الإبادة الجماعية؛ حيث يستهدف الاحتلال الصهيوني سكان قطاع غزة بشكل جماعي بسبب كونهم فلسطينيين ويمارس ضدهم كل أساليب الإيذاء العقلي والجسدي والقتل المباشر، ويدفعهم للتهجير القسري، وتعتبر هذه الأفعال انتهاكًا جسيمًا للقوانين الإنسانية وقد تصل إلى حد جرائم الحرب.