لطالما كانت محيطات العالم ولا تزال منابع لظواهر وألغاز مجهولة وغير محدودة، أحد أشهر تلك الظواهر الغامضة هي عادة البحار في ابتلاع الناس والأشياء دون أثر، فطالما فاض التاريخ بحكايات عن السفن والطائرات والغواصات والسباحين الذين غمرتهم أمواج ذلك العالم الضخم دون معرفة ما حدث لهم، ولكن بالنظر إلى تلك الغرابة التي تتسم بها معظم تلك الحالات، فإن إحدى الظواهر الأغرب التي حيرت معظم البحارة والمسافرين على مر الزمان، كانت تلك الجزر الوهمية التي كانت تظهر ومن ثم تختفي من على وجه الأرض ثم تعاود الظهور مرة أخرى.
من أغرب هذه الظواهر:
جزيرة برميجا في خليج المكسيك:
واحدة من أكثر الحالات غرابة هي جزيرة متلاشية غامضة تقع في بقعة صغيرة غير مأهولة من الأرض، ويقال إنها كانت موجودة في خليج المكسيك قبالة الساحل الشمالي لشبه جزيرة يوكاتان في المكسيك، ويطلق عليها اسم برميجا Bermeja كما ذكر لأول مرة في قائمة جزر “ألونسو دي سانتا كروز” التي نشرت عام 1539، تم العثور على جزيرة برميجا في وقت لاحق على الخرائط من قبل رسامي الخرائط والمستكشفين الإسبان خلال القرنين السادس عشر والسابع عشر وحتى ذلك الوقت لم يكن هناك شيء غريب.
كما استخدمت المكسيك جزيرة برميجا في السبعينيات كمعلم حددت به منطقتها الاقتصادية التي تبلغ مساحتها 200 ميل بحري والتي لم تشمل فقط مياه صيد، ولكن ضمت احتياطات نفطية رئيسية، ولكن بحلول أواخر القرن السابع عشر وأوائل القرن الثامن عشر قل ذكر جزيرة برميجا في السجلات البحرية، ولكن ظهرت الجزيرة مرة أخرى على الخرائط عام 1857، وكانت كعلامة مميزة في الخرائط الموثوقة لعدة قرون، كما تم ذكرها بانتظام في الكتب، ولكن بدأت الأمور تتخذ شكلا غريبا عندما لاحظت دراسة أجريت عام 1997 في تلك المنطقة، أنه لا يوجد شيء في هذا المكان سوى المياه المفتوحة، حيث قيل إن جزيرة برميجا كانت موجودة لفترة طويلة.
وقد أجرت الجامعة الوطنية المستقلة في المكسيك (UNAM) ثلاث عمليات بحث إضافية في عام 2009 بمساعدة مجلس النواب المكسيكي، وذلك باستخدام القوارب والأقمار الصناعية وعمليات البحث بالطائرات والمروحيات، ولكن تلك الحملات فشلت أيضا في العثور على أي علامة تدل على وجود جزيرة برميجا.
أمر اختفاء جزيرة برميجا:
حير أمر اختفاء جزيرة برميجا كلا من الحكومة، والشعب المكسيكي على حد سواء، وهدد وضع المكسيك الاقتصادي، وتفسير سبب اختفاء الجزيرة، واحدة من النظريات تقترح أن ارتفاع مستويات البحار، جعل الجزيرة تختفي تحت الأمواج.
ظهرت العديد من النظريات التي حاولت تفسير تلك الظاهرة:
وهناك نظرية أخرى مفادها أن رسامي الخرائط الذين كانوا يرسمون خريطة الجزيرة قد أخطئوا في موقعها، أو حتى تعمدوا ذلك الخطأ لغرض سياسي، ولكن هذا لا يفسر وجود العديد من الوثائق التي جاءت من مصادر بعيدة والتي تعطي أوصافا دقيقة وملموسة لموقع جزيرة برميجا، وبالإضافة إلى تلك الوثائق توجد العديد من الخرائط التي رسمتها العديد من الدول، بما في ذلك الولايات المتحدة، والتي تبين بوضوح أن تلك الجزيرة كانت حقا في نفس المكان الذي كان من المفترض أن تكون فيه الآن، إحدى نظريات المؤامرة والتي ربما تكون بعيدة كل البعد عن الحقيقة، تفيد بأن وكالة المخابرات المركزية CIA قامت بتدمير الجزيرة من أجل التصدي لمطالبات المكسيك، ولم يتم اكتشاف الحقيقة حتى الآن.
قد يهمك:
عن الكاتب: