في ظل حالة من الترقب الدولي تتجه أنظار العالم صوب الولايات المتحدة الأمريكية حيث إنتخابات التجديد النصفي، والتى تعد بمثابة مرآة تعكس مدى نفوذ، وشعبية الرئيس بايدن خلال النصف الأول من ولايته التى شهدت العديد من الظروف العصبيه، والأزمات على كافة الأصعدة منها الأزمات الإقتصادية، والتى أجبرت الشعب الأمريكي على التعامل مع ظروف معيشية لم يكن يعتاد عليها من قبل مما اضطره إلى تغيير نمط المعيشة، وكذلك نمط التفكير من خلال التوجه إلى العمل من المنازل لتوفير الوقود كما توجهوا إلى التسوق من خلال العروض، ومراكز الجملة بسبب إرتفاع الأسعار، كما تخلوا أيضا عن الكثير من الرفاهيات المعتادة كل هذا يجعلهم يميلون إلى تغيير السيطرة الديمقراطية على مفاصل الدولة ووضعها في يد الجمهوريين أملاً في تغيير هذا الواقع، وخاصة أنهم تلقوا وعوداً منهم خلال حملتهم الإنتخابية بأنهم سيسيطرون على التضخم، وسيسعون إلى تخفيض الأسعار. ففي ظل هذا هل سينجح بايدن في هذا النموذج الإنتخابي المصغر الذى من شأنه أن يعكس صورة إنتخابات 2024 وخاصة، وان جو بايدن قد أعلن عن نيته في خوضها، أملاً في الفوز بولاية ثانية أم أن الجمهوريين لهم رأي آخر من حيث استغلالهم للأزمات الطاحنة التى تعصف بالديمقراطيين على الصعيد السياسى، والاقتصادي، والتى تعزز من قوة الجمهوريين، كما أن الحزب الديمقراطى قد تلقى أيضا ضربة قوية تتمثل في قرار المملكة السعودية بتخفيض صادراتها النفطية فهذا أيضا من شأنه تعزيز قوة جبهة ترامب وحزبه على حساب جو بايدن وحزبه الديمقراطي، مما جعل وتيرة الصراع السياسى بين الحزبين غير مسبوقة حيث بلغت قيمة الأنفاق على الدعاية الانتخابية من قبل الحزبين إلى ما يقرب 10 مليار دولار، ومن جهة أخرى فإن تلك الانتخابات أيضا تمثل مؤشراً لمستقبل ترامب السياسى في إنتخابات 2024 والتى أعلن ترامب أيضا اعتزامه خوضها، ولذلك يمكننا القول بأن إنتخابات التجديد النصفي تعد مؤشراً قوياً لتحديد ملامح إنتخابات 2024 من حيث أنها يمكنها إيقاف شعبية أحد القطبين، ورفع الآخر، وفي ظل هذا يبدوا أن كل من جو بايدن، وترامب يتقاسمان المخاوف ذاتها في أن الديمقراطية الأمريكية في خطر إلا أن لكل منهما طريقة في المواجهه، والإنقاذ. فمن سيفوز في هذا المعترك السياسي؟