أشباه الرجال هؤلاء الذكور الذين يدعون الرجولة فإذا التمست منهم رجلا وجدته ذكرا وليس رجلا فهو بلا مروءة أو رجولة، فليس كل ذكر رجل ولكن كل رجل ذكر، وقد مدح الله عز وجل، الرجال في القرآن الكريم،ووصف الله عز وجل، الرجل الذي يعظ الناس الأشداء المجتمعون على إيذاء الدعاة إلى الخالق سبحانه وتعالى، وصفه الله عز وجل بأفضل صفة وهي الرجولة، فقال سبحانه وتعالى في كتابه الكريم:”وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ *اتَّبِعُوا مَنْ لَا يَسْأَلُكُمْ أَجْرًا وَهُمْ مُهْتَدُونَ * وَمَا لِيَ لَا أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ * أَأَتَّخِذُ مِنْ دُونِهِ آلِهَةً إِنْ يُرِدْنِ الرَّحْمَنُ بِضُرٍّ لَا تُغْنِ عَنِّي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا وَلَا يُنْقِذُونِ * إِنِّي إِذًا لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ * إِنِّي آمَنْتُ بِرَبِّكُمْ فَاسْمَعُونِ * قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ قَالَ يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ * بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ” [يس:20-27] وما زلنا نتحدث عن أصناف كثيرة من الذكور الذين يتفاخرون بالصفات الدنيئة ويعدونها عرف من أعراف المجتمع، ولا يستحي أحدهم من تلك الصفات الخسيسة، بل يتباهى بها ويعظمها ويدعى أن هذا هو العرف ومن ذلك، أن ترى الشاب يريد الزواج من فتاة جميلة وحسيبة وثرية، وإذا تحدثت معه عن سبب تلك الصفات، تعلم منه حقيقة الأمر،ألا وهو أنه لا يريد سوى مال الفتاة ولا يريد جمالا ولا غيره، بل يريد فتاة غنية ثرية، ليتحكم في مالها وينفق من أموال امرأته كيفما يشاء، فهو مثله كمثل اللص المحتال، يريد الزواج ليحتال على أموال رفيقته التي قد تصبح أم عياله، بل إن بعض هؤلاء الأنذال، ينفقون من أموال زوجاتهم بسفه وحماقة، لأن المال ليس مالهم، وقد لا يبالى هذا اللص، أن كان أبناءه من تلك الزوجة سيجدون ما ينفقونه بعد أن يرثوا والديهم، في المستقبل أم لا.
وصنف آخر من أشباه الرجال
حكم إجبار الزوجة على الإنفاق مع علامات طمع الرجل في مال المرأة
هم هؤلاء الرجال الذين يبحثون عن زوجة تعمل في مهنة مربحة، ولها دخل أكبر مما يكتسبه ذلك الزوج، ليحتال على راتب زوجته وينفقه وكأنه ماله الخاص، وكأنه قد تزوج جارية من سوق العبيد،فقد أعتقد أنه تملكها، فهي تعمل وهو ينفق ويبعثر في أموالها وإذا أدخر شيئا من مال زوجته اشترى به عقار ثم يكتبه باسمه على أنه المالك الفعلي لذلك العقار، وقد رأيت من هؤلاء نفر كثر، وقد مات أحدهم فورث أباه وأمه من مال زوجته ولم يعترفا بصاحب المال الحقيقي، وهي الزوجة، وإذا جادلت هذا الزوج، قال لك أنه العرف في بلدنا وكأنه من بلد العبيد والجواري، وقد اشترى جارية لكي تعمل في وظيفة ما، لكي تنفق عليه، أنها أنواع جديدة من النصب واللصوصية يعتمدها أشباه الرجال، ولا يعدون ذلك من صفات الجبناء وأصحاب النذالة والخسة، وقد تجادل أحدهم فيقول، هي تعمل في الوظيفة وأنا أساعدها في البيت حتى تعود من العمل، وكأنه كان يبحث عن خادمة ليتزوجها ولا يبحث عن زوجة لبناء الحياة الزوجية الطبيعية، ولو تعاملت مع هذا اللص بطريقته لقلت أن كل زوجة أيضا لها أن تحتال على مال زوجها وتكتب ممتلكاته التي أمتلكها باسمها فتصبح هي مالكة البيت والعقارات، وذلك ليس بمقبول منها أومنه، وقد أحترم الإسلام الملكية للرجل والمرأة معا ولكل منهما زمته المالية المستقلة،أما إن كان الزوج فقير والفقر ليس عيبا ولا عار، لأن الغنى والفقر بيد الله وليس لمخلوق أن يدعى الغنى بسبب عقله أو موهبته فقط، وإن كان كذلك، فلينظر ذلك المتغطرس إلى من هو أكثر منه ذكاء وعقلا وعلما، وبالرغم من ذلك فهو فقير، لأن الحياة السريعة أورثت بعض ضعاف النفوس معتقدات خاطئة، وقد تكون ضد جميع الأديان، فالفقر ليس عارا، ولكن العار الكبير أن يسرق الفقير بسبب فقره، والمصيبة الأكبر أن يحتال المسكين بحجة مسكنته.
