تمكنت جمهورية الصين الشعبية التي تعد الاقتصاد الثاني الأكبر في العالم من احتواء فيروس كورونا إلى حد كبير والتعافي من المشاكل الاقتصادية التي حدثت نتيجة لانتشار الفيروس في العالم حيث شهدت الصادرات زيادة كبيرة للشهر الثالث على التوالي مع وجود انخفاض للواردات بشكل مستمر وذلك نتيجة لقيام العديد من الشركاء التجاريين من تخفيف اجراءات العزل.
فقد اظهرت بيانات الجمارك وجود ارتفاع 9.5% في شهر أغسطس بالمقارنة بنفس الوقت في العام السابق وهو المكسب الأكبر للصين منذ شهر مارس عام 2019 حيث أن هذا الرقم تجاوز تنبؤات المحللين وذلك بحسب تقرير رويترز.
ولكن مع الصعود الكبير في الصادرات حدث انخفاض في الواردات بنسبة 2.1% وذلك بالمقارنة مع التوقعات التي كانت تتنبأ بارتفاع بمقدار 0.1% حيث تراجعت الواردات عن يوليو الماضي بمعدل 1.4%.
الاجراءات التحفيزية تزيد من انتعاش الاقتصاد
تمكنت الاجراءات التحفيزية المحلية للصين من عمل انتعاش اقتصادي قوي بعد الهبوط القياسي في الربع الأول حيث أن البيانات تشير إلى تعافي سريع للصادرات يؤدي إلى توازن في الاقتصاد الصيني.
وعلى الرغم من خوف العديد من المحللين من حدوث تأثر للاقتصاد الصيني مع شدة التباطؤ العالمي إلا أن شاحنات الصين القياسية من المستلزمات الطبية ووجود طلب كبير على المنتجات الإلكترونية ادى إلى تلاشي هذا الخوف.
وتمكنت الصين من تحقيق فائض تجاري بلغ نحو 58.93 مليار دولار على الرغم من أن التوقعات كانت تشير إلى تحقيق فائض حوالي 50.50 مليار دولار وذلك على حسب استطلاع رأي تم إجراءه من جانب رويترز.
ولكن مازال إلى الآن هناك تخوف صيني من اضطرار بعض الشركاء التجاريين من فرض اجراءات عزل نتيجة لعودة الزيادة في اصابات فيروس كورونا مرة أخرى.
كما أن هناك توقعات بوجود تصاعد مستمر في الخلافات بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين وتوتر قبيل الانتخابات الرئاسية الأمريكية وذلك لأن الصين لم تتمكن إلى الآن من تنفيذ تعهدتها برفع معدل المشتريات من السلع الأمريكية بموجب الاتفاق الذي تم بين البلدين في فبراير الماضي.