لعل الكثير من الناس يتمنون تجربة رفاهية الحياة المطْلقة، ولعل البعض يتساءل، ما الذي سوف يحدث إذا توافرت كل سبل الراحة إلى الإنسان أو أي كائن، وللإجابة على هذا التساؤل فقد قام عالم الحيوان الأمريكي جون كالهون في العام 1970م، بإجراء تجربة على الفئران والذي أطلق عليها اسم ” Universe 25 “، بحيث توفر هذه التجربة كل سبل الراحة لهم، مع تدوين كافة الملاحظات، التي سوف تحدث أثناء التجربة، لذلك دعونا نتطرق أكثر إلى تلك التجربة.
- وفي تجربته المثيرة للدهشة على الفئران، فقد وفر لهم عالِم الحيوانات الأمريكي، كل ما لذّ وطاب من وسائل الرفاهية الحياتية.
- حيث إنه قد وفر لهم الماء والطعام والمسكن، والمساحة الكافية للحياة والتكاثر، وبدأ جون بتدوين ملاحظاته مع مرور الوقت.
- ومن الجدير بالذكر أن الفئران في بادئ الأمر كانت تعيش بشكل طبيعي، حيث إنها كانت تتكاثر وتأكل وتشرب بشكل طبيعي جداً.
- وبعد أن بدأ جون التجربة بعدد زوجي من الذكور وعدد زوجي من الإناث، بدأت المجموعة المكونة من 4 فئران تتكاثر بسرعة.
- وظلت الأعداد تتكاثر، حتى وصل عدد الفئران إلى 600 فأر في 315 يوماً فقط، ووسط رفاهية تامة.
ظاهرة البؤس والميل إلى الانعزال مع مرور الوقت
- وحينما بلغ عدد الفئران 600 فأر، فقد بدأت ظاهرة البؤس والميل إلى الانعزال تزداد شيئاً فشيئاً.
- فبدأت الفئران الكبيرة تأكل الفئران الأصغر، والقوي يأكل الضعيف، ومن الجدير بالذكر أن المبادرة هنا جاءت من مجموعة الفئران، التي أطلق عليها جون “مجموعة البؤساء”.
- وبعد فترة من بداية فترة الملل، فقد وصلت معدلات الوفيات بين الفئران إلى 100 %، بينما معدلات الإنجاب قد انخفضت إلى 0 %.
- الأمر نفسه، قد أدى إلى ظهور بعض الشذوذ الجنسي بين أفراد الفئران داخل حقل التجارب.
- وعلى الرغم من توافر كميات كبيرة من الغذاء واللحوم، فقد بدأت بعض الفئران بتناول لحوم نظيرتها من الفئران الأخرى.
- ومن جانبه فقد ذكر العالم الأمريكي جون كالهون، أن تلك التجربة قد تم تكرارها 25 مرة، وفي كل مرة لم يتغير الناتج.
استنتاج تجربة Universe 25
- ونستنتج من تجربة ” Universe 25 “، أن توفير كافة وسائل الراحة، والرفاهية بين كافة أفراد المجتمع الواحد، تزيد من فكرة فرض السيطرة من قبل الأقوياء، على حساب الضعفاء من نفس الجنس، بما يحقق “قانون الغابة”.
- ونهايةً يحضرنا قول الله -عز وجل- “ولو بسط الله الرزق لعباده لبغواْ في الأرض، ولكن ينزل بقدر ما يشاء إنه بعباده خبير بصير”.