من الحقائق التاريخية الطبية الغربية أن المنشار اختُرع أول مرة للمساعدة في التوليد، حيث أنه قبل أن تصبح العملية القيصرية أمراً شائعا؛ كان يتعين على جميع الأجنة المرور خلال قناة الولادة، وهو الأمر الطبيعي في العادة، ولكن قد يكون أحيانا حجم الرضيع كبيراً مما يعيق مروره عبر القناة ويجد نفسه عالقاً هناك في خضمّ عملية الولادة، ومنه كان الجراحون آنذاك يلجئون إلى إزالة أجزاء من عظم الحوض ليفسحوا المجال أمام الطفل للخروج إلى النور، وكانت تتم هذه العملية عن طريق القطع بالمنشار الكهربي ويطلق على هذه العملية اسم عملية بضع الارتفاق Symphysiotomy، التي أقل ما يقال عنها أنها مؤلمة جدًا.
كانت العملية تُجرى يدويا بصورة عامة باستخدام سكين ومنشار صغيرين من أجل إزالة العظم، وكان كل هذا يجري دون تخدير الأم في خضمّ عملية الإنجاب، وكانت العملية تستغرق وقتا طويلا وتسودها الفوضى.
في سنة 1780 قام الطبيبان (جيمس جيفراي) و(جون آيتكن) باختراع منشار السلسلة، الذي كان صغير الحجم من أجل جعل عملية إزالة أجزاء من عظم الحوض لدى الأم سهلة وأقل استهلاكا للوقت في أثناء التوليد.
وقد استخدمت الآلة (المنشار الكهربي) في الأساس خلال عملية بضع الارتفاق (وهي أسلوب ولادة قديم كما اتفقنا) وإزالة العظام غير المرغوبة، تم توضيح الفكرة أيضًا في كتاب «مبادئ القبالة أو طب النفاس» لـ (جون آيتكن) في عام 1786.
وفقًا لإحدى الأوراق البحثية التي نشرها (جيمس جيفاري) في ذلك الوقت، فإن استخدام هذه الآلة الجديدة آنذاك من شأنه أن ينتج عنه جروح أقل عن الأم في أثناء عملية الولادة، كما يمنع حدوث عمليات النزيف وخروج الجنين سليم.