أعلنت منظمة الصحة العالمية أن هناك تدهورًا حادًا وسريعًا في وضع الأمن الغذائي بالسودان، وأن أكثر من 25 مليون سوداني، نصف سكان البلاد، يعانون من مستويات حادة من انعدام الأمن الغذائي، بحسب ما ذكر آخر تحليل للتصنيف المرحلي المتكامل لانعدام الأمن الغذائي الحاد الذي أجري في المدّة من نهاية أبريل حتى أوائل يونيو 2024،و نحو 755 ألف سوداني يواجهون مستويات كارثية من انعدام الأمن الغذائي، في حين يعاني 8.5 ملايين شخص نقصًا حادًا في الغذاء إلى جانب سوء التغذية، و14 منطقة عرضة لخطر المجاعة، مثل مناطق في ولايات دارفور والخرطوم والجزيرة وتجمعات من المشردين داخليًا و اللاجئين.
وذكر التقرير، أن السودان بلغ أسوأ مستويات انعدام الأمن الغذائي الحاد التي سجلها التصنيف المرحلي المتكامل في السودان على الإطلاق، مقارنة بالتحديث السابق الصادر عن التصنيف المرحلي المتكامل في ديسمبر 2023.
وحذر التصنيف المرحلي من ارتفاع نسبة الأشخاص الذين سيواجهون مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي الحاد خلال موسم الجدب، ما لم يحدث وقف فوري للأعمال العدائية وضمان وصول المساعدات الإنسانية، ولقد تصاعد الصراع بشكل كبير في الأشهر الماضية، مع زيادة في العنف المنظم والنزوح الجماعي، وتعطيل الخدمات الصحية الأساسية، ما أدى إلى تدهور وضع الأمن الغذائي، وارتفاع معدلات الإصابة بالأمراض خاصة بين الأطفال.
تعد قضية الأمن الغذائي من اهم القضايا التي تواجه العديد من البلدان في العالم، ويعد السودان واحدًا من البلدان التي تواجه تحديات كبيرة في مجال الأمن الغذائي نتيجة لعدة عوامل منها النزاعات الداخلية، التغيرات المناخية، التدهور الاقتصادي، حيث واجه الأمن الغذائي في السودان الكثير من التحديات مثل نقص التمويل لأنشطة الزراعة والتنمية الريفية وتدهور البنية التحتية الزراعية والتقنيات الحديثة وارتفاع معدلات التضخم، انخفاض قيمة العملة الوطنية، إلى جانب تأثير الحرب الحالية.
لذا يجب اتخاذ إجراءات عاجلة لاستعادة إمكانية إيصال المساعدات الإنسانية، وتوفير الحماية للمرافق الصحية والعاملين في مجال الصحة، للحيلولة دون حدوث مجاعة فالشعب السوداني يستحق الصحة والسلام.
مؤشرات تدهور الأمن الغذائي في السودان الصورة من موقع تحليل التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائيالتصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي (IPC) هو مبادرة مبتكرة متعددة الشركاء لتحسين تحليل الأمن الغذائي ووضع التغذية واتخاذ الإجراء المناسب في هذا الشأن، وفي ضوء التصنيف تتعاون الحكومات ووكالات الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية والمجتمع المدني والجهات الفاعلة ذات الصلة بتحديد مدى شدة وحجم انعدام الأمن الغذائي الحاد والمزمن، وحالات سوء التغذية الحاد في بلد ما، وذلك وفقًا للمعايير الدولية.
وتعد منظمة الصحة العالمية عضوًا في شراكة التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي، وتقدم خبراتها التقنية والمعلوماتية حول الوضع الصحي من أجل إجراء هذا التقييم ودعمت إعداد تحليل هشاشة الوضع التغذوي في السودان وإجراء المسح الموحد لرصد وتقييم الإغاثة.
