تقدم الرئيس الإيراني السابق محمود أحمدي نجاد، بأوراق ترشحه للمشاركة في الانتخابات الرئاسية المقررة في إيران.
وقد أفادت وكالة مهر الإيرانية بتقديم 17 مرشحًا للانتخابات المرتقبة، مع غالبية من التيار المحافظ، في حين تسعى القوى الإصلاحية لإيجاد شخصيات بارزة للمنافسة الانتخابية.
ومع اقتراب نهاية الموعد القانوني للترشح، يشهد المشهد السياسي الإيراني تسارعًا في تقديم طلبات الترشح، حيث يبرز أسماء بارزة مثل علي لاريجاني وسعيد جليلي، اللذان ينتميان للتيار المحافظ.
ومن بين المرشحين أيضًا القائد السابق في الحرس الثوري الإيراني، وحيد حقانيان، الذي تم إدراجه على قائمة العقوبات الأمريكية.
وقد وصل الرئيس الإيراني السابق محمود أحمدي نجاد، إلى مقر وزارة الداخلية في طهران مصحوباً بأنصاره الذين لوحوا بالأعلام الإيرانية وهتفوا تأييداً له، وذلك من أجل تسجيل ترشحه للانتخابات الرئاسية المتوقع عقدها في 28 يونيو 2024.
محمود أحمدي نجاد
وفي موقف لفت الأنظار فقد اكتفى الرئيس الأسبق بالابتسام دون التعليق عندما سألته إحدى الصحفيات عما إذا كان مجلس صيانة الدستور سوف يؤيد أهليته للترشح، مما أثار تكهنات وتوترات في الساحة السياسية الإيرانية.
ويشكل ترشح أحمدي نجاد الزعيم الشعبي السابق، ضغطًا على المرشد الأعلى علي خامنئي، حيث تحدى خلال فترة ولايته السابقة علانية سلطته، ودعا إلى فرض ضوابط على سلطة خامنئي المطلقة.
الرئيس الإيراني السابق محمد أحمدي نجاد
وقد بدأت أول مواجهة مباشرة بين الرئيس الأسبق والمرشد عام 2011 عندما قرر أحمدي نجاد فصل وزير الاستخبارات حيدر مصلحي من منصبه، ولكن ما إن مضت بضع ساعات على قرار الفصل حتى قرر خامنئي حينها دحض القرار وأمر بإعادة مصلحي إلى منصبه، مما وتّر العلاقة بينهم.
محمود أحمدي نجاد
وقد رفض مجلس صيانة الدستور ترشحه في الانتخابات السابقة لعام 2017 ومنعه أيضًا من المشاركة في الانتخابات عام 2021، مما يبرز توتر العلاقة بينه وبين المرشد الأعلى.
وعلى الرغم من دعم المرشد الأعلى لأحمدي نجاد في الانتخابات السابقة، إلا أن هناك توترًا وتباينًا واضحًا بين الاثنين، خاصة بعد اقتراح أحمدي نجاد عقد انتخابات حرة في عام 2018.
وقد تجسد ترشح أحمدي نجاد للرئاسة تحديًا للنظام القائم ومرشحًا بارزًا للتيار الشعبوي في إيران، مما يثير توترات وتساؤلات حول مستقبل الساحة السياسية في البلاد.
وقد شدد أحمدي نجاد خلال إعلانه على أن حل جميع مشاكل البلاد يمكن أن يتحقق من خلال التفاعل البناء مع العالم.
وقد أكد أحمدي نجاد، الذي كان عضوًا سابقًا في الحرس الثوري ورئيسًا للبلاد من عام 2005 حتى 2013، استعداده لتولي مسؤولية بناء “إيران مزدهرة وحرة وسعيدة”.
محمود أحمدي نجاد
وتأتي عودة السياسي المثير للجدل في زمن يتصاعد فيه التوتر بين إيران والغرب، نظرًا للجدل المحيط ببرنامجها النووي ودعمها لروسيا في الأزمة الأوكرانية، إضافة إلى حملاتها الواسعة ضد المعارضة.
وتأتي هذه الخطوة بعد وفاة الرئيس السابق إبراهيم رئيسي في حادث تحطم طائرة هليكوبتر في 19 مايو، وتعيين محمد مخبر، النائب الأول للرئيس، لتولي إدارة السلطة التنفيذية مؤقتًا.
وكانت لجنة الانتخابات الإيرانية قد أعلنت أمس السبت تسجيل 17 مرشحًا، بعد أن تقدم 80 شخصًا للجنة على مدى الأيام الماضية.