وأضاف أنه في أوائل القرن الثامن الميلادي قامت قوات الخلافة الأموية التي كانت تسيطر على دمشق نحو إسبانيا إلى عمق فرنسا وغزت مدينة نيم الفرنسية (مدينة رومانية قديمة) في عام 719 م، وفي عام 732 هُزِم الجيش الاسلامي على يد قوات الفرنجة في معركة بلاط الشهداء، وهي كانت معركة مصيرية في التاريخ الغربي، وهي نقطة تحول حاسمة حيث لم يستطع الاسلام أن يخترق الأسوار المسيحية للغرب.
وفي وقت لاحق من نصر الفرنجة تحول الأمير تشارلز، رئيس البلاط أو المعروف باسم (مارتل) أي المطرقة بعدما قضى على المسلمين إلى أمير حرب وهو سلف أول سلالة سياسية كبرى في العالم المسيحي الغربي، ويقول إدوارد جيبون، المؤرخ البريطاني أن القوات الاسلامية توقفت أمام الامير تشارلز في القرن الثامن عشر الذي حقق انتصارات متواصلة على سلسلة صخور جبل طارق اتجاهًا إلى نهر اللوار.
لكن المسلمين تمكنوا من الوصول إلى حدود بولندا، ومرتفعات اسكتلندا، ونهر الراين لم يكن مستحيلًا مثل نهر النيل أو الفرات فالاسطول الاسلامي أبحر دون أي معارك بحرية إلى فم نهر التايمز.
ومن خلال غربلة العظام والتراب استنتج الباحثون أن المسلمين والمسيحيين تعايشوا في العديد من أجزاء أوروبا جنبًا إلى جنب في هدوء وسلام وتوفوا معًا.
وتشير التحليلات أن موضع قبور المسلمين الثلاثة لم يكن لهم مقام وتشير الأدلة التاريخية إلى أن حكام جنوب فرنسا خلال الحكم الاسلامي كانوا يسمحون بحماية العائد الدينية الرئيسية، وهذه النتائج تبرز مدى تعقيد العلاقة بين المجتمعات خلال تلك الفترة، بعيدًا عن المعلومات المغلوطة التي تصور تلك الفترة.