أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، مجددًا استعداد بلاده لإرسال قوات إلى أوكرانيا في حالة اختراق الروس لخطوط الجبهة وفي حالة طلبت الحكومة الأوكرانية ذلك.
وقد أوضح ماكرون في مقابلة نشرتها مجلة “ذي إيكونوميست” يوم الخميس أنه يجب أن تُطرح هذه القضية بشكل جدي في حالة حدوث انتهاكات روسية وتقديم طلب من قبل أوكرانيا.
وقد أشار ماكرون إلى أن استبعاد إرسال القوات الفرنسية في الوقت الحالي يعني عدم استنتاج الدروس من السنوات السابقة.
وقد جاء ذلك في الوقت الذي أفادت فيه وزارة الدفاع الروسية بأن قواتها حررت بلدة بيرديتشي في دونيتسك بالكامل وقصفت منشآت عسكرية في ميناء أوتشاكوف الأوكراني.
وقد أكدت وزارة الدفاع الروسية في بيان لها أن وحدات “تجمع قوات المركز” تمكنت من تحرير بلدة بيرديتشي التابعة لجمهورية دونيتسك الشعبية، وأشار البيان إلى أن القوات الروسية نجحت أيضًا في تعزيز مواقعها التكتيكية وهزيمة تشكيلات المشاة الآلية الأوكرانية في مناطق أخرى.
وتقع بلدة بيرديتشي في ضواحي أفدييفكا، وتعتبر طريقًا رئيسيًا يستخدمه الجيش الأوكراني لتزويد قواته.
وتلعب السيطرة على هذه البلدة دورًا مهمًا في تعطيل الخدمات اللوجستية للجيش الأوكراني وتمهيد الطريق أمام القوات الروسية نحو نوفوسيلوفكا ونهر فولشيا، وهما مواقع استراتيجية للقوات الأوكرانية.
بالإضافة إلى ذلك فقد قامت القوات الروسية بقصف منشآت عسكرية في ميناء أوتشاكوف الأوكراني في مقاطعة نيكولاييف.
ووفقًا لوكالة سبوتنيك الروسية للأنباء فقد أكد “منسق العمل السري” سيرغي ليبيديف، أن القوات الروسية دمرت منشآت عسكرية أوكرانية قرب ميناء أوتشاكوف، حيث كانت تتواجد سفن وقوارب عسكرية أوكرانية.
وأضاف ليبيديف أن ضربة أخرى من القوات الروسية أصابت منطقة قريبة من الساحل، حيث يعقد أفراد الجيش الأوكراني العديد من الاجتماعات.
وجدير بالذكر أن دول حلف شمال الأطلسي (الناتو) كانت قد استبعدت في البداية إرسال دبابات وطائرات إلى أوكرانيا بعد الهجوم الروسي على البلاد في فبراير 2022، قبل أن تغيّر وجهة نظرها لاحقًا.
وفي الشهر الماضي فقد هدد مدير المخابرات الروسية سيرغي ناريشكين، فرنسا بأنه في حال تجرأت على إرسال وحدة عسكرية إلى أوكرانيا، فإنها ستصبح هدفًا للقوات الروسية.
وقد نقلت وكالة الأنباء الروسية “تاس” تصريح مدير المخابرات الروسية سيرغي ناريشكين قائلاً: “لدينا معلومات تفيد بأن فرنسا تعمل على تجهيز وحدة عسكرية لإرسالها إلى أوكرانيا، وسوف يصل عدد العسكريين في المرحلة الأولى إلى نحو 2000 عسكري”.
وقد أضاف مدير المخابرات الروسية سيرغي ناريشكين بأن هذه الوحدة العسكرية سوف تكون هدفًا مهمًا بالنسبة للقوات الروسية، وأعرب عن قلق الجيش الفرنسي إزاء زيادة عدد الفرنسيين الذين قتلوا في أوكرانيا، حيث يُعتبر هذا العدد الأكبر منذ حرب الجزائر في القرن العشرين.
وقد أوضح أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بأنه لا يعترف بمقتل الفرنسيين في أوكرانيا “خوفا من الاحتجاجات”.
إيمانويل ماكرون
وقد علق الجيش الفرنسي على تصريحات مدير الاستخبارات الروسية بالقول إنها “مضللة”، وبعد مؤتمر حول أوكرانيا في العاصمة باريس، لن يستبعد الرئيس الفرنسي إمكانية إرسال قوات برية غربية إلى أوكرانيا، كما تعهد ماكرون بأن الدول الغربية “ستفعل ما هو مطلوب” لمنع انتصار روسيا في هذه الحرب.
