الأسبوع الماضي تصدرت عناوين الصحف في جميع أنحاء العالم ما قاله صيادي الكنوز – الذين لم يكشفا عن اسمهما – عن كشفهما لقطار الكنوز النازي المحمّل بالذهب والأموال، والذي كان مخبأ في نفق أسفل أحد الجبال البولندية.
وأكد الخبر موقع رئاسة وزراء بولندا عن وجود هذا القطار الذي كان يعتبره البعض اسطوري، وهو قد يحتوي على غرفة العنبر المفقودة منذ زمن طويل من قصر شارلوتنبورج.
وغرفة العنبر هي غرفة مكونة من الذهب والمجهورات الثمينة، وتعود إلى عام 1700م، وسميت باسم غرفة العنبر لأن رائحتها عنبر، ويقول الخبراء إن سعرها حاليًا يقدر بـ 385 مليون دولار.
وزارة الثقافة البولندية أعلنت أن القطار النازي الألماني، موجود تحت قصر قلعة في بولندا تتواجد ما بين القطب الشمالي وألمانيا دون أن تكشف عن المكان بدقة بدعوى أنه قد يكون مفخخًا بقنابل من أيام الحرب العالمية الثانية ولابد أن يقوم الجيش البولندي بتأمين موقع الاكتشاف قبل الحفر والوصول إليه.
صحيفة التلجراف قالت إن اثنين من صائدي الكنوز عثروا على القطار الوافي من الرصاص الذي يصل طوله 100 متر، والذين بدورهم قدموا طلبًا للحكومة البولندية بأن يبدأوا الحفر للوصول إلى الكنز مقابل حصولهم على 10% منه بحسب قانون اكتشاف الكنوز البولندي.
وأكد مجلس الوزراء البولندي وجود قطار الكنوز النازي فعليًا مستخدمين تقنية الرادار المخترق للأرض. القطار ترك منذ الحرب العالمية الثانية تحت الأرض في نفق طوله أربعة كيلومتر يدعى “روكلو والبرزخ Wroclaw-Walbryzch”.
**الكنز النازي**
تقول الأساطير إن الألمان خبأوا كنوزهم المنهوبة من تقدم الجيش الأحمر السوفييتي، كوثائق تأمين لمساعدة الفارين من مجرمي الحرب، وإقامة حياة جديدة في مكان آخر مع نهاية الحرب العالمية الثانية.
بينما قال مسؤولون حكوميون أنهم لا يعرفون تمامًا ما هي محتويات القطار النازي. يقول زوخوسكي، نائب وزير الآثار، لراديو “بولندا” إن القطار ربما يحتوي على معدات عسكرية، أو ربما مجوهرات وأعمال فنية، ووثائق تاريخية.
وأضاف نائب وزير الآثار الألماني إن القطار قد يحتوي على غرفة العنبر التي تم تفكيكها من قبل النازين من قصر شارلوتنبورج الذي يقع بالقرب من مدينة سان بطرسبرج عام 1941.
**غرفة العنبر
أساسًا غرفة العنبر كانت في قصر شارلوتنبورج الذي كان يعتبر مسكنًا لفردريك الأول، أول ملك في بروسيا عام 1701ميلاديًا، وخلال زيارة رسمية لبروسيا لفتت غرفة العنبر عين القيصر الروسي بيتر العظيم، لذلك أهداها الملك فردريك الأول له لتوطيد العلاقات بينهما ودعم التحالف البروسي الروسي الذي شكل عام 1716 م ضد السويد.
غرفة العنبر تم تفكيكها وشحنها إلى روسيا في 18 صندوق كبير، وتم تثبيته في المنزل الشتوي في مدينة سانت بطرسبرج كجزء من مجموعة الفن الأوروبي.
في عام 1755 ميلاديًا نقلت الملكة إليزابيث غرفة العنبر إلى قصر شارلوتنبورج، حيث ظلّ هناك إلى أن سرقها النازيون عام 1941 م وأرسلوها إلى متحف القلعة الواقع في مدينة كنيغسبرغ.
على الرغم أن غرفة العنبر عرضت لمدة عامين بعد ذلك لكن الحرب لم تسير على ما يرام بالنسبة للألمان، فنصح ألفريد رود، مدير متحف القلعة حينها بتفكيك الغرفة وحفظها في مكان سري بعيد. وبعد أقل من عام دمرت غارات قوات التحالف العديد من الأماكن في مدينة كنيغسبرغ، وتركت متحف القلعة في حالة خراب، بعد ذلك اختفت غرفة العنبر بكل بساطة.
يعتقد الكثيرون أن غرفة العنبر قام باخفاءها الألمان قبل تدمير متحف القلعة، وكانت هناك محاولات عديدة لتعقب هذا الكنز لكنها جميعًا باءت بالفشل. وهنا نسأل إذا كان قطار الذهب النازي المكتشف مكانه حديثًا لا يحتوي على غرفة العنبر ذات الشهرة العالمية. إذًا أين ذهبت؟! للأجابة على هذا السؤال علينا الانتظار ورؤية ماذا ستفعل الحكومة البولندية.