لماذا لا يتم التخلص من النفايات عبر رميها في البراكين؟

قد تبدو البراكين كمحرقة طبيعية مثالية لكميات القمامة الهائلة التي ننتجها كل يوم، إلا أن هناك بعض العوائق التي تحول بيننا وبين هذا الحل السحري لإيصال قمامتنا إلى مركز الأرض.

يولد البشر حوالي ٠،٧٤ كيلو جرام من القمامة للشخص الواحد في اليوم، أو ما مجموعه ٦٨٣ مليون طن في السنة، وللتخلص من كل تلك النفايات في بركان، ستحتاج أولاً إلى تحديد موقع بركان نشط، وسحب القمامة إلى هناك، هذه هي المشكلة الأولى حيث لا يعيش الكثير من الناس بالقرب من براكين نشطة، لذا فإن نقل القمامة إلى البركان سيكلف وقت ومال والكثير من الوقود، ثم هناك حقيقة أن عدد قليل جداً من البشر يعيشون بالقرب من البراكين النشطة.

عندما تتصور التخلص من القمامة عبر رميها في بركان، ربما تفكر في بركان لطيف وودي على شكل مخروط مع ثقب في الأعلى، وفي منتصف الثقب من المحتمل أنك تتصور بحيرة حمم جميلة، بركان مثالي لإلقاء القمامة فيه، أليس كذلك؟ لكن للأسف ليست كل البراكين متعاونة بهذه الطريقة، محرقة القمامة المثالية ستكون بركاناً بطيئاً يدفع بالحمم تدريجياً على سطح الأرض، مثل البراكين في هاواي لكن غالبية البراكين على الأرض تتدفق بالحمم البركانية وتميل إلى الانفجار عندما يصبح ضغط الغاز الساخن والصهارة داخل البركان أكبر من اللازم، وأنت لا تريد إلقاء القمامة في بركان متفجر، إذا كنت قريباً بما يكفي لرمي القمامة في الصخور المنصهرة والرماد والغازات، فأنت ميت لا محالة.

ولكن لنفترض أنك تعيش في هاواي، على مقربة كافية لسحب القمامة إلى قمة البركان الودود كل يوم، بالإضافة إلى المخاوف من تدمير منزلك بسبب الحمم البركانية، هناك أيضاً بعض المخاطر عليك (وعلى شاحنة القمامة) التي ستقوم بإلقاء القمامة في بحيرة هادئة من الحمم البركانية، فبالإضافة إلى الغازات السامة وبحيرات الحمم البركانية، عندما تصطدم القمامة الباردة بكتلة ضخمة من الحمم البركانية، يمكن أن يتسبب ذلك في بعض الانفجارات الهائلة، كما اكتشف مجموعة من الباحثين في إثيوبيا في عام ٢٠٠٢.

رائع، أليس كذلك؟ لكن هذا كان كيس من القمامة يبلغ وزنه ٣٠ كجم فقط، تخيل لو كان أكبر من ذلك، سيارة قمامة ممتلئة عن أخرها مثلاً، قد تؤدي الانهيارات الصخرية في بحيرات الحمم البركانية إلى دفع الحمم بطول ٨٥ متر في الهواء، أعتقد أن هذه مخاطرة كبيرة لمجرد التخلص من القمامة.

ناهيك عن حقيقة أنك ستحرق القمامة في الهواء الطلق، وأي دخان متولد سيذهب مباشرة إلى الغلاف الجوي، مما سيخلق الكثير من تلوث الهواء، اليوم، محارق القمامة – على الأقل في الدول المتقدمة – محكومة بمجموعة من اللوائح التي تضمن عدم خروج الدخان الناتج عن حرق القمامة إلى الهواء (حيث يتم تصفية الملوثات الرئيسية مثل الأوزون وأول أكسيد الكربون وثاني أكسيد الكبريت، إلخ).

لذا فإن إلقاء المخلفات الجماعية الناتجة عن الحضارة البشرية في البركان ليس خياراً مطروحاً. ولكن ماذا عن النفايات الأكثر تخصصاً، مثل النفايات الطبية أو النووية؟ الأشياء التي قد تكون خطيرة حقاً؟ لسوء الحظ، البراكين ليست ساخنة بما يكفي لإذابة الوقود النووي أو حرق النفايات الطبية، تتراوح درجة حرارة الحمم من ٧٠٠ إلى ١٢٠٠ درجة مئوية، وهي ساخنة فعلاً ولكنها ليست ساخنة بما يكفي.


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد


جميع المحتويات المنشورة على موقع نجوم مصرية تمثل آراء المؤلفين فقط ولا تعكس بأي شكل من الأشكال آراء شركة نجوم مصرية® لإدارة المحتوى الإلكتروني، يجوز إعادة إنتاج هذه المواد أو نشرها أو توزيعها أو ترجمتها شرط الإشارة المرجعية، بموجب رخصة المشاع الإبداعي 4.0 الدولية. حقوق النشر © 2009-2024 لشركة نجوم مصرية®، جميع الحقوق محفوظة.