يعتقد الكثير من الناس أن حقوق المرأة في الإسلام غير موجودة بل ومفقودة أيضاً، وهذا الكلام غير صحيح فالإسلام كفل للمرأة جميع حقوقها وقد ذكر في القراَن ضماناً لها فيما بعد، وقد شكك العديد في أن الله قد فرق في الحقوق بينها وبين الرجل، اعتقاداً منهم بأن الحقوق الاجتماعية له قد تفوق المرأة بكثير، وفي هذا المقال سنوضح حقيقة حقوق المرأة وكيف كفلها الإسلام.
بدأ تحرير المرأة من الترقية والتمييز مع بداية الدعوة النبوية عن طريق دعوة الرسول (ص) للتوحيد، وتم تحريرها من القهر والظهر والاسترقاق، فالرسول (ص) استخدم أكثر من منهج تربوي وأدرج المرأة في العديد من الأنشطة الثقافية والاجتماعية، ومن أهم أولويات هذا المنهج هو إلغاء الطبقية والفروق الاجتماعية بين الرجل والمرأة بل أكد على حقوقها.
لا يفضل الإسلام شخصاً على الاَخر، فنوع الجنس ليس معيار محدد، فالمرأة لها حقوق اجتماعية مثلها مثل الرجل ولا ينكرها أحد، وقد كفل الإسلام هذا الأمر وأقر به من حيث الطبقية، وقد امتد معنى حقوق المرأة في المجتمع ليصبح متساوياً في كافة جوانب المجتمع من حيث القيمة الفردية وقيمة الذات، وسنذكر في سطورنا القادمة كيفية تحديد حقوق المرأة في الإسلام:
لم يتعارض الإسلام مع فكرة العمل بالنسبة للمرأة، ولكن يجب أن يكون مناسباً بالنسبة لقواعد الدين أولاً ثم بالنسبة للقوة الروحية والبدنية الخاصة بها ولا يتعارض مع واجباتها الأسرية بالنسبة للزوج أو الأسرة بشكل عام، ودون ذلك فعليها أن تختار أن تعمل ما يناسبها ويحقق طموحها الاجتماعي، كما أن الإسلام لم يلزم المرأة بكفالة أسرتها من حيث المصروفات، بل أن احتياجاتها يجب أن تكون متوفرة من طرف زوجها.
حث الإسلام على طلب العلم بالنسبة للفتيات مثل الفتية مما يزيد من الثقافة العامة لها، وهذا قد يثقل معلوماتها مما يجعلها تربي أطفالها في المستقبل تربية صالحة تبنى على العلم والمعرفة وليس الجهل.
يضمن الإسلام كافة الخدمات والضمانات الاجتماعية للمرأة والنظام الإسلامي يوجه نحو حماية حقوقها القانونية والقضائية أيضاً والحفاظ عليها ومساعدتها في هذا الأمر، والقانون الإسلامي يعطي المرأة أيضاً حق الانتخاب والترشح في المناصب السياسية والاجتماعية ويشجع على ذلك الأمر إذا كان لم يتعارض مع مسؤوليتها الأسرية وقدراتها البدنية.
تحديد الالتزامات الاجتماعية بالنسبة للمرأة
تعتبر التزامات المرأة في القانون الإسلامي ضئيلة بالنسبة للرجل، فهي معفية من أعباء أسرتها المادية حتى وإن كانت تعمل ولها دخل مادي مستقل، وصرف أموالها على الأسرة شيء غير إلزامي بل يمكن أن يحدث من باب المشاركة ليس أكثر.
لا يوجد نظام أو دين كرم المرأة كالدين الإسلامي، بالنسبة للأم فقد أوصى الإسلام برعايتها وحسن معاملتها بل ومن أهم الفضائل هو برها والاعتناء بها، وقد حث الإسلام على هذا الأمر لما تتحمله الأم من ألم الحمل والولادة وشقار الرضاعة وتربية الأطفال.
أقر الدين الإسلامي بحقوق الزوجة وطبقها على الحقيقة وليست على الورق فقط، فقد ألزم الإسلام بإعطاء الصداق للزوجة عند الزواج تعبيراً لرغبة الزوج بها، فيما يلي يلزم على الرجل بتلبية طلباتها من طعام وشراب وملبس ودفع نفقات بالإضافة إلى حسن معاملتها وتدليلها والترفيه عنها، وفي المقابل أمر الزوجة بطاعة زوجها وتلبية احتياجاته فلا تفرض عليه أحد حتى وإن كان من أسرتها ولا تنفق من أمواله إلا بإذنه.