قصة المرأة التي تفوقت على الشيطان في الدهاء هي قصة قصيرة مثيرة، وهي قصة خيالية لم تحدث على أرض الواقع، وهي مجرد قصة على سبيل الدعابة، وهي عبارة عن تحدي حدث بين إحدى النساء والشيطان في المكر والكيد والدهاء، وهيا بنا نستمتع بقصتنا.
يحكى أنه في قديم الزمان اختلف الشيطان مع إحدى النساء، فهو يقول أن كيده الأشد، والمرأة تقول له أن كيد النساء أشد من كيد الشيطان، وللفصل في هذا الأمر قاموا بعمل تحدى لإثبات الأمر.
كان في نفس الشارع الذي تسكن به المرأة تاجر أقمشة، لذلك قالت المرأة للشيطان التحدي هو أن تذهب وتجعل هذا التاجر يطلق زوجته، ووافق الشيطان على ذلك وذهب للتاجر.
أخذ الشيطان يوسوس للتاجر أن زوجته سيئة الطباع، ولكن التاجر لا ينتبه له ويستعيذ بالله من الشيطان الرجيم، ثم يحاول إقناعه أنها خائنه، ولكنه أيضاً لا يسمع لكلامه ويستعيذ بالله من وسوسة الشيطان.
وبعد العديد من المحاولات يئس الشيطان من هذه المهمة، فعاد للمرأة وأخبرها أنه لم يستطيع جعل التاجر يطلق زوجته، وأنه فشل في مهمته، هنا ضحكت المرأة ضحكة سخرية من الشيطان ثم قالت له: “إذن راقب وتعلم!”.
ذهبت المرأة للتاجر، ثم طلبت منه شراء قطعة من القماش، أما عن حيلة المرأة فهي أنها أخبرت التاجر أن لها أخاً يريد إهداء هذه القطعة من القماش لعشيقته، وأنه طلب منها (المرأة) أن تشتري له قطعة من القماش حسب ذوقها الخاص.
لم يهتم التاجر بكلام المرأة كثيراً، فالدردشة بين التاجر والزبون هي شيء طبيعي، وأعطاها قطعة القماش التي اختارتها وحسب المقاسات المطلوبة، أخذت المرأة قطعة القماش ودفعت ثمنها ثم انصرفت.
وهنا بدأت المرأة تنفذ خطتها، فذهبت لبيت التاجر وطرقت الباب ففتحت لها زوجة التاجر، ثم قالت المرأة لزوجة التاجر: “اعذريني يا سيدتي! فأنا مريضة بمرض السكر وأحتاج الذهاب إلى الحمام كثيراً، وأنا امرأة مثلك والنساء لا تستطيع قضاء حاجتها في أي مكان”، فرحبت زوجة التاجر بالمرأة وأدخلتها إلى الحمام.
وعندما دخلت المرأة إلى الحمام تركت قطعة القماش التي اشترتها من تاجر القماش (صاحب البيت) في الحمام، ثم شكرت زوجة التاجر واستأذنت منها وانصرفت.
وعندما عاد التاجر إلى بيته ودخل إلى الحمام وجد قطعة القماش، تذكر التاجر قطعة القماش جيداً فهو من باعها وهو من قصها بيده، كما تذكر كلام المرأة “أنها تشتري قطعة من القماش حسب ذوقها ليعطيها أخيها لعشيقته”.
تأكد التاجر أن زوجته تخونه فإنهال عليها بالضرب، ثم طلقها وطردها من البيت شر طردة، هنا نظر الشيطان للمرأة بإعجاب شديد وأخبرها أنها فعلاً تفوقت عليه، ولكن الشيطان لم يستسلم وطلب من المرأة التحدي مرة أخرى، فوافقت المرأة وأخبرت الشيطان أن التحدي الجديد يفوز به من يستطيع إعادة الزوجة لتاجر الأقمشة.
ذهب الشيطان لتاجر الأقمشة وأخذ يذكره بمحاسن زوجته، ولكن التاجر لا يصغي إليه، فيعود الشيطان مرة أخر ويخبر التاجر أنه عاش معها العديد من السنين ولم يعرف عنها أي خيانة ولعل هناك سوء تفاهم، فيخبره التاجر أنه لا يخطئ في قطعة قماش قصتها وباعها بيده.
وبعد العديد من المحاولات يأس الشيطان من الأمر، ذهب الشيطان للمرأة وأخبرها أنه لم يستطيع إعادة زوجة التاجر، هنا ابتسمت المرأة ابتسامة استهزاء بالشيطان ثم قالت له: “إذن راقب وتعلم!”.
ذهبت المرأة لتاجر الأقمشة، وبمجرد أن رآها التاجر تذكرها ولكنه لم يخبرها بأي شيء، كما أنها تظاهرت بأنها لا تعرف أي شيء، ثم دار بينهم الحوار التالي بعد التحية.
المرأة: “أريد منك شراء نفس قطعة القماش التي اشتريتها منك من قبل، وبنفس المقاسات، هل تتذكرها؟”.
التاجر: “نعم! أتذكرها جيداً! ولكن لماذا تريدين نفس قطعة القماش وبنفس المقاسات؟ هل أعجبت عشيقة أخوكِ لهذه الدرجة؟!”.
المرأة: “لا! إن قطعة القماش لم تصل لأخي أصلاً!”.
التاجر: “وكيف حدث ذلك؟!”.
المرأة: “أنا مصابة بمرض السكر، وأنت تعرف أن مريض السكر يحتاج إلى قضاء حاجته كثيراً، وبينما أنا في طريقي للمنزل احتجت الدخول إلى الحمام، فطرقت باب أحد البيوت ففتحت لي سيدة كريمة تبدو عليها علامات الأصل الطيب، فطلبت منها الدخول للحمام وأدخلتني، ثم نسيت قطعة القماش وانصرفت، وعندما عدت للمنزل تذكرت أنني نسيت قطعة القماش فحاولت تذكر أي البيوت دخلت فلم أتذكر واختلط عليا الأمر، لذلك قررت شراء قطعة قماش جديدة”.
فرح التاجر كثيراً بكلام المرأة فهذا دليل براءة زوجته، كما أنه يعتقد أنها لا تعرف أنها زوجته، باع التاجر قطعة القماش للسيدة ثم أغلق محله وذهب بسرعة لبيت أهل زوجته، ثم أخذ يعتذر لها على شكه بها وقص عليها ما حدث فسامحته الزوجة وعادت معه للبيت.
هنا نظرت المرأة للشيطان فظهرت عليه علامات الاستسلام، ثم قال الشيطان للمرأة: “حسناً! لا مزيد من التحديات! وأنا أعترف أن كيد المرأة أقوى من كيد الشيطان”.
ملحوظة مهمة: القصة على سبيل الدعابة، وليس أكثر من هذا.