يردده المصريون كثيراً في حياتهم اليومية “ياما جاب الغراب لأمه”، وذلك في وقت المفاجأة التي لا تسر، أو تلك التي تكون عن غير رغبة من الشخص الذي فعلت من أجله، وجاءت الجملة كثيرا في السينما والمسرح، لكن بالرغم من ذلك فإنه من النادر أن تجد أحداً يعرف، لماذا الغراب بالذات؟، وماذا فعل الغراب حتى يكون محط سخرية واستهزاء شعب بأكمله.
أتى المثل الشعبي من سلوك الغراب، والذي يحب الأشياء التي يكون فيها لمعاناً وتعكس أشعة الشمس، وكل غراب له مخزن سري يخبئ فيه كل ما يلمع في الشمس ولا يعرف مكان هذا المخزن أحد غيره، لكنها أشياء غير ذات قيمة له أو لأي من الغربان الأخرى، لكن الشئ المهم عند الغراب هو أن يكون ذا لمعان في الشمس، وتتبع علماء الحيوان المخبأ أو المخزن، فوجدوا أن الغراب يحتفظ بتلك الأشياء غير ذات الجدوى في ذلك المخزن، وهي مثل: “قطعة زجاج، قطعة معدن،.. إلخ”، والمخزن قد يكون فتحة في أحد الأشجار، أو ثقب كبير في أحد الحوائط.
على من يطلق المثل الشعبي
يطلق هذا المثل الشعبي “ياما جاب الغراب لأمه” على البخلاء، أو الذين يفعلون أشياء لأناس آخرون، لكنها أشياء غير ذات فائدة أو أهمية.
جدير بالذكر هنا أن الغراب من الطيور التي تتميز بصوت مهيب، ولقد جاء ذكره في القرآن الكريم في قصة ابني آدم، وبالتحديد في سياق أول جريمة قتل عرفتها البشرية.