بعد أن شدّد جيش الاحتلال الإسرائيلي مرة أخرى على عزمه بشن هجوم بري على منطقة رفح، وهي البلدة الواقعة طرف جنوب قطاع غزة، أثارت هذه الخطة قلق المجتمع الدولي بسبب احتمال إلحاق الأذى بمئات الآلاف من المدنيين الفلسطينيين الذين لجأوا إليها من القتال في غزة، وفي ضوء ذلك أوضحت وكالة “أسوشيتد برس” الأمريكية في تقرير لها مدى أهمية رفح بالنسبة لإسرائيل، ولماذا واجه هذا المخطط معارضة واسعة.
معقل لحركة حماس
منذ أن شنت إسرائيل حربها على غزة ردًا على هجوم صاروخي دامي شنته حماس عبر الحدود في 7 أكتوبر العام الماضي 2023، صرح نتنياهو أن تدمير القدرات العسكرية لحركة حماس يمثل هدفًا رئيسيًا لهم، مؤكدًا على أن رفح هي المعقل الرئيسي الأخير والمتبقي لهم في قطاع غزة، وذلك بعد أن نجحت العمليات العسكرية لقوات الاحتلال في تفكيك 18 كتيبة من أصل 24 كتيبة تابعة لحماس في مناطق أخرى، وذلك وفقًا للجيش الإسرائيلي، وتؤكد إسرائيل على وجود أربع كتائب أخرى تابعة لحماس في رفح، وعليه فمن الضروري إرسال قوات برية لإسقاطها، كما تضع احتمالًا أيضًا بأن بعض قادة حماس الكبار في البلدة يختبئون هناك.
Prime Minister Benjamin Netanyahu, today:
“Citizens of Israel, here is a brief update on my most recent conversation with US President Joe Biden.https://t.co/j7dioaFmh4
— Prime Minister of Israel (@IsraeliPM) March 20, 2024
الولايات المتحدة تحذر من التوغل البري في رفح
هذا ويُصر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على أن تحقيق “النصر الكامل” على حماس يتطلب دخول رفح، وقد وافقت إسرائيل بالفعل على الخطط العسكرية للهجوم، إلا أن المجتمع الدولي، بما في ذلك الولايات المتحدة، أكبر حلفاء إسرائيل، طالبوا بضرورة التعامل الإنساني مع المدنيين الفلسطينيين خلال أي عمليات توغل إسرائيلية متوقعة على رفح.
حيث نزح معظم الفلسطينيين إليها بسبب المعارك في مناطق أخرى من غزة، ويعيشون الآن في مخيمات مكتظة بالخيام أو يتكدسون في شقق سكنية، وقد أرسل نتنياهو وفدًا إلى واشنطن لعرض خطط الهجوم على إدارة الرئيس الأمريكي، وحثت الولايات المتحدة إسرائيل على عدم تنفيذ العملية العسكرية إلا بخطة “مقبولة” لإجلاء المدنيين الفلسطينيين، من ناحية أخرى حذرت مصر من أي تحرك لدفع الفلسطينيين نحو الحدود المصرية، مؤكدة أن هذا الإجراء سيُهدد اتفاقية السلام المبرمة بين البلدين منذ أربعة عقود.
نتنياهو يؤكد على ضرورة الهجوم البري
في هذا السياق كشف جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض، أن الرئيس الأمريكي جو بايدن طلب من رئيس الوزراء الإسرائيلي “نتنياهو” خلال اتصال هاتفي أجراه معه، التراجع عن تنفيذ أي عملية عسكرية في رفح، وأضاف سوليفان أن الولايات المتحدة تسعى إلى “نهج بديل” لا يتضمن عملية توغل بري.
من ناحية أخرى صرح نتنياهو في بيان صادر اليوم الأربعاء 20 مارس 2024، بأن إرسال وفد إلى واشنطن جاء “احترامًا” للرئيس الأمريكي بايدن، لكنه أكد فيه على موقفه، مشيرًا إلى أنه أبلغ بايدن بأن إسرائيل “لا يمكنها استكمال النصر” دون دخول رفح، وقد صرح بوجود خطة لتوجيه المدنيين إلى “ملاذات آمنة” في وسط قطاع غزة قبل الهجوم المخطط له على رفح.
At the outset, I told the President: It is impossible to defeat Hamas without the IDF entering the Gaza Strip. In our latest conversation, I told him: It is impossible to complete the victory without the IDF entering Rafah in order to eliminate the remnants of Hamas’s battalions.
— Prime Minister of Israel (@IsraeliPM) March 20, 2024
بالرغم من اللهجة المتشددة، ترى وكالة “أسوشيتد برس” أن إسرائيل لن تقوم بإرسال قواتها إلى رفح، وربما يرتبط هذا التأجيل بالمساعي الجارية لإبرام هدنة مؤقتة؛ حيث حذر الوسطاء القطريون من أن اجتياح رفح سيُعقد من جهود الوساطة، ومن ناحية أخرى أكد نتنياهو في حديثه أن خطط الإخلاء لم تحظ بالموافقة حتى الآن.