في رحلة البحث عن إجابة لهذا السؤال الذي حاول ويحاول العديد من العلماء الإجابة عليه، هل يسكن الكون غيرنا؟، سنقابل الكثير من الخرافات والأساطير التي تدعوا إلى الاندهاش والتعجب، وهذا أمر متوقع، ولكن الغريب والغير متوقع حقا هو الحقائق، فالحقائق التي أثبتها العلم في هذا المضمار هي اغرب من الخيال، دعنا عزيزي القارئ نخوض سويا الرحلة الشيقة علنا نصل معا إلى الحقيقة، وحتى نصل للحقيقة يجب أن نتخلص من كل الخرافات والأساطير التي وصلت إلينا ونستبدلها بمعلومات علمية موثقة.
خرافات وأساطير الكائنات الفضائية والأطباق الطائرة
ربما كان للسينما الأمريكية الدور الأكبر في تقديم هذه الخرافات في شكل أفلام الخيال العلمي، لعل من أبرزها سلسلة أفلام حرب النجوم وغيرها من الأفلام التي تحدثت عن غزو كائنات فضائية للأرض، وكذلك أدعاءات الكثير من الناس خلال العقود السابقة انهم رأوا أطباق طائرة أو تم اختطافهم من قبل فضائيين، إلا أنها لم تخرج عن كونها أدعاءات لم يثبت صحتها ولم يقدم أصحابها أي دليل على حدوثها.
لا يعتبر رفضنا لمثل هذه الخرافات أقرار منا بعدم وجود حياة خارج الأرض يمكن أن تكون حققت تقدم أكثر مما حققناه نحن سكان الأرض، ولكن عدم تقديم أي دليل مادي لروايتهم هو ما نرفضه، وفي المقابل نقبل أصحاب النظريات العلمية والمنطقية في هذا الصدد التي تبني احتماليه وجود حياة خارج الأرض على أسباب يقبلها العقل والمنطق، والتي يمكن أبرازها في النقاط التالية.
أدلة وجود حياة خارج الأرض
بالرغم من عدم تقديم أنصار هذا الرأي لأدلة ملموسة لأثبات وجهة نظرهم، إلا أن الأدلة التي يسوقها أصحاب هذا المبدأ منطقية، فمثلا الرأي القائل بأن هذا الاتساع المهول للكون الذي يحتوى بلايين الكواكب التي قد تتشابه في حجمها وموقعها من النجم التابعة له، يمكن أن يصادف وجود حياة تشابه الحياة على الأرض.
اكتشاف الكوكب “كيبلر 452 بي” أو ما يعرف بالـ”الأرض 2.0″
يعد الاكتشاف الذي أعلنت عنه وكالة الفضاء الأمريكية “ناسا” بعد أن قام التلسكوب العملاق “كيبلر” من اكتشاف كوكب يزيد فقط 10% عن حجم كوكبنا ويبعد عن النجم التابع له بنفس المسافة تقريبا التي تبعد بها الأرض عن الشمس، اكد العلماء أن هذا الكوكب والذي يبعد عن الأرض مسافة 1400 سنة ضوئية يمتلك كل مقومات الحياة، فهذا البعد المتوسط عن النجم يمنع المياه من التجمد نتيجة انخفاض درجة الحرارة، أو التبخر إذا اقترب أكثر من النجم، كما أفاد القائمين على الاكتشاف انه في حالة التأكد من وجود غلاف جوى للكوكب واحتوائه على بخار الماء والأكسجين أو الميثان فهذا سيكون دليل أكبر على احتضان هذا الكوكب لحياة ما، ولعل أكثر ما يدعوا للدهشة حقا هو أن التلسكوب لم يبحث إلا في مقدار ضئيل جداً في نطاق مجرتنا، أو كما شبه العلماء نطاق البحث للتلسكوب بأنه مثل قبضة يد في سماء شاسعة، فما بالنا إذا كان البحث في الكون كله؟!
وفي الختام، لم يثبت العلم حتى الآن وجود أي نوع من الحياة خارج الأرض، وليس معنى هذا أن العلم استبعد هذا الاحتمال، بل بالعكس أكدت الكثير من الدراسات انه في حالة توافر مقومات الحياة على الأرض، واحتواء أي كوكب على كل من، الكربون والهيدروجين والأكسجين، قد يعزز من احتمال وجود حياة تشبه الحياة على الأرض.
أي أننا يمكننا أن نقول احتمالية وجود حياة خارج الأرض كبيرة جدا، ولا ندري أن كانت تحققت أم لا ولكن حتى الآن لم نكتشف أي حياة خارج الأرض، ولم نتواصل مع أي كائنات أخرى من سكان الكون.
اقرأ أيضا