احتج آلاف البولنديين مساء أمس الأحد في جميع أنحاء بولندا بسبب مخاوف خروج بولندا من عضوية الإتحاد الأوروبي والتي أثارها الإعلام قبل أيام بداعي أن أحد قوانين الاتحاد تخالف الدستور البولندي المعمول به في البلاد.
قالت مصادر صحفية بأن الآلاف من البولنديين قد خرجوا مساء أمس الأحد في احتجاجات حاشدة في أكثر من مدينة، واعترض البولنديين على قرار المحكمة العليا في العاصمة وارسو والتي قالت بأن الدستور البولندي لا يتوافق مع مطالب الاتحاد الأوروبي وبذلك يجب على الجمهورية البولندية الخروج من عضوية الاتحاد، وقوبل ذلك القرار برفض شديد من عامة الشعب وحظيت بعض الجماعات المعارضة لذلك القرار بدعم كبير في غضون ساعات قليلة.
وقالت مصادر بأن الاحتجاجات قد اندلعت في أكثر من 100 مدينة ومنطقة في بولندا، وشارك في الاحتجاجات عدد كبير من الناس وبلغ عدد الموجودين في وارسو فقط أكثر من 100 ألف شخص، واستفادت المعارضة البولندية والتي يتصدر المشهد فيها حزب المنبر المدني من القرار لتجمع لها بعض المؤيدين، ودعا زعيم حزب المنبر الوطني للدفاع عن مكان بولندا في الاتحاد الأوروبي مهدداً بما يمكن ان يحدث في حال خرجت من الاتحاد، وشارك في الاحتجاجات التي نظمها حزب المنبر الوطني عدد كبير من السياسيين المعارضين والفنانين أيضاً وكذلك بعض المؤثرين.
وعلى هامش تلك الاحتجاجات الحاشدة قال بعض المنتقدين أن حزب العدالة والقانون البولندي قد قام بتسييس القضاء وتسييره وفقاً لمصلحته منذ وصول الحزب للسلطة عام 2015، وفي ظل تلك الأزمة تزعم المحكمة الأوروبية أن أحد قضاة المحكمة العليا البولندية في وارسو قد تم تعيينه بشكل غير قانوني.
وكان اعتراض المحكمة العليا البولندية الأساسي في قرار الاتحاد الأوروبي الذي ينص على أن للاتحاد الاسبقية في التشريعات الوطنية في بعض مجالات ومسائل القضاء، واعتبرت المحكمة أن ذلك القرار يعارض الدستور البولندي المعمول به في البلاد منذ فترة طويلة.
وقال رئيس وزراء بولندا ماتيوز مورافيكي الذي ينتمي هو الآخر للحزب الحاكم مدافعاً عن الحكم عبر حسابه في فيسبوك أن لجميع الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي حقوق ويجب علينا أيضاً احترام تلك الحقوق.