أظهرت دراسة حديثة لعينات صخور تم جمعها خلال رحلة أبولو 17 قبل 50 عاماً، تفاصيل جديدة حول تكوين وعمر القمر، وفقاً لما ذكرته تقارير على موقع “سكاي نيوز عربية” أعاد رواد الفضاء الأميركيون هاريسون شميت ويوجين سيرنان أكثر من 110 كيلوغرام من العينات الترابية والصخور من سطح القمر للدراسة.
تم استخدام بلورات معدن الزركون، الموجودة في قطعة صخرية خشنة الحبيبات، لفهم أعمق لتكوين القمر وتحديد عمره، واستناداً إلى تحليل هذه البلورات، تبين أن القمر أقدم بنحو 40 مليون سنة مما كان يُعتقد في السابق، حيث يعود تشكله إلى أكثر من 4.46 مليار سنة، أي قبل 110 مليون سنة من تشكل النظام الشمسي.
تشير الفرضية الرئيسية لتشكل القمر إلى اصطدام جسم بحجم المريخ بالأرض في المراحل المبكرة للنظام الشمسي، شكلت الرواسب، المكونة من صخور منصهرة، قُرصاً من الحطام في الفضاء يدور حول الأرض بشكل القمر، ومع ذلك، فإن التحديد الدقيق لتوقيت تشكل القمر لا يزال صعباً.
تم تشكيل البلورات المعدنية بعد تبريد الرواسب وتجمدها، استخدم الباحثون تقنية التصوير المقطعي بمسبار الذرة لتحديد عمر هذه البلورات الزركونية التي تشكلت بعد الاصطدام العملاق، والتي توجد داخل نوع من الصخور المعروف بالنوريت، وعلى إثر هذه النتائج، أعرب العالم فيليب هيك، كبير مديري الأبحاث في المتحف الميداني في شيكاغو وأستاذ في جامعة شيكاغو، عن دهشته من أن هذه الدراسة تم إجراؤها على عينة جمعت قبل 51 عاماً، في تلك الفترة، لم يكن العلماء يتوقعون وجود بلورات الزركون بهذه الدقة داخل العينة.
بالإضافة إلى ذلك، يشير العالم فيليب هيك إلى أن هذه الدراسة تذكرنا بأهمية رحلة أبولو وإرثها العلمي القيم. فقد تمثلت هذه الرحلة في إنجاز علمي هائل في استكشاف الفضاء وفهم القمر، وما زالت العينات التي تم جمعها خلالها تقدم معلومات قيمة للعلماء حتى اليوم.
تعتبر هذه النتائج الجديدة خطوة هامة في فهم تكوين القمر وتحديد عمره، وتساهم في تطوير النظريات الحالية حول تشكل القمر وتطور النظام الشمسي، تعزز هذه الدراسة أيضاً أهمية استمرار استكشاف الفضاء وجمع المزيد من العينات لفهم أعمق للأجسام الكونية وتاريخها.