مقابل 180 ألف دولار، أول جزيرة مموّلة جماعياً في العالم تُصبح “إمارة أيلانديا”، بعَلم ونشيد وطني وحكومة

قامت حملة تمويل جماعية لِأول مرة في التاريخ بشراء جزيرة “كوفي كاي” الصغيرة قبالة ساحل بيليز، مقابل 180 ألف دولار بهدف إنشاء دولة مجهرية تسمى “آيلانديا”.

بدأ بشراء “دومين” وانتهى بإعلان الإمارة

بدأت الفكرة الأولية للتمويل الجماعي لمشروع “Let’s Buy an Island” منذ 15 عاماً، عندما اشترى جاريث جونسون، المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي للمشروع، نطاق “letsbuyanisland.com”، بهدف شراء جزيرة وتحويلها إلى دولة مجهرية واصفاً ذلك بأنه “شيء ممتع”.

صورة 1

وبدأ المشروع أُولى خطواته في العام 2018م عبر عملية تمويل جماعي لشراء الجزيرة، ليتحول حُلم المجموعة التي أسست المشروع إلى حقيقة بعد أقل من عام وتحديداً في ديسمبر 2019م عندما تمكن المشروع من جمع 250 ألف دولار لإكمال عملية شراء الجزيرة غير المأهولة بالسكان “كوفي كاي”، والتي تبلغ مساحتها 4856 متراً مربع قبالة سواحل بيليز.

ولم يكن يشتري المستثمرون مُجرَّد قطعة أرض من ممتلكات بيليز، بل كانوا يستثمرون أيضاً في مشروع بناء دولة مجهرية فريدة، حيث تمَّ إعادة تصور الجزيرة باعتبارها “إمارة أيلانديا”، بعلم ونشيد وطني وحكومة أيضاً، لتصبح كياناً يدَّعي الاستقلال رُغم عدم اعتراف المجتمع الدَّوْليّ بتلك “الدولة المجهرية”.

في مطلع عام 2022م،  قاد مارشال ماير أحد مؤسسي المشروع الجولة الافتتاحية إلى “كوفي كاي”، بصحبة عددٍ من السياح والمُستثمرين في أول جزيرة مموّلة جماعياً في العالم، ورغم أنَّ ماير كان قد زار الجزيرة مع مستثمرين آخرين في وقتٍ سابق، إلَّا أنّ هذه الرحلة كانت أول جولة ليلية يمكن لأي شخص الانضمام إليها، حسب وصفه.

كما صرَّح ماير بعد الرحلة التي لم تستغرق سوى  15 دقيقة للوصول بالقارب من مدينة بيليز إلى “إمارة أيلانديا”: “إنّه لشعور رائع أنك تخطو على جزيرة استثمرت فيها وامتلكتها”.

صورة 2

وحدَّد أعضاء ومؤسسي المشروع قيمة كل سهم في الجزيرة، بمبلغ قدره 3،250 دولار.حيث تمَّ بيع  100 سهم تقريباً حتى الآن. لكنَّ حتى لو قام المُستثمر بشراء عدة أسهم، فإنَّه لا يحق لكل شخص إَّلا صوتٌ واحد فقط في عملية صنع القرار الديمقراطي.

ولا يستغرق الأمر سوى دقائق قليلة كي تقطع المسافة الفاصلة بين طرفي الجزيرة مشيًا على الأقدام، غير أنّ ماير حرص على اصطحاب المجموعة المكوّنة من 13 فردًا في أول جولة مشي على الإطلاق في الجزيرة.

دولة مجهرية مع جنسية وجوازات سفر

ورغم تمكُّن المشروع من جمع 250 ألف دولار إلَّا أنَّ شراء الجزيرة لم يُكلِّف سوى 180 ألف مُتضمناً الضرائب، ويمكن أن يصبح المستثمرون وزوار “كوفي كاي” مواطنون في “إمارة أيلانديا” بشكلٍ تلقائي، كما يعتزم الفريق المؤسس إصدار جوازات سفر خاصة بالجزيرة.

ويمكن لأي شخص أن يدعم الدولة المجهرية عبر شراء “الجنسية” أو الألقاب الخاصة  مثل”سيد أو سيدة الجزيرة”، مقابل مبلغ صغير من الرسوم، ودون الحاجة للاستثمار.

صورة 3

هذا ويعمل مارشال ماير وفريقه على تجديد الشعاب المرجانية المحيطة، وتطوير موقع تخييم، إضافة إلى تحويل حاويات الشحن إلى أماكن إقامة أساسية، وتشمل أفكار تطوير “إمارة أيلانديا” إنشاء مطعم وإحضار قوارب وتجهيزات الغطس لاستقطاب السياح والمستثمرين.

التوازن بين البيئة والنمو الاقتصادي

ورغم إعجابهم بنظام التمويل الجماعي القائم في الجزيرة إلَّا أنَّ عدداً من السياح والمستثمرين كانوا قد أثاروا بعض المخاوف بشأن الأعاصير وارتفاع مستويات سطح البحر التي يمكن أن تُغّرِق الجزيرة.

ويقول أوسكار دي روميرو، الوكيل العقاري  الذي عثر على “كوفي كاي” لمؤسسي المشروع أنَّ إدارة المجموعة بحاجة إلى “تحقيق التوازن بين البيئة والنمو الاقتصادي”.

صورة 4

وأوضح روميرو أنهم “سوف يحتاجون إلى تصاريح بيئية وتصاريح من الحكومة لأي تطوير، مع تمتع كل من غابات المانغروف والحاجز المرجاني القريب بوضع الحماية”.

 


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد


جميع المحتويات المنشورة على موقع نجوم مصرية تمثل آراء المؤلفين فقط ولا تعكس بأي شكل من الأشكال آراء شركة نجوم مصرية® لإدارة المحتوى الإلكتروني، يجوز إعادة إنتاج هذه المواد أو نشرها أو توزيعها أو ترجمتها شرط الإشارة المرجعية، بموجب رخصة المشاع الإبداعي 4.0 الدولية. حقوق النشر © 2009-2024 لشركة نجوم مصرية®، جميع الحقوق محفوظة.