هذه القصة حدثت في المدينة المنورة في عصر النبوة وفي بيت أشرف الخلق سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة وأسمى السلام ؛ حيث كانت هناك امرأة حسن اسلامها كانت تعمل عند السيدة عائشة رضى الله عنها وقد كانت عبدة مملوكة، كانت تأكل من طعام النبى وكانت تسأله ويسألها وأيضا كان يتصدق عليها.
من كانت هذه المرأه؟ وماهى قصتها؟
اسمها بريرة، كانت تعمل جارية منذ صغرها عند جماعة من الآنصار وكانت تقوم بحمل المياه وحلب الشاه، عاشت منذ صغرها في حياة العبودية التي تتميز بالقسوة، كانت بريرة دائما حزينة ولم تذق طعم السعادة أبدا فقد حرمت من حنان أبويها.
عندما كبرت بريرة تزوجت من مغيث بن جحش، وكان أيضاً عبدا وأنجبت منه طفلا، أخذت بريرة تتنقل من بيت لبيت حتى انتهى بها الحال في بيت النبى صلى الله عليه وسلم، حيث كانت تعمل في خدمة السيدة عائشة رضى الله عنها.
كانت بريرة سعيدة جداً بالعمل في بيت النبى فقد رفع من قيمتها وأصبح الناس يعرفونها ويقدمون لها الكثير من الهدايا.
وفي أحد الأيام تحدث النبى مع السيدة عائشة عن بريرة وعن شرائه لها من سيدها ثم تقوم السيدة عائشة بعتقها لوجه الله سبحانه وتعالى، وعندما علمت بريرة بذلك فرحت كثيرا ؛ لانها ستكون حرة من بعد الآن ولأنها ستكون قريبة من النبى ومن السيدة عائشة ؛ وهذه في حد ذاتها سعادة كبيرة لايمكن وصفها.
عندما اشتد الخلاف بينها وبين زوجها خيرها النبى صلى الله عليه وسلم بين أن تكون زوجة لرجل مملوك بعد حريتها أو أن تفارقه وتتزوج من رجل حر فاختارت الفراق.
السؤال هنا في أى شيءكانت شفاعة النبى؟ ولماذا رفضت بريرة هذه الشفاعة؟
كان مغيث زوج بريرة يتوسل اليها والدموع تنهمر من عينيه لكى تعود اليه وكان ذلك أمام الناس، ولما رآه النبى صلوات الله عليه بينما كان يجلس مع أصحابه رق قلب النبى وأشفق لحاله وقال لاصحابه:(ألا تعجبون من حب مغيث بريرة وبغض بريرة مغيث) (النسائى5322).
قام النبى بعد ذلك وذهب إلى بريرة، وأخبرها عن مغيث وماوصل اليه من بكاء وضعف، ثم عرض عليها الرجوع اليه وأن ترحم ضعفه وبكاؤه، فتذكرت بريرة على الفور أيام عبوديتها القاسية ؛ ثم ردت على النبى بسؤال فقالت: يارسول الله أأمر هو.. أم شفاعة؟ فقال النبى:”لا انما أنا أشفع له”، فقالت يارسول الله لا حاجة لى فيه.
وبهذا تكون بريرة قد رفضت شفاعة رسول الله عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم.