مع تكثيف القصف الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة اليوم السبت، بدأ الخبز ينفد من المخابز وتتناقص كمية مياه الشرب، بالإضافة إلى انقطاع الكهرباء مما منع الأسر من شحن الهواتف لمعرفة ما إذا كان أقاربهم الفارين في أمان.
وقال إياد أبو مطلق (45 عاما) في خان يونس التي تعج بآلاف الفارين من الشمال خوفا من القصف الإسرائيلي: “هناك أزمة كهرباء وأزمة غذاء وأزمة مياه وأزمة كل شيء”.
بعد أن بحث أبو مطلق عن الخبز في أربعة مخابز قال: “الله وحده هو القادر على حل المشكلة”.
وقد أدى تدفق النازحين الذين وصلوا إلى جنوب غزة بعد أمر إسرائيل لهم يوم الجمعة بالمغادرة إلى استنزاف الموارد التي كانت نادرة أصلاً إلى حد الانهيار.
وكانت قد حثت الأمم المتحدة إسرائيل على “تجنب وقوع كارثة إنسانية” في قطاع غزة الذي يسكنه 2.3 مليون نسمة ويقع بين إسرائيل ومصر والبحر الأبيض المتوسط.
وفي ردها على الهجوم الذي شنته حركة حماس الفلسطينية في 7 أكتوبر الماضي انطلاقا من غزة، فرضت إسرائيل حصارا كاملا وأوقفت الإمدادات الغذائية وقطعت الكهرباء عن غزة، مما أدى إلى نفاد العديد من المواد في القطاع بعد أسبوع من بداية الحصار.
وقالت إحدى سكان خان يونس: “كنت أبحث عن المواد الغذائية الأساسية، البيض والأرز والأغذية المعلبة، وحتى الحليب للأطفال ولم أتمكن من العثور عليها.. هكذا تحاربنا إسرائيل من خلال تجويع أطفالنا.. إنهم إما يقتلون الأطفال بالقنابل أو بالمجاعة”.
ويقول الفارين إن العديد من الطرق والشوارع يصعب استخدامها وبعضها غير سالك بسبب الأضرار.
وقال فيليب لازاريني ممثل الأمم المتحدة في غزة: “نحن بحاجة إلى نقل الوقود بالشاحنات إلى غزة الآن.. الوقود هو السبيل الوحيد للناس للحصول على المياه الصالحة للشرب.. وإذا لم يحصل الأمر فإن الناس سيموتون بسبب العطش الشديد، ومن بينهم الأطفال الصغار والمسنون والنساء.. المياه هي الآن آخر شريان حياة متبقٍ، وأنا أناشد رفع الحصار عن المساعدات الإنسانية الآن”.
وفي ظل انقطاع التيار الكهربائي وعدم توفر وقود لتشغيل المولدات، ظل عادل يشحن هواتف الناس بألواحه الشمسية خلال ساعات النهار، وقال: “لم نعد نتوفر على الكهرباء، وإذا أردنا شحن هاتف محمول علينا أن ننتظر الشمس، وإلا لن نحصل على كهرباء على الإطلاق.. الناس يريدون شحن هواتفهم حتى يتمكنوا من الاطمئنان على عائلاتهم.. ومعظم سكان غزة أصبحوا الآن معزولين عن العالم”.