علم مصدران مطلعان يوم الجمعة الماضية بأن الحكومة الأوكرانية قد أعلمت البيت الأبيض بنية إقالة أحد أبرز قادة الجيش في البلاد الذي يشرف على الحرب ضد القوات الروسية.
وتأتي هذه الخطوة في إطار مساعي لإقالة (الجنرال فاليري زالوجني) الذي دارت بينه وبين الرئيس فولوديمير زيلينسكي خلافات حول العديد من القضايا، ويأتي ذلك بعد الهجوم المضاد الفاشل الذي قامت به أوكرانيا العام الماضي لاستعادة الأراضي التي تسيطر عليها روسيا.
وقد ذكر مصدر مقرب من مكتب زيلينسكي بأن الجنرال زالوجني والرئيس اختلفا حول حملة تعبئة عسكرية جديدة، حيث يعارض الرئيس اقتراح زالوجني بتعبئة 500 ألف جندي جديد.
وعلى الرغم من ذلك فقد أشار المصدر إلى أن عملية إقالة زالوجني من منصبه كقائد للقوات المسلحة الأوكرانية معلقة في الوقت الحالي، حيث يعمل الجانبان على وضع خططهما المقبلة، ولم يتضح بعد كم من الوقت قد تستغرق هذه العملية.
وقد ذكر مصدر ثانٍ مطلع بأن البيت الأبيض لم يعلق بعد بشأن خطة استبدال زالوجني وفقًا لرويترز، وأضاف المصدر بأن البيت الأبيض أكد أنه لا ينتقد قرار أوكرانيا السيادي ولا يعترض عليه.
وكانت صحيفة واشنطن بوست أول من نشر تقريرًا يفيد بأن أوكرانيا أبلغت البيت الأبيض بنية إقالة زالوجني.
وقد أفاد مسؤولون أمريكيون في أوكرانيا بأنهم لا يعارضون إقالة زالوجني، بحسب المصدر المقرب من مكتب الرئيس الأوكراني، وأضاف المصدر قائلاً: (الولايات المتحدة توافق على طرد أوكرانيا له).
وأكمل المصدر: (في الوقت الحالي، يتوقف الجانبان (الرئيس والجنرال) لتحديد الإجراءات التالية، وسنستمر في الوضع الراهن حتى إشعار آخر).
و يصر زالوجني المعروف بلقب (الجنرال الحديدي) على ضرورة تعبئة نصف مليون رجل، ويعتقد زيلينسكي أن ذلك غير ضروري في الوقت الحالي.
وقد طلب الجيش الأوكراني من زيلينسكي تجنيد نصف مليون شخص إضافي لاستبدال الجنود المنهكين على الجبهة الذين خدموا فترات طويلة في مواجهة 600 ألف جندي روسي.
ولكن في يناير فقد رفض البرلمان مناقشة مشروع قانون يهدف إلى تعبئة مزيد من القوات، وسط انتقادات شديدة من الشعب الأوكراني ونوابه.
ويتمتع زالوجني بشعبية كبيرة، وقد يؤدي إقالته إلى تأثير سلبي على الروح المعنوية للقوات الأوكرانية التي تقاتل للحفاظ على المواقع على طول أكثر من 1000 كيلومتر من الخطوط الأمامية ضد القوة الروسية الضخمة المسلحة بمخزون كبير من الذخيرة.
وتعاني القوات الأوكرانية من نقص في الذخيرة الحيوية وتتقلص الإمدادات من الولايات المتحدة التي تعد أكبر مورد للأسلحة في البلاد، وتعرقل خلافات بين البيت الأبيض وبعض أعضاء مجلس النواب من الحزب الجمهوري الموافقة على حزمة مساعدات جديدة.
وقد ذكرت تقارير وسائل الإعلام الغربية والأوكرانية أن زالوجني رفض طلب زيلينسكي بالتنحي، وربما تشير خطة استبدال زالوجني، على الرغم من شعبيته وقدرته كقائد ملهم، إلى رغبة كييف في اعتماد نهج جديد في التعامل مع الصراع.