كثيراً من يواجه الآباء صعوبات كثيرة في تربية الأبناء وخاصتة الإبن الأول. فغالباً الآباء لا يواجهون صعوبات في الإبن الثاني والثالث، أو على الأقل لا يواجهون نفس الحجم من الصعوبات بل أقل. السر هنا في الممارسة، فتربيتهم للإبن الأول تكسبهم الكثير من المهارات التي تجعل الأمر أسهل من قبل بكثير. سنتحدث في هذا المقال عن بعض الأشياء التي ستسهل عليك الأمر كثيراً:
1- أبنائك يستحقون الوقت الذي ستقضيه في تعلم تربيتهم
تعد قراءتك لمقال مثل هذا، أو رؤيتك لفيديو تتعلم منه أو تأخذ منه فكرة عن تربية أبنائك يعد إستثماراً في نفسك. فالأبناء إما يكونوا لك سنداً، ومعيناً في الكبر. وإما يكونوا سببً في شقائك، وتعبك في الكبر. فأتعب على تربية أبنائك في الصغر يحملونك على كفوف الراحة في كبرك. لذلك يعد تثقيف نفسك هو إستثمار تجني ثماره في كبرك.
2- جزء كبير من التربية في القدوة
جزء كبير من التربية أن يكون الآباء يفعلون ما يأمرون الأبناء به، أو لا يفعلون ما ينهون الأبناء عنه. قل لأبناء ما تشاء في النهاية ستجدهم يفعلون ما تفعل لا ما تقول. فأحرص على أن تكون قدوة صالحة لأبنائك.
3- التربية هي مشاركة بين الأبوين
أي أن يتشارك الأبوين في التربية ولا يقوم بها طرف واحد. على سبيل المثال الأم تمنع الأبناء من فعل شيء ولكن الأب يبيح فعله للأبناء. أو العكس الأب يمنع شيء والأم تسمح به. هنا الأبوين دون شعورهم يعلمون أبنائهم عدم طاعتهم.
والصحيح إما يمنع الأبوين فعل الشيء، أو الأبوين يبيحان هذا الشيء. فيستحسن ألا يكسر الأبوين كلام بعضهم أمام الأبناء.
4- عدم إستخدام الأب كعصا
وهذا مثل أن الأم كلما فعل الأبناء خطأ تهددهم أو تخيفهم بالأب. فمثلاً عندما يأتي والدك سأخبره وسيفعل كذا أو سيعاقبك بكذا. فهذا يأتي بنتائج عكسية مع كلاً من الأب والأم لسببين:
•- هذا يضعف سلطة الأم على أبنائها
فتخويف الأبناء بوالدهم يعطي فكرة للأبناء بأن الأم قليلة حيلة أو ضعيفة لا تستطيع معاقبتهم. فتجدهم من ناحية تزداد شقاوتهم في غياب الأب ومن الناحية الأخرى تضعف سلطة الأم عليهم.
والصحيح عندما يفعلون خطأ تعاقبهم هي بأي شيء حتى لو كان بسيط. مثلاً تمنع عنهم المصروف ليوم أو تعاملهم بشكل أقل وداً. وبذلك لن تقل سلطتها عليهم وسيسمعون كلامها في حضور الأب أو غيابه.
•- خوف الأبناء من الأب
وهذه هي الثانية فإن تخويف الأم لأبنائها بالأب سيجعلهم يرونه الأب القاسي. وسيبدأ الأبناء بتجنبه تدريجياً والأصح أنهم يصاحبونه. فيأخذون منه الرأي والمشورة ويحبونه بدلاً من تجنبه. لأن هنا نقطة مهمة جداً وهي إن لم يأخذ الأبناء النصيحة من والدهم فسيأخذونها من غيره. ولا نعلم حينها من سيعطيهم النصيحة هل هو صالح أم لا. وفي كل الحالات لن يحرس أحد على مصلحتهم مثل والدهم.
وفي النهاية أحب أن أقول لك إن هذه النصائح جميلة وقيمة. ولكنك إن لم تطبقها فلن تستفيد منها بشيء وتكون بذلك قد أضعت الوقت الذي أمضيته في قراءة هذا المقال.