أدانت منظمة العفو الدولية الاعتقالات الأخيرة لآلاف الأشخاص في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، قائلة إن الاعتقالات تهدد حقبة جديدة من مكاسب حقوق الإنسان في عهد رئيس الوزراء آبي أحمد.
وكانت جماعة حقوق الإنسان في إثيوبيا قد أصدرت بيانًا تندد فيه بأن السلطات الإثيوبية نفذت موجة من الاعتقالات أعقاب أعمال العنف الأخيرة التي أسفرت عن مقتل العشرات في العاصمة وضواحيها في بورايو، وقالت جوان نيانيوكي، المديرة الإقليمية لمنظمة العفو الدولية، إن السلطات الإثيوبية بذلت خلال الأشهر الأخيرة محاولة جديرة بالثناء للإفراج عن المحتجزين تعسفيًا في البلاد، لكن لا يمكن أن تملأ السجون مرة أخرى من خلال عمليات اعتقال متزايد لأشخاص بدون تهمة.
مجموعات حقوق الإنسان: حصيلة الأعمال الدموية في إُيوبيا 58 قتيلًا على الأقل
قال باحث في منظمة العفو الدولية لوكالة فرانس برس، اليوم الأربعاء، إن 58 شخصًا على الأقل لقوا حتفهم خلال أعمال العنف العرقية مطلع الأسبوع الجاري في ضواحي العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، وقال مصدر آخر مشترك في التحقيق لوكالة فرانس برس إن 65 شخصًا قتلوا معظمهم في الضواحي الغربية للمدينة.
وهذه الأرقام أكثر من ضعف ما أعلنته وسائل إعلام حكومية قالت يوم الإثنين الماضي إن عدد القتلى بسبب أعمال العنف في بورايو وما حولها بلغ 23 قتيلًا.
واندلعت أعمال العنف الأسبوع الماضي في بورايو وهي ضاحية تقع غرب أديس أبابا واستمر حتى نهاية الأسبوع ما أجبر المئات على النزوح، وأثارت الاحتجاجات التي أصابت المدينة بالشلل، يوم الاثنين، بسبب قتل الشرطة خمسة أشخاص أثناء تظاهراتهم.
وقال مصدر في التحقيق لوكالة فرانس برس لم يذكر اسمه إن معظم الوفيات ماتوا في ضواحي المدينة الغربية رغم أن آخرين قتلوا في المركز.
لا راحة لأٌقارب المختفين قسريًا
أزمة المختفين قسريًا في إثيوبيا مازالت مستمرة رغم سياسات آبي أحمد، رئيس الوزراء، الإصلاحية التي تضمنت محاولات تصحيح لبعض الأخطاء التي ارتكبها حزبه الجبهة الثورية الديمقراطية الشعبية الإثيوبية، فأفرج عن عشرات من المنشقين المسجونين، واعترف علنًا أن قوات الأمن عذبت المحتجزين، ولكن هذا لم يعيد المختفين قسريًا بعد.
التقرير منقول من وكالة (فرانس برس) الفرنسية والتي بدورها نقلت معاناة (هانا تيسيما) التي كانت تأمل بعودة أشقاءها الثلاثة وابن عمها، الذين تم إلقاء القبض عليهم من الشوارع منذ 24 ساعة، وقالت هانا: ” عائلتي تمزقت. لماذا علينا أن نعاني هكذا؟”.
إثيوبيا تعتقل 1200 شخص بعد اشتباكات أديس أبابا القاتلة
قالت الشرطة الإثيوبية إنها احتجزت 1200 شخصًا بسبب العنف السياسي القاتل الذي وقع قبل أسبوعين، وهذه هي أولى الاعتقالات الجماعية منذ تولي رئيس الوزراء الإصلاحي آبي أحمد السلطة في شهر أبريل.
ولقى ما لا يقل عن 28 شخصًا حتفهم في مصادمات بالقرب من أديس أبابا، عقب عودة زعماء المنفيين السابقين لجماعة كانت مصنفة متمردة سابقًا وهي جبهة تحرير أورومو، يوم 15 سبتمبر الجاري.
ودعت منظمة العفو الدولية إلى إطلاق سراح السجناء، هذا وبالإضافة إلى المحتجزين بسبب العنف تم احتجاز 1400 شخص آخر بعد مداهمات في أماكن يدخن الناس فيها الشيشة أو يمضغون القات المخدر.
وتصاعدت الاضطرابات في اليوم الذي نظم فيه مظاهرة بمناسبة عودة زعماء جبهة تحرير أورومو المنتمية إلى إثيوبيا، الذين شنوا تمردًا دام أربعة عقود من أجل تقرير مصير أكبر مجموعة عرقية إثيوبيا.
وفي بلدة بورايو شمال العاصمة، قال سكان إن المتاجر نُهبت وهاجم الناس من قبل شباب أورومو الذين اقتحموا الشوارع واستهدفوا أعمال ومنازل الأقليات العرقية. ولم تستطع رويترز تأكيد حسابات من هو المسؤول ولم يعلق حزب جبهة تحرير أورومو على ذلك.
وقالت ديغفي بيدي مفوضة الشرطة “هناك 1204 رهن الاحتجاز لكنهم يخضعون الآن لإعادة تأهيل لفترة قصيرة من الزمن.” واضاف أن المعتقلين اشتملوا على اشخاص يشتبه في قيامهم ب “مسيرات غير قانونية” وعمليات السطو وغيرها من الجرائم.
ويشكو اورومو الاثيوبي الذي يمثل نحو ثلث السكان من تهميشه خلال عقود من الحكم الاستبدادي من قبل حكومات يقودها سياسيون من جماعات عرقية أصغر أخرى.
اقرأ أيضًا هنا
اتمنى الحريه و الديموقراطيه لبلدى الحبيب مصر