يعقد مجلس الأمن الدولي، غداً الاثنين، جلسة طارئة بناء على طلب مصر من أجل طرح مشروع قرار يطالب جميع الدول بالإمتثال لقرارات المجلس المتعلقة بمدينة القدس الفلسطينية، ويأتي هذا بعد استمرار الإحتجاجات في كل دول العالم على المستوى الرسمي والشعبي، وتوالي الإدانات للقرار الأمريكي بشأن نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس واعتبارها عاصمة لإسرائيل.
وينصف مشروع القرار؛ على أن أي قرارات أو إجراءات تهدف لتغيير طابع القدس أو مركزها أو تكوينها الديموغرافي ليس لها أي أثر قانوني. وذلك بحسب تصريحات بعض الدوبلوماسيين في الأمم المتحدة، وقد تم توزيع القرار في وقت متأخر من مساء الجمعة الماضي.
واضاف بعض الدبلوماسيين أن مسودة القرار تشدد على اعتبار أي قرارات متعلّقة بوضعية مدينة القدس لاغية وغير قانونية امتثالاً لقرارات المجلس، ولا تشير المسودة إلى قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي اتخذه في السادس من ديسمبر الجاري، بشأن اعترافه بالقدس عاصمة لإسرائيل.
ويتطلب تمرير القرار موافقة 9 دول من إجمالي أعضاء المجلس، البالغ عددهم 15 دولة، شريطة ألا تعترض عليه أي من الدول الخمس دائمة العضوية والتي تمتلك حق التصويت، وتعتبر مصر العضو العربي الوحيد بالمجلس حالياً وقد كانت مناقشة هذا القرار عن طريقها بعد طلب من الحكومة الفلسطينية.
و من المتوقع أن تستعمل أمريكا حق النقض(الفيتو) ضد هذا القرار، وتمتلك أمريكا هذا الحق بإلإضافة إلى 4 دول أخرى هي روسيا والصين وبريطانيا وفرنسا، ويستخدم الفيتو من أي دولة لمنع صدور القرارات واعتمادها.
و في الجلسة المنتظرة وكما هو متوقع استخدمت الولايات المتحدة الأمريكية الفيتو لإسقاط الدعوة المقدمة من مجلس الأمن الدولي، وأيد أعضاء مجلس الأمن الأربعة عشر الباقون مشروع القرار.
و قالت السفيرة الأمريكية في الأمم المتحدة نيكي هيلي بعد التصويت ما شهدناه هنا اليوم في مجلس الأمن إهانة لن تنسى، وأضافت أن هذه أول مرة تستخدم فيها الولايات المتحدة الفيتو في مجلس الأمن منذ أكثر من ست سنوات، وقالت لا يسعدنا أن نفعل ذلك لكننا نفعله دون إحجام. وكون هذا الفيتو يستخدم دفاعا عن السيادة الأمريكية ودفاعا عن دور أمريكا في عملية السلام في الشرق الأوسط لا يمثل مصدر حرج لنا بل يجب أن يكون مصدر حرج لبقية مجلس الأمن.