“شهوة العقل”
بقلم/ أكرم القرشي
تقول الدراسات العلمية المتعلقة بعلم الكونيات انك اذا أردت أن تنظر إلى الماضي وتعود بالزمن إلى الورا، ما عليك إلا أن تنظر الى السماء في ليلة صافية، وكلما نظرت أبعد كلما عدت بالزمن الى الوراء.
والسؤال الذي طرحه العلماء، إلى أي مدى ممكن أن ننظر الى الماضي ونعود بالزمن إلى الورا ؟
في عام 1990 اطلقت ناسا تلسكوب “هابل” ومن خلال هذا التلسكوب العملاق يمكنك ان تعود بالزمن إلى الورا أكثر وترى المجرات وليس النجوم فقط التي تراها بالعين المجردة، وقد أستخدم العلماء” عبارة “ان تلسكوب هابل استطاع أن يعود بالزمن إلى الوراء “ويرى الكون في مرحلة الشباب”.
والإنسان كما نعلم انه كائن استثنائي، خليفة الله في هذه الأرض، فريد من نوعه، نادر متميز عن سائر الكائنات،
وسر الإبداع في خلق الإنسان يكمن في النفخه الصمدانية، التي أودعها خالق ملكوت السموات والأرض في هذا الإنسان.
“ونفخت فيه من روحي” هذه الكلمات السماوية إنما هي تجسيد لكل إبداع يقوم به الإنسان في شتى المجالات وفي جميع الفنون.
واليوم في القرن الحادي والعشرين بعد الإنجازات الهائلة التي تحققت من كشف عن الأسرار التي ضلت عصيه، وفتح مغاليق الكون وكيف توصلوا إلى معرفة كيف بدأ الكون من خلال نظرية الانفجار العظيم التي ساهمت بشكل كبير في معرفة حقائق كونية مذهلة.
تجد الآنسان اليوم متعطش لا يكتفي بالحقائق التي توصل إليها وانما يريد ان يكتشف ويعرف أكثر وأكثر عن هذا الكون، وهذه هيه “شهوة العقل ” كما قال احد المفكرين.
وكما سبق ذكرنا في بداية مقالنا هذا كيف تلسكوب هابل استطاع أن يرى عمر الكون في مرحلة الشباب، اليوم الإنسان يريد أن يرى الكون في مرحلة الطفولة وايام الرضاعة، اي المراحل الأولى من نشئة الكون.وهذا يعني أنه من الممكن أن نرى لحظة انبعاث الضؤ الأول للإنفجار العظيم، ومن اجل أن نصل إلى هذه اللحظة الإستثنائية لابد في البداية أن يمر بصرك في مناطق سبع، وكل منطقة لها مهام محدد، وهذا يذكرنا في آية قرآنية تصف لنا التوليفه التي حبكها وصنعها ملك ملكوت هذه الاكوان الرب جلا في علاه حيث يقول(فَقَضَىٰهُنَّ سَبۡعَ سَمَـٰوَاتࣲ فِی یَوۡمَیۡنِ وَأَوۡحَىٰ فِی كُلِّ سَمَاۤءٍ أَمۡرَهَاۚ وَزَیَّنَّا ٱلسَّمَاۤءَ ٱلدُّنۡیَا بِمَصَـٰبِیحَ وَحِفۡظࣰاۚ ذَ ٰلِكَ تَقۡدِیرُ ٱلۡعَزِیزِ ٱلۡعَلِیمِ)
[سورة فصلت 12].
هكذا ساهم تلسكوب هابل في شحذ خيال الإنسان وإيجاد الحلول للطلاسم المحيره التي لطالما ضلت الغازا حيرت الكثير من جهابذة علما الكون، ومن اجل ان يروي الإنسان عطش فضوله نراه اليوم يفكر ويقفز القهقرا أكثر لعمر الكون ومن اجل ذلك لابد عليه أن يمتلك تلسكوب أكثر تقنية من التلسكوب السابق “هابل” وهذا ما تم بالفعل في 2021 سيحل تلسكوب” ويب”محل هابل وسيبدأ العمل خلال العامين المقبلين في أقصى تقدير
وقبل ان نغادر تلسكوب هابل، يجب علينا ان نشكر هذا التلسكوب ونقول له شكر الله سعيك فقد أتممت مهمتك على أكمل وجه. فقد توصل العلماء من خلالك وإسهامك
معرفة اشياء كثيرة،نذكر على سبيل المثال’
أبرز الإسهامات العظيمة التي قدمها، تلسكوب هابل للعلماء،
يُعتبر هابل أعظم المهمات العملية لناسا وأكثرها تعميرا. فقد قام هذا التلسكوب بالتقاط مئات آلاف الصور وإرسالها إلى الأرض، مسلطا بذلك الضوء على العديد من الألغاز العظيمة في علم الفلك. كما ساعدت النظرة التي يتمتع بها هذا التلسكوب على تحديد عمر الكون، وتحديد الكوازارات واكتشاف الطاقة المظلمة
وعلم الإنسان مالم يعلم .
شكرا على هذا المقال الرائع