تعكس التطورات الأخيرة في منطقة دارفور بالسودان حالة من القلق والاستياء في المجتمع الدولي، فقد تصاعدت مستويات العنف في هذه المنطقة وأثارت المخاوف من وقوع إبادة جماعية جديدة، فلا يمكننا أن نتجاهل الأحداث الرهيبة التي شهدتها دارفور في السنوات السابقة التي أودت بحياة مئات الآلاف وأجبرت ملايين الأشخاص على النزوح، والآن نجد أنفسنا نتأمل في مشهد مُتكرر ما حدث من قبل.
أعرب الاتحاد الأوروبي عن قلقه الشديد إزاء التصاعد العنيف في منطقة دارفور بالسودان، وحذر من خطر الوصول إلى حرب إبادة جماعية مرة أخرى؛ حيث تمتلك هذه المنطقة تاريخًا مؤلمًا بعد أن أسفر الصراع الذي استمر بين عامي 2003 و2008 عن مقتل ما يقرب من 300 ألف شخص ونزوح ما يزيد عن 2 مليون شخص، والآن تسببت الحرب المستمرة منذ أبريل الماضي بين قوات الدعم السريع والجيش السوداني المنتظم في زعزعة أمن واستقرار المنطقة الغربية بالسودان وإحياء خلافاتها القديمة.
في هذا الصدد أصدر “جوزيب بوريل” الممثل السامي للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية بيانًا أكد فيه على إدانة الاتحاد الأوروبي لأعمال العنف التي تقع بمدينة “دارفور” موضحًا أن ما تقوم به قوات الدعم السريع هي بمثابة حملة تطهير عرقي؛ حيث أفادت تقارير شهود عيان موثوقة عن مقتل ما يزيد عن ألف فرد من مجموعة المساليت التي تُقيم بوحدة “أردمتا” بغرب “دارفور” على يد قوات الدعم السريع وميليشياتها وذلك في فترة لا تزيد عن يومين.
The 🇪🇺 is appalled by the recent dramatic escalation of violence in #Darfur.
The international community cannot turn a blind eye on what is happening in Darfur and allow another genocide in this region. #KeepEyesOnSudan #AUEU
My statement:https://t.co/arzfsaR5nI
— Josep Borrell Fontelles (@JosepBorrellF) November 12، 2023
كما أوضح في بيانه أن ما يحدث يبدو تكملة لحملة إبادة وتطهير العرقي واسعة النطاق على خلفية موجة عنف سابقة في يونيو والهدف منها القضاء على قبائل المساليت الغير عربية، وأكد البيان على ضرورة حماية المدنيين بجميع أنحاء دولة السودان والمواطنين بإقليم درافور بموجب القانون الدولي.
هذا وكانت قوات الدعم السريع قد أعلنت سيطرتها على مقر الجيش في العاصمة الغربية لدارفور “جنينة” وقد نفذت بالتعاون مع المليشيات العربية المتحالفة معها هجمات منهجية استمرت لعدة أسابيع بين شهري أبريل ويونيو من هذا العام منذ اندلاع الحرب ضد الجيش السوداني، مُستهدفة بتلك الهجمات قبيلة المساليت أكبر قبيلة في الجنينة.