لقد شكل بشير محمد بشير الذي تم تلقيبه بالشيخ الصامت حالة فريدة من نوعها لم يسمع بها من قبل حيث قرر منذ ما يقرب من خمسة وعشرون عاماً إعتزال الكلام نهائياً ويبداء في التعامل مع من حوله بالورقة والقلم ويقف عن الكلام والحديث بلسانه فيقوم بأجراء مشاركات فعالة في مؤتمرات وأحاديث تليفزيونيو ولقاءات عامة بواسطة الكتابة دون استخدام النطق
العجيب بالأمر أن هذا الرجل حاصل على تعليم مرموق من قبل جامعة السوربون احد اهم وأكبر الجامعات الفرنسية بدرجة البكالوريوس واستطاع الحصول على درجة الماجستير في الاقتصاد والعلوم وكان موضوع دراسته سابقاً لعصره حيث استخلص برسالته العلمية عام 1977 بعنوان ” الاقتصاد والتداعيات الدولية في القرن الواحد والعشرين” وهو بحث متقدم للغاية ويسبق القرن بما يقرب من ثلاثة وعشرون عاما وأشار خلال بحثة بأن الاقتصاد العالي سوف ينهار بين الرأسمالية والاشتراكية
فلسفة الشيخ الصامت في اتخاذه قرار الصمت رغم إجاداته العربية والفرنسية والأسبانية وأيضا العبرية خلال دراسته جاء بعد نقلة كبيرة قام بها في حيته عندما قرر الالتحاق عام 1978 وبعد إنهاء دراسته الأكاديمية بملحق ديني للشيخ عبد الرحيم البرعى وهو من كبار مشايخ السودان فيما يسمى الزريبة نسبة لمذهبهم وهو مقر تلاميذ البرعى حيث تشكلت مبادئه ومفاهيمه للحياة والشيخ الصامت له مريدين واتباع بالسودان كثيرين للغاية ويلقى تقدير كبير بين أهل السودان ويقول عن الحالة التي تعجب لها الكثيرين من حوله إن “بداية الصمت تكون عند نهاية ” وهذه علاقة بينه وبين خالقه وحالة خاصة قرر بإرادته الدخول بها جدير بالذكر أنه من مواليد عام 1956 ومتزوج ولديه عدد من ألأبناء