ما أخذ بسيف الحياء فهو حرام
ولذلك أقول إذا كان الزوج فقيرا فلا مانع أن تتصدق عليه زوجته ببعض مالها وبخاطرها، تعطى زوجها صدقة، ينفق منها على أولادها ونفسه أو تقرضه المال إلى أن يشاء الله ويكشف عنه الغمة ويزيل عنه الفقر،أو تعطيه بعض المال كهدية بكامل رضاها،بشرط أن تكون تلك الهدية هي جزء بسيط من أموالها وليس كل ما تملك، لأن كل المال الذي تكتسبه الزوجة هو ملكها وكل عقار أو منشأة أو دابة اشتراها الزوج من أموال زوجته فهو ملكها ويكتب باسمها، وامتلاك الزوج لأملاك زوجته، ظلم وشح ومال حرام، وهذا يقره الشرع والقانون، فإذا ذهبت الزوجة إلى القاضي وشكت له زوجها، أنه أخذ مالها الذي اكتسبته من العمل، فسيقر لها القاضي ممتلكاتها ويحكم بعودة مالها إليها، وقد يدعى الزوج المحتال بأن زوجته توافقه احتلاله لأملاكها، وأذكركم أن كل شيء أخذ بسيف الحياء فهو باطل.
خَرَجَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في أضْحًى أوْ فِطْرٍ إلى المُصَلَّى، ثُمَّ انْصَرَفَ، فَوَعَظَ النَّاسَ، وأَمَرَهُمْ بالصَّدَقَةِ، فَقَالَ: أيُّها النَّاسُ، تَصَدَّقُوا، فَمَرَّ علَى النِّسَاءِ، فَقَالَ: يا مَعْشَرَ النِّسَاءِ، تَصَدَّقْنَ؛ فإنِّي رَأَيْتُكُنَّ أكْثَرَ أهْلِ النَّارِ. فَقُلْنَ: وبِمَ ذلكَ يا رَسولَ اللَّهِ؟ قَالَ: تُكْثِرْنَ اللَّعْنَ، وتَكْفُرْنَ العَشِيرَ، ما رَأَيْتُ مِن نَاقِصَاتِ عَقْلٍ ودِينٍ أذْهَبَ لِلُبِّ الرَّجُلِ الحَازِمِ مِن إحْدَاكُنَّ، يا مَعْشَرَ النِّسَاءِ. ثُمَّ انْصَرَفَ، فَلَمَّا صَارَ إلى مَنْزِلِهِ، جَاءَتْ زَيْنَبُ امْرَأَةُ ابْنِ مَسْعُودٍ تَسْتَأْذِنُ عليه، فقِيلَ: يا رَسولَ اللَّهِ، هذِه زَيْنَبُ، فَقَالَ: أيُّ الزَّيَانِبِ؟ فقِيلَ: امْرَأَةُ ابْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: نَعَمْ، ائْذَنُوا لَهَا. فَأُذِنَ لَهَا، قَالَتْ: يا نَبِيَّ اللَّهِ، إنَّكَ أمَرْتَ اليومَ بالصَّدَقَةِ، وكانَ عِندِي حُلِيٌّ لِي، فأرَدْتُ أنْ أتَصَدَّقَ به، فَزَعَمَ ابنُ مَسْعُودٍ أنَّه ووَلَدَهُ أحَقُّ مَن تَصَدَّقْتُ به عليهم، فَقَالَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: صَدَقَ ابنُ مَسْعُودٍ؛ زَوْجُكِ ووَلَدُكِ أحَقُّ مَن تَصَدَّقْتِ به عليهم.
الراوي: أبو سعيد الخدري | المحدث: البخاري | المصدر: صحيح البخاري
وقد تصدقت زَيْنَبُ امْرَأَةُ ابْنِ مَسْعُودٍ على زوجها وأولادها لأنهم فقراء ولو كانوا أغنياء ما كانت ستصبح صدقة ،لأن الصدقات للفقراء وليست للأغنياء.
وقد سئل أحد العلماء عن شاب يريد الزواج من فتاة ،فسئل عن مالها، فقال الفقيه هو لص، أنه يريد المال وليس الزواج، وحق المال تترتب عليه أشياء كثيرة من أهمها المواريث، ثم ماذا إذا استولى الزوج على مال زوجته ثم طلقها هل سيعود مالها إليها أم أن اللص سيسطو عليه، ويتركها فقيرة تستجدي المال ممن قد أحتقرهم طليقها ذلك المحتال، وجعلها تقطع رحمها لينفرد بها ويستولى على أرزاقها، فتعود المرأة فقيرة زليلة أمام أهلها الذين هجرتهم بتوجيه من طليقها المحتال “زوجها السابق”.
أنواع أشباه الرجال في العلاقات المالية وصفات الرجل الذي يحب أرزاق النساء كل هذا سوف يستكمل بمشيئة الله في وقت لاحق.
وهذا بعض من أصناف أشباه الرجال وبمشيئة الله سوف نحاول أن نجعلها مجموعة مقالات مرتبطة ببعضها البعض، وأرحب بكل وجهة نظر أو تعليق يحاول الاستفسار والحوار للوصول إلى الحق.
مقال جميل ربنا يوفقكم لما فيه الخير