هل تعلم ما الذي سيحدث اذا قمت بتحميل عقلك افتراضيا وهل سيتمكن البشر من تحقيق ذلك في المستقبل القريب
يتميز البشر عن غيرهم من الكائنات بقدرتهم على التخيل، سنتخيل اليوم أنه يمكن في يوم من الأيام أن يتم محاكاة الإنسان بواسطة التكنولوجيا الحديثة، وما الذي سيحدث حينها؟
عندما يتم محاكاة الإنسان إلكترونياً فإن ذلك سيترتب عليه محاكاة العواطف والذكريات والشخصية في شكل رقمي بصورة دائمة، ومن غير المستبعد أن تتطور التكنولوجيا في المستقبل القريب ليتم تحميل عقل الإنسان إلكترونياً.
ومن الأشياء المثيرة للإهتمام هي أن التقدم التكنولوجي قد يصل لأبعد بكثير مما هو عليه الآن، نظراً لأن التقدم التكنولوجي لا يمكن إيقافه حرفياً، على سبيل المثال لايمكن لشخص عاش في أواخر القرن الماضي أن يتخيل ما يحدث الآن، لأنه سيحسب هذا ضرباً من الخيال.
دعونا نسرح بخيالنا قليلاً ونتخيل أن أول من أجرى الإختبار هو أنت أيها القارئ، وأنك قد دفعت مبلغاً من المال لتكون أول من يجرب أن يتم نسخ دماغك، ولأنك تعلم أنك ميت في كل الأحوال، فإنك ستقوم بدفع ثروة لتتمكن من أن تعيش إفتراضياً بعد موتك عن طريق المحاكاة.
مما يعني أنك ستستيقظ في شقة إفتراضية، وستشعر فيها أنك بنفس عمرك الذي أجريت فيه التجربة، وستكون تلك النسخة الإفتراضية التي سيتم استنساخها منك مطابقة لك إفتراضياً، مما يعني أنك ستكون نفس النسخة الإفتراضية حرفياً.
وستردك-عزيزي القارئ حينها أنك غير قابل للتأذي أو للمرض أو أي شيء آخر يمكن أن يحصل للبشر العاديين، أي أنك غير خاضع لقوانين الفيزياء وأنك لايمكن أن تحتك بالعالم الخارجي.
لكنك لم تفكر يوماً أنك يمكن أن تصاب بالإكتئاب نتيجة لهذه التجربة التي قمت بها، وستدرك حينها أن أموالك قد ذهبت هباءاً بعدما إعتقدت أن التجربة التي قمت بها تستحق المخاطرة بثروتك، وستفكر حينها بالذهاب للشخص الذي أجرى التجربة لك لتطلب منه أن يعيد الأمور لما كانت عليه من قبل، لأنك حرفياً ستكون قد جربت كل شيء ممكن.
يمكن أن نسمي هذه التجربة أنها أكبر طفرة في تاريخ البشرية إذا حصلت فعلياً، إلا أننا لن نتنباأ بالمسقبل، ويوجد عدد من الأفلام السينمائية التي جسدت قصصاً مشابهة لقصتنا هذه في السينما، ولكن من يعلم؟ ربما يحدث هذا بعد زمن غير بعيد.