أعطاه الله ملكا عظيمًا وقدرات عجيبة يعجز عنها كل البشر، تحكم بالجن والرياح وتحدث مع الطير والدواب. سيدنا سليمان عليه السلام وحقيقة خاتمه السحري، هل موجود بالفعل أم مجرد أسطورة خيالية مكذوبة؟. يقول الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم:
وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ عِلْمًا ۖ وَقَالَا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي فَضَّلَنَا عَلَىٰ كَثِيرٍ مِّنْ عِبَادِهِ الْمُؤْمِنِينَ (15) وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ ۖ وَقَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنَا مَنطِقَ الطَّيْرِ وَأُوتِينَا مِن كُلِّ شَيْءٍ ۖ إِنَّ هَٰذَا لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِينُ (16) وَحُشِرَ لِسُلَيْمَانَ جُنُودُهُ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ وَالطَّيْرِ فَهُمْ يُوزَعُونَ (17)
خلق الله عز وجل ملكًا عظيمًا لسيدنا سليمان عليه السلام فسخر له الجن والطير والرياح تفعل ما يأمر به، يقول الله عز وجل في كتابه العزيز:
قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لَّا يَنبَغِي لِأَحَدٍ مِّن بَعْدِي ۖ إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ (35)
حيث اعطى الله جل علاه لسليمان عليه السلام ملكًا لم يُعطى لأحد غيره، وهناك اقاويل يشار فيها إلى أن سيدنا سليمان عليه السلام كان يملك خاتمًا سحريا ومن خلاله كان يتحكم في كيانات معينة وغير مرئية كالعفاريت والجن بكل انواعهم بالإضافة الى الحديث مع الحيوانات وتسخير الرياح له ولا احد يعلم ما هو شكل الخاتم تحديدا ولكن هناك بعض الرسومات التي نسبت اليه والتي ظهر فيها الخاتم السحري وكانه يحتوي على حلقة سداسية يشار اليها على انها نجمة داوود كما يقال ان اسم الله الأعظم محفور عليه.
على الرغم من اختلاف العديد من المؤرخين حول مكوناته إلا أن العديد من المصادر ذكرت أنه مصنوع من سبعة معادن، الرصاص، القصدير، الحديد، الذهب، النحاس، الذئبق والفضة. وبعد وفاة النبي سليمان عليه سلام يُقال أن الخاتم تم دفنه على جبل الصهيون وهناك روايات تؤكد ان ملكة سبأ وهي تدرك القوة الهائلة للخاتم قد صنعت خاتمًا مطابقًا له ومشابها له واستبدلته بالخاتم الأصلي واحتفظت هي به حتى وفاتها. وغيرها من الروايات التي قيلت في المكان الذي وضع فيه الخاتم بعد وفاة النبي سليمان عليه السلام. وبسبب القوة التي يمتلكها الخاتم والتي زعم الكثير أن من يمتلك هذا الخاتم سوف يمتلك قدرات خارقة كالتي وهبها الله تعالى لسيدنا سليمان كإعطاء الاوامر للجان وتسهيل الرياح لخدمته وفهم لغة الدواب والحيوانات.
سعى العديد من المؤرخين وجامعِ التحف وصائد الكنوز لسنوات بل لعقود طويلة وراء خاتم سيدنا سليمان ايمانا منهم بوجوده ولقيمته التي لا تقدر بثمن أبدا الا ان كل جهودهم باءت بالفشل. وقد رجح عدم العثور على خاتم سليمان لعدم وجوده من الأساس اذ انه لا يتعدى كونه مجرد اسطورة وخرافة تناقلتها الاجيال. حيث اول من ذكرت قصة خاتم سيدنا سليمان السحري هم اليهود والحقيقة أن الخاتم تم ذكره للمرة الاولى في التلمود وتناقلتها لاحقا جيلا بعد جيل مع بعض الاضافات الأخرى في كل مرة لجعل قصة الخاتم أكثر غموضا وتشويقا.
بحسب اساطير القرون الوسطى والمعتقدات الخاصة باليهود كان ذلك الخاتم هو السبب الكامن وراء قدرة سيدنا سليمان الحكيم وجعله قادرا على التحكم في الإنس والجن والحيوان، كما يقال أن للخاتم قدرة كبيرة لعلاج الأمراض الجسدية والنفسية بشكل مذهل، إلا أن الدين الاسلامي نفى قطعا كل هذه الخرافات كما ينهى عن الأخذ بها بالاضافة الى أن الحديث النبوي الذي يتحدث به البعض عن حقيقة وجود الخاتم السحري قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم عن رواية أبي هريرة رضي الله عنه
” تخرج الدابة معها خاتم سليمان وعصا موسى فتجلو وجه المؤمن وتختم أنف الكافر بالخاتم، حتى إن أهل الخوان ليجتمعون فيقول: هاها يا مؤمن، ويقال: هاها يا كافر، ويقول: هذا يا كافر وهذا يا مؤمن “.
هذا الحديث ضعيف حيث ان كل تلك الاقاويل والاحاديث التي تذكر ذلك لا تصح عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا تقوم بها حجة. وقد اجمع ابن كثير والطبري والنسفي ان قصة خاتم سليمان السحري ليست إلا من أباطيل اليهود. حيث أكدوا أنها قصة مكذوبة وهي من ضمن افتراءات اليهود وكذبهم على الأنبياء ليس إلا.
من المعروف أن هناك طوائف من اليهود لا يعتقدون بنبوة سليمان عليه السلام من الأساس، حيث يقولون أنه كان ملكا ساحرا وقد اختلقوا هذه القصة لكي يجرؤون بسحرهم على الناس. لذلك فإن حكاية خاتم سليمان السحري ما هي إلا من أقاويل اليهود المكذوبة فلم يتم ذكره في القرآن الكريم أو في الاحاديث النبوية المطهرة والله اعلى واعلم.