يتجه السلفادوريون يوم الأحد للإدلاء بأصواتهم في الانتخابات الرئاسية والتشريعية، والتي تتركز بشكل كبير على الاستقرار الأمني وتعزيز الديمقراطية في البلاد.
ومع تزايد شعبية المرشح نجيب أبو كيلة الذي ينحدر من أصول فلسطينية يبدو أنه في طريقه لتولي الرئاسة لولاية ثانية، حيث يحظى بتأييد ما يقرب من 80% من الناخبين وفقًا لاستطلاع أجرته جامعة أميركا الوسطى في يناير الماضي.
وعلى الرغم من الانتقادات التي وجهت لأبوكيلة خلال فترة رئاسته الأولى، والذي اتهمه المحامون والمنتقدون بتقويض نظام الرقابة والتوازن في البلاد، إلا أن الأحزاب التقليدية في السلفادور لا تزال في حالة من الفوضى والتشتت.
بعد حكمهما لمدة تقارب 30 عامًا فقدت الأحزاب التقليدية، وهي الحزب الجمهوري القومي المحافظ وجبهة فارابوندو مارتي للتحرير الوطني اليسارية، مصداقيتهما تمامًا بسبب الفساد وعدم الفاعلية، ويلاحظ أن مرشحيهم للرئاسة هذا العام يحصلون على تأييد فردي متدنٍ.
وقد مكن أبو كيلة الذي يصف نفسه بأنه (أروع دكتاتور في العالم) نفسه من التعرف وسط الجمهور بفضل حملته القوية ضد العصابات، حيث تم اعتقال أكثر من 1% من سكان البلاد في إطار هذه الحملة.
وبالرغم من اتهامات إدارته بارتكاب انتهاكات واسعة لحقوق الإنسان، إلا أن معدلات العنف في البلاد قد انخفضت، وهذا ما جعله يكتسب شعبية كبيرة في بلد كان يُعرف قبل بضع سنوات بأنه واحد من أخطر الدول في العالم.
لذلك يبدو أن الناخبين مثل مارليني مينا، سيدة الأعمال البالغة من العمر 55 عامًا على استعداد لتجاهل المخاوف المتعلقة بأن أبو كيلة قد اتخذ خطوات غير ديمقراطية لتركيز السلطة في يديه.
وتقول مارليني مينا التي كانت في الماضي تعمل في السابق بائعة متجولة في مدينة سان سلفادور التي كانت تسيطر عليها العصابات بأنها كانت تخشى التجول في المدينة خوفا من أن تعبر بطريق الخطأ من منطقة تسيطر عليها تلك العصابات مع ما يترتب على ذلك من عواقب وخيمة.
وقد تلاشى الخوف الذي كان يسود بسبب حملة القمع التي بدأها أبو كيلة وفقًا لتقرير من وكالة الأنباء الأسوشيتد برس.
وقبل الانتخابات الأخيرة لم يشارك أبو كيلة في أي حملة عامة، بل اكتفى بملء وسائل التواصل الاجتماعي وشاشات التلفزيون في جميع أنحاء البلاد برسالة بسيطة مسجلة على أريكته.
وكانت تلك الرسالة تحذر من أنه إذا لم يفز هو وحزبه المعروف (أفكار جديدة) في الانتخابات هذا العام، فإن الحرب مع العصابات سوف تتعرض للخطر، وأشار إلى أن المعارضة سوف تتمكن من تحقيق خطتها الحقيقية والوحيدة وهي تحرير أفراد العصابات واستخدامهم للعودة إلى السلطة.
ومع ذلك يُنظَر إلى أبو كيلة البالغ من العمر 42 عامًا، وحزبه بشكل متزايد على أنهما حالة تستحق الدراسة في إطار تفاقم الاستبداد العالمي بشكل أوسع.
وعلى صعيد آخر فقد صرح تايلر ماتياس الباحث في شؤون الأميركيتين في منظمة هيومن رايتس ووتش، بأنه يشهد تزايدًا في رفض المبادئ الأساسية للديمقراطية وحقوق الإنسان، وفي دعم الشعبوية الاستبدادية بين الناس الذين يشعرون بأن مفاهيم مثل الديمقراطية وحقوق الإنسان والإجراءات القانونية الواجبة قد خذلتهم.