عاش الطبيب الفرنسي ميشيل دي نوسترادام في القرن السادس عشر وأصدر الطبعة الأولى من كتابه “النبوءات” عام 1555م، تلك النبوءات التي أصبحت منذ ذلك الحين وحتى اليوم موضوعاً للجدل والنقاش المستمر حول العالم.
يحتوي الكتاب على مجموعة كبيرة من التنبؤات بالأحداث التي اعتقدَ “نوستراداموس” أنها سوف تحدث في زمانه وحتى نهاية العالم.
وكان يقوم بكتابة الأحداث على شكل رباعيات غير مفهومة جعلت البعض يرفُض ما جاء فيها ويعتبر أن تطابق هذه التوقعات مع أحداث الواقع هو مجرد خطأ أو تلاعُب في تفسير الرباعيات.
بينما يُفسِّر البعض صدق تلك التوقعات بما اشتُهر عن “نوستراداموس” من تعلُّم وممارسة السحر، حتى ذهب بعضهم إلى اعتباره تلميذاً “للمسيح الدجال”.
من هو “نوستراداموس” وما هي تلك الرباعيات وما هي أشهر التنبؤات التي جاء فيها، نجوم مصرية والتفاصيل.
من هو نوستراداموس
ولد ميشيل دي نوسترادام أو “ميشيل النوتردامي” في ديسمبر من العام 1503م، في سان ريمي دي بروفانس جنوب فرنسا لأسرة عادية كانت تعتنق الديانة اليهودية قبل أن تتحول إلى المسيحية الكاثوليكية خوفاً من محاكم التفتيش.
تولَّى الجد “جان” تعليم “نوستراداموس” الذي أظهر ذكاءً كبيراً في تعلُّم اللغات اللاتينية والإغريقية والعبرية وأصول الرياضيات والتنجيم.
أرسله والده لدراسة الطب في مدينة “مونبيلييه” عندما كان في التاسعة عشر من عمره وكان يعتمد طريقة خاصة للعلاج في ظل انتشار الطاعون الأسود الذي قتل زوجته وطفليه.
بعد موت زوجته اختفى “نوستراداموس” فجأة وتفرَّغ لممارسة السحر وتركيب الخلطات السحرية التي قال بأنه يرى تنبؤاتِه من خلالها.
نبوءات نوسترداموس «الرباعيات»
في عام 1555م أكمل “نوستراداموس” الجزء الأول من كتابه الخاص بالتنبؤات والذي أسماه «قرن» كناية على أنه يتضمن 100 مقطوعة شعرية أو رباعية مكتوبة بأسلوب غامض ولغات متعددة كالإغريقية واللاتينية والإيطالية.
وكان يقصد من ذلك تجنب الملاحقة بتهم السحر والشعوذة، كما أراد خلّق حالة من الإرباك في تسلسل التنبؤات كي لا تنكشف أسراره للناس العاديين “حسب وصفه”.
وجدت النُسخة الأصلية من التنبؤات عام 1555م، ثم توالت النُسخ الأخرى عنها في القرن السادس عشر وما بعده
وجد الكتاب في مكتبة الفاتيكان وكان نابليون بونابرت يحمل نسخة من “النبوءات” معه بشكلٍ دائم، كما كان هتلر يفعل ذلك أيضاً، وكان الوزير الأول لإليزابيث الأولى ملكة بريطانيا يحتفظ بنسخة منه أيضاً، كما وترجم إلى مئات من اللغات المتداولة.
أشهر تنبؤات نوستراداموس
نبوءة الراهب
في إيطاليا، رأى “نوستراداموس” مجموعة من الرهبان وتنبأ لواحد منهم بأن يصبح بابا الكنيسة، ثم أصبح ذلك الشاب الذي يدعى “فيليتش بيرتي” بابا الكنيسة بعد 20 عاماً من وفاة نوستراداموس، إنه البابا “سيكستوس الخامس”.
نبوءة هنري الرابع
في عام 1550م، وعندما كان “نوستراداموس” في مدينة سالون الفرنسية طلب رؤية شامات موجودة على جسم صبي من حاشية الملك، ليعلن بعد ذلك أن هذا الصبي سيكون ملِكاً على فرنسا ورغم أن كاترين كان لها ولدان على قيد الحياة فقد أصبح ذلك الصبي “هنري النافاري “الملك هنري الرابع.
هتلر وهزيمة ألمانيا
رغم محاولات وزير الدعاية في حكومة هتلر إبان الحرب العالمية الثانية، استخدام المُنجِّم كرافت، لعكس توقعات “نوستراداموس” وإحداث تأثير معنوي يروج لانتصار ألمانيا فقد صدقت نبوءات نوستراداموس بهزيمة هتلر الذي سماه «هيستر» وقد حدث ذلك بعد موت ” نوستراداموس” بثلاثة قرون.
تحديد تاريخ الثورة الفرنسية
نوسترداموس كان فرنسيا من ناحية، وكان مسيحيا من ناحية ثانية، لذلك فقد نالت فرنسا والكنيسة والقارة الأوروبية جُل اهتمامه، في رسالة إلى الملك الفرنسي هنري الثاني اعتبر نوستراداموس سنة 1792م بداية لعهد جديد مشيراً بذلك إلى أهمية تلك السنة وخطورتها، وهي سنة اعلان الجمهورية الفرنسية، وبداية النهاية لعصر السلطة الكنسية والمسيحية في أوروبا بشكل عام، وكانت تلك إحدى أخطر النبوءات التي ذكرها نوستراداموس وحدد تاريخها ثم تحققت!
وأخيراُ تنبأ بموته
كتب نوستراداموس وصيته في السابع عشر من حزيران/يونيو عام 1566م. بعد أن تحول داء النقرس الذي يعاني منه إلى استسقاء وفي الأول من تموز/يوليو، أرسل في طلب القس المحلي ليجري له الطقوس الأخيرة، ووجدت جثته في صباح اليوم التالي كما توقع بنفسه،
وعندما توفي دفن واقفاً في أحد جدران كنيسة كورديلييه في بلدة سالون، بفرنسا، لكن جثته تعرضت للنبش من قبل الجنود بعد أن أخرجوا نعشه إبان الثورة الفرنسية، فأعيد دفن جثته في كنيسة سان لوران.
هذا هو “نوستراداموس” وتلك هي مجموعة من تنبؤاته التي تحققت، إضافة إلى الكثير من التنبؤات حول مدينتي هيروشيما وناغازاكي اليابانيتين وأحداث 11سيبتمر والكثير. فهل تقف تنبؤات “نوستراداموس” عند هذا الحد؟!