احتفل أمس المسيحيون الأرثوذوكس بالجمعة العظيمة أو جمعة الآلام وهي ذكرى صلب السيد المسيح بحسب معتقدات الديانة المسيحية، حيث يشهد هذا اليوم طقوس جنائزية تعلق فيه الستائر السوداء وتتشح فيه الكنائس بالسواد ويرتدي الشمامسة زي جنائزي في قداس يستمر حتى السادسة مساءا مع ترديد الترانيم الحزينة احياءا لذكرى الجمعة العظيمة.
تختلف مظاهر الاحتفال من دولة إلى أخرى فبعضها يحتفل داخل الكنائس والبعض يحتفل بمسيرات وحشود كالتي تحدث في القدس وجنوب أفريقيا والفلبين، إلا أن أغرب عادات الاحتفال تكون في الفلبين حيث يتطوع البعض بمحاكاة يوم الصلب فيصعد على صليب كبير من الخشب يُعلق عليه في ساحة أمام جموع المحتفلين وتُدق في جسده المسامير في محاكاة مطابقة لأحداث اليوم الأصلي، ورغم نهي رجال الدين عن ذلك، لازال الفلبينين يمارسون هذا الطقس كل عام.
تلك الطقوس التي بدأت منذ حوالي 60 عاما لفقراء دفعهم إلى ذلك التوسل لتحقيق أمنيات أو طلب الشفاء لا زالت تمارس سنويا بشكل منتظم في منطقة بامبانجا شمال العاصمة مانيلا وتعتبر عنصرا لجذب السائحين إلى تلك المنطقة.
من جانبه وصف الأسقف باسيانو إنيسيتو هذه الطقوس العنيفة بأنها تشوه موروثات السيد المسيح وتعاليمه التي دعت إلى التقارب والمحبة، وأكد على أن الكنيسة لا تستطيع أن تمنع تلك الطقوس لما لها من شعبية في المنطقة.
وتكتمل الطقوس بدق مسامير من الصلب بطول خمس بوصات، في كفوف الاشخاص الذين يريدون محاكاة ما حدث في الجمعة العظيمة بعد تعليقهم على صلبان خشبية كبيرة لدقائق وسط حشد من السائحين والمحتفلين، وحسب ما نشرته رويترز فانه نحو عشرون فلبينيا يقومون بهذا الطقس سنويا.